والتي أكدت أن تأجيل الوزارة الوصية للمقاربة للمرة الثانية بعد الذي حدث في 2008 يترجم عدم ثقتها بعد في مستوى المؤطرين والطلبة على السواء، في حين فندت نقابة "الكلا" قرار التأجيل، مشيرة إلى تعليمة صدرت من طرف المفتشين، والتي تقول أن أسئلة البكالوريا ستحتوي على 20 بالمائة من الأسئلة الإدماجية، ما جعل التلاميذ في حيرة مطلقة• شككت نقابات التربية الوطنية المستقلة، في مدى نجاح الإصلاح التربوي الذي مس القطاع منذ سنوات، ورفضت تماطل تطبيق المقاربة بالكفاءات في إعداد أسئلة البكالوريا، بينما يجري العمل به في الدروس، خاصة وأنه يعتبر من أهم ركائز الإصلاح الأساسية، حيث يعتمد على تقنيات ومنهجية جد متطورة تعود بالإيجاب على تحصيل التلاميذ وتجعل منهم شركاء في العملية التربوية وليسوا مجرد متلقين• وأكد المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، أن وزارة التربية الوطنية تنتهج سياسة الهروب إلى الأمام بإعلانها عن تأجيل تطبيق المقاربة بالكفاءات في طرح أسئلة مواضيع شهادة البكالوريا لدورة 2009، خاصة وأن هذا الإجراء هو الركيزة الأساسية للإصلاح التربوي الذي تبناه أبوبكر بن بوزيد منذ أكثر من 6 سنوت• وتساءل عمراوي، في تصريح خص به "الفجر"، عن فائدة الإصلاح إذا تم إقصاء المقاربة بالكفاءات من تتويج الإصلاح والعملية التربوية وقطف ثمارها، مشككا في كيفية التدريس التي تم اعتمادها لتلاميذ السنة الأولى والثانية ثانوي، الذين هم حاليا مقبلين على نيل شهادة نهاية الطور الثانوي (البكالوريا)، حيث أثار إمكانية انتهاج طريقة الأهداف الإجرائية، ما يؤكد، حسب قوله، اعتماد سياسة "البريكولاج" من طرف الوصاية• وأضاف المتحدث أن إجراء الوزارة قد يعود إلى تخوفها من المستوى المتدني لمترشحي البكالوريا لهذه السنة، أو من احتمال التعبير عن أي احتجاج من قبلهم، وهو تقدير غير موضوعي بما أنه يفترض في التلاميذ أن يكونوا قد تعودوا على التغييرات الحاصلة في المنهجية التعليمية• من جهة أخرى، تطرق ذات المتحدث إلى إشكالية موازية، مفادها أن السبب المانع لاعتماد هذه السياسة يعود أساسا إلى فشل وعدم مقدرة المفتشين، على غرار الأساتذة، على إيصال المعلومات الضرورية التي تضمنتها البرامج الجديدة، داعيا في ذات السياق وزارة التربية الوطنية إلى مواكبة الدول المتطورة التي تعتمد على نفس المفاتيح، بإدراج دورات تكوينية خاصة لفائدتهم، بهدف تلقينهم أهم تقنيات هذه المقاربة مع تهيئتهم لتدريب ناجع للتلاميذ في مجال المقاربة بالكفاءات والتخلي نهائيا عن النظام القديم الذي لا يتلاءم مع الكتب المدرسية الجديدة، التي هي في حوزة المؤسسات التربوية• واشترط الناطق باسم الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن يرافق هذا التكوين بمنح شهادات ومحفزات مادية للمعنيين• أما مزيان مريان، رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، فقد أكد أن تخلي الوزارة عن تطبيق المقاربة بالكفاءات ليس بالجديد، بحكم أنه تم تأجيله أيضا في دورة جوان 2008، الذي يدخل حسبه في إطار التعديل المتواصل والتجارب التي تمارسها الوزارة في قطاع التربية، وأبدى رفضه لهذا التأجيل الجديد في تطبيقه باعتباره العمود الفقري للإصلاح التربوي، حيث صرح قائلا "ماذا بقي في الإصلاح إذا لم يكن هناك تجسيد للمقاربة بالكفاءات؟"• وموازاة مع ذلك، طالب بضرورة إعطاء الفرصة للطلبة لإثبات قدراتهم، بدلا من التعذر بضعف مستواهم الدراسي وتلبية مطالبهم ومخاوفهم كل مرة• وفي سياق مخالف، أفاد مسؤول الإعلام بنقابة مجلس ثانويات الجزائر بأن القرار الوزاري المعلن لن يعرف طريقه إلى التطبيق الكلي، وأوضح أنهم خلال نفس الفترة التي صدر فيها الإجراء تلقوا تعليمة من طرف مفتشي ولاية بجاية تؤكد على الأساتذة أن يعتمدوا على المقاربة بالكفاءات في صياغة 20 بالمائة من الأسئلة الثلاثة لبكالوريا دورة جوان 2009 والتي تنقط على 4 من 20• وأكد المكلف بالإعلام لمجلس ثانويات الجزائر، أدير عاشور، وهو أستاذ في التسيير والاقتصاد بثانوية "الحمادية" بولاية بجاية، أن القرار جاء لتعويد الطلبة على المنهجية الجديدة بصورة تدريجية مع تجاوز كل المخاوف المطروحة، دون أن يستبعد توسيع أو تعميم تطبيقها خلال السنة المقبلة• وفي نفس الاتجاه، أوضح رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية أولياء التلاميذ، حاج دلالو بشير، أن قرار تأجيل المقاربة بالكفاءات لا رجعة فيه هذه السنة، مؤكدا أن الفيدرالية هي التي دعت العام الماضي الى تأجيل تطبيقه الى غاية تمكن الأساتذة والتلاميذ من التحكم فيه، مع توفير كافة الإمكانيات الضرورية لتطبيقه، خاصة وأنه يتطلب تقنيات حديثة ومتطورة• وأكد دلالو أن كل من يقول عكس ذلك فهو مخطئ، باعتبار أن القرار قد صدر والوزير هو الذي أصدره شخصيا، عملا بمصلحة الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا•