أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي اليوم الثلاثاء بجنيف أن الجزائر و إذ تعرب عن انشغالها حيال التجاوزات المسجلة ضد سكان شمال مالي تدعو المجموعة الدولية إلى اتخاذ كل التدابير لوضع حد لهذه الجرائم. و قال السيد مدلسي في مداخلة أمام المجموعة الرفيعة المستوى للدورة ال22 لمجلس حقوق الانسان أن "الجزائر جد منشغلة حيال التجاوزات المسجلة ضد سكان شمال مالي و تدعو المجموعة الدولية إلى اتخاذ كل التدابير من أجل وضع حد لهذه الجرائم المنافية للمصالحة الوطنية". و اضاف في هذا الصدد أن هذه الجرائم تشكل خطرا على الوحدة الترابية لمالي و تعرقل مسار السلام الدائم بهذا البلد. و أوضح السيد مدلسي أن الجزائر تغتنم هذا اللقاء لجلب انتباه المجلس حول"التحولات السريعة" للإرهاب و فروعه من خلال "شبكات الجريمة المنظمة" و"المتاجرة بالمخدرات" التي"تشكل تهديدا حقيقيا لأمن و استقرار مالي و بلدان المنطقة". و أكد وزير الشؤون الخارجية في نفس السياق دعم الجزائر و تضامنها إزاء الطلبات "الشرعية"لسكان المنطقة من أجل المزيد من الحقوق المضمونة في العمل و التنمية و المشاركة في صناعة القرار. و أضاف ان "الجزائر تدعو إلى دعم فعال و سريع لتأطير انعكاسات التغيرات الصعبة للبلدان المجاورة و تعزيز التقدمات الديمقراطية المسجلة". و قال في نفس السياق أن الجزائر ترفض استعمال القوة من قبل كل أطراف النزاع كما تجدد دعوتها إلى احترام حقوق الانسان و القانون الانساني مع السهر على حملية النازحين و اللاجئين". ...ويدعو الى دعم جهود الابراهيمي في سوريا كما دعا السيد مدلسي بذات المناسبة المجتمع الدولي الى مواصلة دعمه للحوار و الجهود الدبلوماسية الجارية و من بينها مهمة السيد الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص المشترك للامين العام الاممى و الجامعة العربية حول سوريا. واضاف ان العمليات العسكرية غالبا ما تؤدي الى خسائر بشرية كبيرة و تعتبر الجزائر ان مشاركة الاممالمتحدة في تسوية النزاعات يجب ان تفضي الى حلول كفيلة باصلاح الخسائر التي خلفها النزاع دون التسبب في اخرى. ويجدد موقف الجزائر في دعم تقرير المصير في الصحراء الغربية و في معرض تطرقه للوضع السائد في الصحراء الغربية اشار الوزير الى ان الجزائر تشجع المجتمع الدولي على دعم جهود الاممالمتحدة من اجل ايجاد "حل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير". كما ان الجزائر تدعو الى تجسيد توصيات الامين العام للامم المتحدة المتضمنة في تقريره المقدم لمجلس الامن الدولي في افريل 2012 بخصوص حماية حقوق الانسان في الصحراء الغربية. الاعتراف بفلسطين كعضو ملاحظ في الاممالمتحدة رسالة خطوة هامة اما بخصوص المسالة الفلسطينية فقد اكد السيد مدلسي ان الجزائر قد اعترفت بالدولة الفلسطينية منذ ال15 نوفمبر 1988. و اضاف يقول اننا "نعتبر صفة الدولة الملاحظ التي تم التصويت عليها بالاغليبة الساحقة في الدورة ال67 للجمعية العامة للامم المتحدة في ال19 نوفمبر 2012 هي رسالة قوية للمجتمع الدولي من اجل اقامة دولة فسلطينية على الحدود الدولية لسنة 1967". كما ترى الجزائر بان اقامة دولة فلسطينية يعتبر "امرا ضروريا من اجل سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط". و اكد في هذا السياق انه "يجب بذل كل الجهود من اجل وضع حد لعدم التكافؤ السياسي و الاقتصادي و العسكري الذي يسمح لاسرائيل باحتلال الاراضي الفلسطينية و اقامة جدار فاصل ومواصلة عمليات البناء غير القانوني للمستوطنات و حرمان الفلسطينيين من رسومهم الضريبية و ايراداتهم و سجن المئات منهم بدون ان تتعرض لاي عقاب". و اضاف السيد مدلسي ان الجزائر تعتبر بان مثل هذه الممارسات التي تستوقفنا جميعا هي في مستوى الجرائم ضد الانسانية كما جاء في لجنة التحقيق الخاصة بمجلس حقوق الانسان. و خلص في الاخير الى القول ان "مجلس حقوق الانسان يجب ان يبدي رايه حول تلك الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان".