وجّه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، رسالة مباشرة وصريحة للناخب الوطني، الفرنسي كريستيان غوركوف، مؤكدا له فيها أنه إذا كان يودّ فعلا الانسحاب من العارضة الفنية ل "الخضر" ما عليه سوى تقديم الاستقالة كتابيا. قبل أن يُبلغ المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي لاعبيه بقرار رحيله بعد مباراة إثيوبيا، وتصريحه بذلك لدى وسائل الإعلام الفرنسية دون الجزائرية، كان الخاص والعام في الجزائر يعلم أنّ غوركوف لا يريد مواصلة مغامرته مع "الخضر" من خلال الرسائل المشفرة التي كان يرسلها عبر تصريحاته لمختلف وسائل الإعلام الأجنبية، على غرار الحوار الذي أجراه في مدينة "كيبيك" الكندية عندما أعلن فيه صراحة أنه يريد العودة للعمل مع أحد النوادي وعدم تحمسه لتدريب منتخبات. وبصرف النظر عن الأسباب الحقيقية التي جعلت التقني الفرنسي يريد الطلاق مع المنتخب الوطني، فإن روراوة لم "يبارك" موقف الفرنسي في البداية، بل تمسك به وأقنعه بمواصلة مهامه بعد الذي عاشه في ملعب 5 جويلية الأولمبي خلال المواجهتين الوديتين أمام غينيا والسينغال، وما تعرض له من انتقادات من طرف الجمهور العاصمي ووسائل الإعلام، رغم اقتناعه أن غوركوف ليس المدرب الذي كان يبحث عنه لاستخلاف حاليلوزيتش، إلا أنّ موقف غوركوف بعد مواجهة إثيوبيا وإعلان رحيله للاعبيه قبل العودة إلى الجزائر، جعلت الرجل الأول في "الفاف" يحضّر بدوره الخطة لفسخ عقد مدربه، فقد اشترط على كريستيان غوركوف تقديم استقالته كتابيا، وهو الشرط، إذا ما وافق عليه المدرب السابق لنادي لوريون، سيحرمه من تعويضات مالية، حسب ما ينصص عليه العقد المبرم مع الفاف. وفي هذه الحالة، يمكن القول إن رئيس الفاف يوجد في موقع قوة وليس المدرب غوركوف، حتى وإن كان هذا الأخير يحظى بدعم اللاعبين المزدوجي الجنسية دون غيرهم من بقية اللاعبين. وإن كان من غير الملائم نكران ما قدمه الناخب الوطني كريستيان غوركوف منذ مجيئه على رأس العارضة الفنية ل "الخضر"، إلا أن نضج هذا المنتخب لم يكن ثمرة هذا المدرب، بدليل الاستحقاقات التي سجلها في عهد سابقه البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي زرع في "محاربي الصحراء" فلسفة الهجوم وحب الانتصار والقتال. فحال المنتخب الوطني في هذه الفترة أحسن بكثير عما كان عليه سابقا، ورحيل المدرب غوركوف في هذه الفترة لن يزعزع استقراره بشكل كبير؛ لأنه على مشارف التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون وتنقصه نقطة واحدة لترسيم تأهله. وبناء على ذلك، فإن كل الظروف ستكون في صالح المدرب الجديد الذي سيخلف غوركوف في حال ما ترسم رحيله، غدا، حيث سيستفيد من عامل الوقت لتحضير مباراة السيشل المقررة شهر جوان القادم بعيدا عن الضغط، كما سيكون الوقت كافيا للمدرب الجديد لدخول غمار التنافس على تأشيرة مونديال روسيا 2018 بعد التعرف على منافسيه في القرعة المقررة يوم 24 جوان القادم.