- اللامبالاة وراء 80 بالمائة من الجرائم و70 بالمائة من المستعملين أطفال وشباب حذر المدير العام لشركة "إيباد" المختصة في خدمات الأنترنيت، نوار حرز الله، أمس، من تنامي ظاهرة جرائم الأنترنيت، بما فيها اختراق الحواسيب والتحويل غير القانوني للأموال والترويج للإباحية، بالإضافة إلى الفساد وسرقة الملكية الفكرية، وهي جرائم انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة بالجزائر، مشيرا إلى أن نسبة 80 بالمائة منها تعود إلى لامبالاة المواطنين وعدم استخدامهم أنظمة الحماية. وأفاد المتحدث بأنه يمكن أن يستغل مرتكبو جرائم الحاسوب خبراتهم في أعمال مثل التجسس والنصب والسرقة ومحو المعلومات، بل والأسوأ من ذلك، مثل تدمير نظم معلوماتية بكاملها. ولئن كانت الإحصائيات حول جرائم الحاسوب بالجزائر غير متوفرة، فإنه لايختلفان اثنان حول مدى الخطر الذي تشكله. وأشار المدير العام لشركة الأنترنيت الخاصة "إيباد"، في منتدى المجاهد، إلى أن الجريمة المعلوماتية باتت متشعبة وعابرة للحدود، بحكم أن مقترفيها ينشطون غالبا في الخفاء، ما يتطلب تعاونا بين كل الدول بشكل فعال ومستمر، ولخّص الإجرام المعلوماتي في عموم التجاوزات التي تتم بغرض الضرر بنظام معلوماتي معين، وكذلك الجرائم التي تستعمل الأنترنيت كوسيلة لارتكاب خروقات، معتبرا أنّ هذا النوع الحديث من الجرائم يعني كل دول العالم، لذا صار لزاما وضع نظام تشريعي فعال لمواجهتها، خاصة وأن 80 بالمائة منها متعلقة بالنظام البنكي. وأضاف حرز الله أن الجناة ليسوا مجرد شباب باحث عن الإثارة فحسب، وإنما هم محترفون في استخدام الحاسوب وعلى درجة كبيرة من التنظيم ومسؤولون عن جرائم معقدة، غالبا ما يتم اقترافها على صعيد دولي، وهي تبدأ في أول الأمر كلعبة يتسلون بها لتتطور الأمور بعد ذلك إلى جرائم كبيرة، مؤكدا في ذات السياق، أنه بالرغم من الإيجابيات الكبيرة للأنترنيت، إلا أن الاستعمال السيئ لها، خاصة من طرف الشباب، حيث تشير الإحصائيات بالجزائر، إلى أن 70 بالمائة من مستعمليها أطفال وشباب، مما يتطلب توعيتهم وتحسيسهم بخطورة الاستعمال السلبي للشبكة المعلوماتية. من جهته، أكد سمير بن علالة، ممثل المديرية العامة للأمن الوطني، أن الجرائم الحاسوبية تتخذ ثلاثة أشكال، يتمثل الأول في المحتوى، والذي يمكن تعريفه بالتوزيع المقصود لصور أو مواد غير مشروعة عبر الأنترنيت أو إباحية الأطفال، وهناك أيضا انتهاك الملكية الخاصة، كنشر تنزيلات إلكترونية موسيقية مجانية، ومخالفات تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والاستهداف المتعمد لشبكات المعلوماتية وقواعد البيانات، وإفشاء الفيروسات وتمرير كلمات المرور أو شفرات الدخول للمواقع. ويتمثل العنصر الثالث في جرائم الحاسوب المالية كالاحتيال على بطاقات الائتمان وجمع معلومات بنكية بشكل غير قانوني.