شدد أمس، وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بالجزائر العاصمة أن عدد الكفاءات العلمية الجزائرية المسجلة رسميا لدى القنصليات الجزائرية يفوق 15200 إطار. بينما سبق للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي أن أكد في تقرير له أنهم 40 إلف. واعترف مدلسي، في رد على سؤال شفوي لعضو بمجلس الأمة أن الرقم الذي قدمه ليس قارا بالنظر لما ذهب إليه المجلس الاقتصادي و الاجتماعي، مشيرا بأنه "من غير المستبعد أن هذا الرقم المسجل لا يعبر على حقيقة الأمر ميدانيا" لكنه كشف بأن "في الولاياتالمتحدة وحدها هناك 3000 باحث جزائري" كما أن الجزائر "تحتل المرتبة الثالثة بعد فرنسا والصين في توفير اليد العاملة الفنية في كندا".وأقر مسؤول الدبلوماسية الجزائري بان "الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي مرت بها الجزائر خلال فترة التسعينات كانت من بين العوامل التي هيئت لانتشار ظاهرة الهجرة بصفة عامة والهجرة السرية بصفة خاصة".واشار إلى الطلبة الذين يتحصلون على منح الدراسة في الخارج ولا يعودون، حيث سبق للرئيس بوتفليقة أن خاطب الناجحين الأوائل في شهادة الباكالوريا قائلا " لا أحب الطلاب الجاحدين"؟ حتى يعودوا أدراجهم؟، وبدا واضحا أنه كان يقصد الكفاءات الشابة التي درستها الجامعة الجزائرية، وطاروا إلى أوروبا وأمريكا ودول الخليج، بحثا عن مناخات ملائمة للعمل.وقد سعا بوتفليقة والتقى الجالية الجزائرية في عديد دول العالم، طالبا عودة الكفاءات المهاجرة أو التي هجرت لسبب أو لأخر، لكن هناك أطراف لا تفعل أكثر من استمرارها في غلق المجال أمام الكفاءات، ويتردد أن بعضا ممن إستجابو لنداء الرئيس، عادوا فعلا إلى الجزائر، لكنهم، اصطدموا بمناخ عمل أقل ما يقال عنه أنه "فاسد" مقارنة مع ما يتوفر لهم بالخارج، فعادوا من حيث أتوا.وكشف الوزير عن مسعى لاستغلال أموال المهاجرين وتسهيل مساهمة أفراد الجالية الجزائرية بالخارج في خدمة التنمية والاقتصاد الوطني ، من خلال استقطاب الأموال المدخرة من الجالية بفتح بنوك أو مصارف مخصصة لهذه الغاية سواء داخل الوطن أو خارجه وتشجيع أعضاء الجالية للاستثمار في الجزائر.