تضم مجموعة موعظة الجندب ما يزيد عن العشرين نصا شعريا تنزع إلى التعبير عن حالات وجدانية ذاتية تعتمد على لغة داخلية شفافة غنية بمفردات الذات والهيام والوجد الصوفي، وقصائد وأخرى متوترة تعبر عن قضايا وجودية تتصل بالمصير الإنساني من خلال قضايا لها علاقة بالمثقف والسلطة مثل قصائد: المتنبي أميرا / سنمار. وقصيدة "موعظة الجندب" التي ترمز إلى المصير التراجيدي الذي هو مآل كل كاتب حقيقي يحترق مثله مثل الصرصور أوالجندب. في حكاية " النملة والصرصور" المعروفة، لأنه لا يفكر في المكاسب والمصالح الشخصية، ولذلك يقع ضحية المجتمع. وهناك نصوص أخرى تحاول التاريخ لأمكنة الشاعر والحياة في الصحراء مثل تذكار جنوبي / تداعيات مدن السراب / طقوس وظلال.. في حين هناك قصائد ذات صلة بالهموم والقضايا الوطنية مثل : لكم الهباء ولي تغريبة الشهداء / أربعاء الرقص على إيقاع ريشتر ، المرفوع إلى ضحايا زلزال بومرداس. من حيث الشكل تراوح قصائد المجموعة الجديدة لأحمد عبدالكريم بين نصوص التفعيلة التي شكلت معظم قصائد المجموعة مع محاولة للتحديث على صعيد التعبير واللغة، حتى وإن استندت إلى بعض الغنائية لا سيما في النصوص القديمة التي حاول أن يحقق بها بعض التوازن ويخفف من حدة التوتر الشعري والنثرية التي غامر باتجاهها في بعض النصوص النثرية الحديثة مثل : رقش صوفي/ شكرة. وهي نصوص نثرية مكثفة تحاول التعبير عن عوالم من اللغة والرؤيا الجديدة.