أكد ولد عباس، في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الوزارة، حول حصيلة العمليات التضامنية التي قامت بها الجزائر تجاه أهالي غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، أن الجزائر بصدد رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني بعد توفر المعلومات والبراهين التي سيقوم بجمعها الأطباء الجزائريون المتطوعون بمستشفى الشفاء بغزة• ويأتي موقف الجزائر متزامنا مع عزم العديد من الهيئات الحقوقية الوطنية والدولية على مقاضاة إسرائيل، خاصة بعد إدانات الأمين العام للأمم المتحدة خلال وقوفه على آثار العدوان بغزة، ومنظمة العفو الدولية والصليب الأحمر الدولي• في وقت ظلت العديد من الدول العربية ملتزمة الصمت، بينما سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى تكليف وزيرها للعدل بتوفير كل الضمانات القانونية والإجرائية لحماية المسؤولين الإسرائيليين من أي متابعة أو تنفيذ أمر بالتوقيف خارج إسرائيل، وعدم الكشف عن هوية القيادات العسكرية التي أدارت وأشرفت على العملية العسكرية، وخاصة الثلاثي أولمرت، ليفني وباراك• وحول حصيلة المساعدات الجزائرية لأهالي غزة، قال الوزير "أن الكارثة في غزة أكبر من الإحصائيات"، واكتفى بعرض بعض المساعدات التي قامت الجزائر بتقديمها لسكان غزة، من مقاعد متحركة، مولدات كهربائية، أدوية، سيارات إسعاف، شاحنة تبريد، أغطية وأشياء أخرى• وأشار ولد عباس إلى أن هذه المساعدات كانت تنقلها طائرات الجيش الجزائري خلال أيام العدوان انطلاقا من مطار بوفاريك وصولا إلى مطار العريش المصري بالحدود مع غزة، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية بإقامة جسر جوي لمساعدة الفلسطينيين، وهذا بالتنسيق مع السلطات المصرية والهلال الأحمر الفلسطيني• وأضاف الوزير أن مصالحه بصدد إرسال وحدات من الحماية المدنية إلى غزة، وهي تدرس القرار مع وزارة الداخلية وقيادة الحماية المدنية، وموازاة مع ذلك سينطلق اليوم 15 طبيبا نفسانيا إلى مطار العريش، بعدها إلى قطاع غزة، قصد تقديم العلاج النفسي لأطفال غزة المتضررين من العدوان، وستتجدد هذه المبادرة كل أسبوعين بإرسال دفعة جديدة من الأطباء لتعويض الدفعة الأولى• وذكر الوزير بأن الرئيس بوتفليقة قرر المساهمة بمبلغ 200 مليون دولار في إعادة إعمار غزة، وأكد أن الجزائر لن تقوم بتقديم المبلغ نقدا، كما ستقوم بمتابعة المبلغ قصد ضمان توجيهه لإعادة الاعمار هناك• "لقينا بعض الصعوبات في إيصال المساعدات إلى غزة" وأكد ولد عباس أن المساعدات الجزائرية لقطاع غزة واجهتها بعض الصعوبات، خاصة على مستوى مطار العريش المصري، بسبب الاكتظاظ الفظيع الذي شهده المطار، إضافة إلى مطالبة السلطات المصرية بمراقبة المساعدات الجزائرية، وخاصة الأدوية، والتي قامت السلطات المصرية بمراقبتها علبة بعلبة، الأمر الذي صعّب وعطل توصيل هذه المساعدات• "لا نريد إفراغ غزة من رجالها ونفضل الذهاب إليهم" وحول موضوع النساء الجزائريات اللاتي قامت الجزائر بإحضارهن إلى أرض الوطن، في خطوة إنسانية، أوضح الوزير أن الجزائر قامت بإجلاء 92 شخصا جلهم أطفال، مؤكدا رفضه إحضار أزواج هؤلاء النسوة، حيث قال أن غزة بحاجة لأهلها ولا نريد إفراغها من رجالها• وحول إمكانية استقدام الجزائر لفلسطينيين قصد تلقي العلاج، أكد الوزير أن الجزائر لا تملك أخذ هذا القرار، وعلى السلطات المصرية والفلسطينية الاتفاق أولا، لكننا لا نفكر حاليا في إحضار فلسطينيين، بل نحن من سيذهب إليهم•