انقلبت التصريحات المشينة لوزير الخارجية المغربي، فهري الفاسي، ضد الجزائر،لما حملها مسؤولية اختطاف الرعايا الأوروبيين من مخيم الرابوني الأسبوع الفارط،على بلاده،وتحولت من جريمة اختطاف إلى تضامن دولي مع الصحراويين ضد المغرب. كانت الندوة الصحفية التي عقدها الفاسي مع نظيره الإسباني يوم 25 أكتوبر الجاري، بمثابة شرارة تضامن أخرى من قبل منظمات دولية،حيث كان الفاسي حمل الجزائر مسؤولية اختطاف الإسبانيين و الإيطالي من مخيم الرابوني اعتقادا منه أن حادثة الاختطاف ستعمل على مزيد من التضييق الدولي على الجزائر،لكن الفهري،لم ينل ما تمناه وتحولت الحادثة الإجرامية إلى مادة لمنظمات دولية أكدت فيها عدم تراجعها عن التضامن مع الصحراويين و مواصلة النضال من اجل تقرير مصيرهم و الاستقلال عن المغرب. فبالإضافة إلى عدم اكتراث الإسبانيين بتصريح فاسي الفهري،الذي حمل فيه الجزائر مسؤولية الاختطاف ، حيث لم يصدر منهم أي رد فعل حيال الجزائر ،فقد دعت المؤسسة الأمريكية من اجل الصحراء الغربية "يو أس وسترن صحارا فوندايشن" المجموعة الدولية إلى التعاون مع الجمهورية الصحراوية من اجل تحرير المختطفين،حيث صرحت رئيسة المؤسسة سوزان سكولت أن "أو أس-وسترن صحارا فوندايشن"دعت إلى تعاون وطيد للمجموعة الدولية من اجل العمل مع الجمهورية الصحراوية للحصول على تحرير العاملين الثلاثة في المجال الإنساني مع التزام متزايد بمساعدة اللاجئين الصحراويين". وأكدت ذات المسؤولة أن المجموعة الدولية "عليها أن تستجيب لهذا العمل الإرهابي مع تضامن اكبر مع الشعب الصحراوي و قضيته العادلة".داعية المجموعة الدولية إلى مضاعفة تعاونها مع الجمهورية الصحراوية من اجل تحرريهم بكل أمان". قائلة انه "أمام هذا العمل الإرهابي علينا أن نضاعف جهودنا لمساعدة هؤلاء". و تأسفت قائلة "ان عالمنا في نزاع بين الذين يستعملون الوسائل السلمية و سيادة القانون مع احترام حقوق الإنسان و الكرامة من اجل بلوغ أهدافهم ضد الذين يلجؤون إلى العنف و التخويف والإرهاب و ليس لهم أي احترام لحياة الإنسان". في السياق ذاته،رد وزير الشؤون الخارجية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية محمد ولد السالك، على نظيره المغربي،فهري الفاسي الذي حمل الجزائر مسؤولية اختطاف الرعايا الأوروبيين،الأسبوع الفارط،بالقول أنه يبدو أن بلده "نسي"أنه يمارس "إرهاب دولة"ضد شعب بأكمله منذ 1975. وصرح السالك أن "وزير الشؤون الخارجية المغربي قد نسي أن بلده يمارس إرهاب دولة ضد شعب بأكمله منذ 1975"، ردا على تحميل الفهري، الجزائر مسؤولية الاختطاف في ندوة صحفية عقدها منتصف الأسبوع المنقضي رفقة نظيره الإسباني. ورأى السالك أن الفهري اغتنم ندوة صحفية نشطها بالرباط لتمرير الرسالة المغربية التقليدية المبنية على الأكاذيب و التضليل ضد القضية الشريفة للشعب الصحراوي عوض إدانة هذا العمل الإرهابي الشنيع". مؤكدا أن المغرب "ينتهك حقوق الإنسان الأساسية في الصحراء الغربية" مبرزا في هذا الخصوص الأساليب التي ينتهجها لاسيما الاختطاف والتعذيب والاغتصاب وجميع الممارسات المهينة التي تجسدها سياسة الاحتلال والاستعمار المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة". مشيرا بأن الإرهاب"ظاهرة دولية تمس جميع دول العالم وتخلف العديد من الضحايا"و بالتالي "لا يحق لأي أحد استغلالها لغايات سياسية ضد أعداءه". ونبه الوزير الصحراوي نظيره المغربي بأن "بلده رغم كونه من بلدان العالم التي تضم أكبر عدد من رجال الأمن كان مسرحا لأعمال إرهابية وحشية في الدارالبيضاء ومراكش حصدت عشرات الضحايا الأجانب". وشدد محمد سالم ولد السالك أن الحكومة الصحراوية تعتبرأن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي"خطط ونفذ جريمة اختطاف عاملي الإغاثة الأوروبيين الثلاثة ". قائلا أن "كافة المؤشرات تدل الى غاية الوقت الحالي على أن تنظيم القاعدة وراء حادث اختطاف عاملي الإغاثة الإسبانيين والإيطالية التي كانت معهما".