أكد مجاهدون بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة والستين لمجازر 8 ماي 1945 على ضرورة المطالبة بأرشيف التاريخ الجزائري من 14 جوان 1830 إلى 5 جويلية 1962 من فرنسا التي هي ملزمة بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري مبرزين أن مجازر 8 ماي 1945 التي عانت منها أغلب ولايات الشرق الجزائري لم تكن صدفة وإنما خطط لها مسبقا من قبل الاستعمار الفرنسي . و في هذا الصدد شدد المحامي والمجاهد عمار بن تومي- خلال ندوة صحفية نظمتها جمعية مشعل الشهيد امس الاثنين بيومية"المجاهد"حول"تحاليل لمجازر 8 ماي 45"بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 67 لهذه المجازر-على أن "المطالبة بأرشيف تاريخنا الذي لا يقتصر على هذه المجازر و إنما منذ أن وطئت فرنسا أقدامها أرض الجزائر من 14 جوان 1830 إلى تاريخ الاستقلال مسؤولية تقع على عاتقنا و على عاتق الأجيال القادمة و ذلك لإثبات جرائم الاستعمار الفرنسي"مضيفا أن فرنسا مطالبة بتقديم تعويض مادي ومعنوي على ما اقترفته من جرائم . و اعتبر عمار بن تومي في مداخلته أن مجازر 8 ماي 1945 لم تكن صدفة وإنما تم التخطيط لها من قبل الاستعمار الفرنسي الذي كان يحضر كمينا للحركة الوطنية للقضاء عليها بصفة نهائية منذ الاجتماع الذي عقده مجموعة من المسؤولين العسكريين والسياسيين الفرنسيين في جانفي 1945 بمقر الولاية العامة للجزائر و الذي يعرف حاليا بقصر الحكومة في العاصمة، و تم اتخاذ قرار بوجوب مواجهة الحركة الوطنية التي شكلت خطرا كبيرا على الحكومة الفرنسية لكونها الممثل الرسمي لجمعية أصدقاء البيان و الحرية و المكونة من 500 ألف عضو والتي تبنت هدف حزب الشعب الجزائري المتمثل في المطالبة بالاستقلال التام للجزائر. و أشار عمار بن تومي إلى أن حزب الشعب الجزائري قام بتنظيم مظاهرات في أول ماي بالجزائر العاصمة وكذا البليدةووهران حيث بينت هذه المظاهرات قوة الحزب في التسيير والتحكم في زمام الأمور ونظرا لأهمية هذه المظاهرة أطلقت الشرطة الفرنسية النار على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل قرابة 7 أشخاص في هذه المظاهرات ،كما قامت فرنسا بتحضير عدد كبير من العساكر حيث وضعت 30 ألف جنديا في العاصمة و 15 ألف في وهران و13 ألف في قسنطينة و 3 آلاف في الجنوب إلى جانب المدافع والطائرات مضيفا أن مجازر 8 ماي تعتبر جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في حق مدنيين عزل على مستوى الشرق الجزائري بطريقة قمعية بشعة .
مظاهرة 8ماي 45 مسيرة سياسية ولم تكن انتفاضة كما عرض المجاهد ساسي بن حملة البالغ من العمر 86 سنة والذي يعد أحد شهود عيان على مجازر 8 ماي 45 بعض الحقائق التي تبرز وحشية الاستعمار الفرنسي في تلك الفترة موضحا أن هذه المجازر الأليمة التي مست عدة مدن من الوطن منها سطيفوقالمة وخراطة وبجاية وميلة وسعيدة مسيرة سياسية وليست لها علاقة بما يسمى بالانتفاضة. و أكد ساسي بن حملة على أهمية توضيح هذه القضية نظرا للخلط الذي وقع فيه بعض الباحثين و المؤرخين بتسميتهم لهذه المظاهرات بالانتفاضة مضيفا بالقول"إن الدليل على أن مجازر 8 ماي مظاهرة سياسية تضمنها لمطالب سياسية من خلال اللافتات التي كانت مرفوعة في المسيرة منها "تحيا الحرية و الكلمة للشعب و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين"و على رأسهم مصالي الحاج بالعلم الجزائري و العلم الأمريكي و البريطاني و الصيني و الروسي و تم إطلاق الرصاص من قبل سلطات الاستعمار الفرنسي على هذه المظاهرة.
بعض حقائق مجازر 8 ماي موجودة في أرشيف مكتبة الحامة
وقال المجاهد ساسي بن حملة في ذات السياق "حاولنا تنبيه رؤساء دول الحلفاء باسم جمعية 8 ماي 45 لولاية قالمة بإرسال رسائل لهم للمطالبة بالتدخل في هذه القضية"مضيفا أن فرنسا قامت بمجازر بشعة ضد الإنسانية وهذه الحقائق والرسائل التي أرسلناها لهذه الدول موجودة في أرشيف مكتبة الحامة و بعض جامعات الجزائر و مديريات المجاهدين على مستوى ولايات الوطن لمن أراد البحث و الإطلاع على هذه القضية. و قدم المجاهد-الذي تم تكريمه بالمناسبة - مجموعة من الوثائق تبين جرائم الاستعمار الفرنسي في مجازر 8 ماي على مستوى ولاية قالمة منها وثيقة تبرز فرنا بولاية قالمة حرق فيه عدد كبير من الجزائريين على يد فرنسا وصورا لأهم الضحايا الذين قتلوا تحت الجسور بمنطقة بلخير التي كانت سابقا قرية استعمارية ومنهم عائلة سي محمد (كاتب) وابنه إبراهيم البالغ من العمر 12 سنة والذي يعد أصغر شهيد في هذه المجازر.