عثر علماء الآثار على أقدم عظام بشرية في المغرب، في اكتشاف يعد خطوة مهمة في البحث عن أصول الإنسان، حيث يزيد عمرها بحوالي 100 ألف عام عن أي بقايا بشرية اكتشفت حتى الآن. وقالت وكالة رويترز إن الحفريات التي اكتشفت في موقع جبل إيغود الأثري في المغرب، تعود إلى ثلاثة بالغين ومراهق وطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، وفقا لمقالين نشرتهما مجلة "Nature". ووفقا للباحثين، فإن عظام الجماجم والأطراف والأسنان للأفراد الخمسة تعود إلى حوالي 300 ألف عام، ما يجعل هذه النتائج في غاية الأهمية، لأن أقدم البقايا العظمية المعروفة حتى الآن تعود إلى 195 ألف عام. ويعد موقع الحفريات مهما أيضا للباحثين، الذين يعتقدون أن بداية البشرية متجذرة شرق أفريقيا. وقال المشارك في البحث، جين جاك هوبلين، والباحث في معهد ماكس بلانك الألماني للأنثروبولوجيا: "كنا نعتقد أن تاريخ وجود الإنسان في شرق إفريقيا يعود إلى حوالي 200 ألف سنة، ولكن بياناتنا الجديدة تكشف أن الإنسان العاقل انتشر في جميع أنحاء القارة الإفريقية قبل حوالي 300 ألف عام". وأضاف هوبلين، في بيان صحافي، أن الإنسان العاقل تشتت في أنحاء إفريقيا، قبل فترة طويلة من انتشاره خارجها. وكشفت الحفريات أيضا عن استخدام البشر القدامى أدوات حجرية، وعن تعلُّمهم كيفية إضرام النار والسيطرة عليها. فقد تم اكتشاف عظام حيوانات كالغزال والحمار الوحشي، يعتقد أنه تم اصطيادها، فضلا عن العثور على أدوات حجرية يعتقد أنها استخدمت كسكاكين ورماح. كما تم العثور على آثار في حجر الصوان تدل على استخدام النار. وتمكن الباحثون من قياس عمر البقايا العظمية عن طريق التأريخ بواسطة التألق الحراري. وقال دانيال ريشتر، خبير علم الأحياء الجيولوجية، الذي كان يعمل سابقا في معهد ماكس بلانك إن "المواقع التي تؤرخ بشكل جيد لهذا العصر نادرة للغاية في أفريقيا، ولكننا محظوظون لأن جبل إيغود يتضمن العديد من القطع الأثرية". وقد عُرف موقع إيغود منذ ستينيات القرن الماضي، حيث عثر فيه على بقايا إنسان وأدوات تعود إلى "العصر الحجري الوسيط"، إلا أن القراءة الأولية لهذه الاكتشافات ظلت محل لبس، لسنوات عدة، بسبب عدم دقة عمرها الجيولوجي. الجدير بالذكر أن أقدم بقايا معروفة لجنس "Homo sapiens"، أو كما يعرف بالإنسان العاقل، اكتشفت في موقع إثيوبي يعرف باسم أومو كبيش وتعود إلى 195 ألف عام.