أشاد وزير الخارجية، مراد مدلسي، ب''التغييرات التي حصلت في شمال إفريقيا والشرق الأوسط''، في إشارة للأحداث التي أطاحت برموز أنظمة عربية، واعتبرها نتيجة ل''إرادة الشعوب دفاعا عن الديمقراطية والعدالة والكرامة''، في أول موقف رسمي جزائري يشبه الاعتراف ب''الربيع العربي''. ودعا مدلسي إلى تمكين الشعب الصحراوي من حق تقرير المصير. تحدث وزير الخارجية، مراد مدلسي، خلال تدخله في النقاش العام بالجمعية العامة للأمم المتحدة، أول أمس، عن ''منعطف معقد'' يمر به العالم في الفترة الحالية، وكان مدلسي يتحدث عن الأزمة الاقتصادية العالمية وثورات الربيع العربي. ونقل تقرير عن اللجنة الإعلامية لهيئة الأممالمتحدة عن مدلسي قوله: ''تشيد الجزائر بالتغيرات الأخيرة التي حصلت في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والتي جاءت بفضل إرادة الشعوب دفاعا عن الديمقراطية والعدالة والكرامة، وهي المبادئ التي تأسست عليها الثورة الجزائرية''. ولم يسبق للجزائر أن تعاطت مع الثورات العربية من هذا المنظور، ودائما ما وقفت في موقف الوسط (الحياد) معتبرة أن التغيير ''شأن داخلي يخص الشعوب لوحدها''. وحرصت الجزائر بالنسبة للملف السوري على دعم ''الحل السلمي''، وذكر الوزير أن الجزائر التي تعد عضوا في لجنة الجامعة العربية المكلفة بمتابعة الأزمة السورية ''قد ساندت السيد كوفي عنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، وستتعامل بالمثل مع خلفه السيد الأخضر الإبراهيمي من خلال دعم مهمته الرامية إلى إيجاد حل سلمي وعاجل''. لكن كلمة مدلسي ربطت بين أحقية الشعوب العربية في تقرير مصيرها، وبين أن تنسحب هذه الأحقية كذلك على الشعب الصحراوي ''إن الجزائر تدعو إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حق تقرير مصيره، كما تحث المغرب وجبهة البوليزاريو على الانضمام بنية حسنة إلى مفاوضات رسمية تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم يستجيب لمتطلبات الشرعية الدولية''. ولفت مراد مدلسي إلى أن دول الميدان (الساحل) والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، هي الفضاء المعني أولا ببحث حلول للأزمة في مالي التي تعيش أزمة سياسية وأمنية وإنسانية. ''الجزائر تسعى في الإطار العملياتي المتفق عليه مع بلدان الميدان (الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا) إلى إيجاد حل سلمي ودائم لهذه الأزمة''، وذلك بالتشاور مع الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والفاعلين المعنيين الآخرين في المنطقة. وذكر مدلسي أن منطقة الساحل تواجه أخطارا وتهديدات بدليل عودة الإرهاب إلى نشاطاته الأكثر عنفا وارتباطاته مع ظاهرتي الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات. وصنف وزير الخارجية ''تشويه صورة الإسلام والمسلمين'' على أنه جرم متعلق ب''انتهاك حقوق الإنسان''.