تسعى كندا للحصول على مساعدة إماراتية وبريطانية لنزع فتيل نزاعها الدبلوماسي المتصاعد مع السعودية، حسبما أفادت وكالة رويترز ، اول أمس الثلاثاء. ونقلت رويترز عن مصدر لم تسمه ل حساسية الوضع لكنها وصفته بالمطلع، أن حكومة رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو تعتزم التواصل مع الإمارات، وأن السبيل هو العمل مع الحلفاء والأصدقاء في المنطقة لتهدئة الأمور، وهو ما يمكن أن يحدث سريعا. وحسب المصدر، فإن كندا تتفق مع وجهة نظر خبراء السياسة الخارجية الذين يرون أن رد الفعل السعودي يعكس التوتر الداخلي بالسعودية، حيث يحاول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إقرار إصلاحات داخلية. وأفادت رويترز نقلا عن مصدر آخر، بأن كندا ستسعى أيضا للحصول على مساعدة بريطانيا التي حثت حكومتها كندا والسعودية على ضبط النفس. يأتي ذلك تزامنا مع اتخاذ واشنطن موقفا حياديا على ما يبدو من خلاف حليفيها، حيث اكتفت الخارجية الأمريكية بدعوة أوتاوا والرياض إلى حل المشكلة بالوسائل الدبلوماسية، مضيفة: لا يمكننا فعل ذلك نيابة عنهما، وعليهما حل ذلك معا . وكانت السعودية قد استدعت الأحد سفيرها في أوتاوا، ومنعت سفير كندا من العودة إلى الرياض، وفرضت حظرا على التعاملات التجارية والاستثمارات الجديدة، منددة بكندا لطلبها الإفراج عن نشطاء حقوقيين ما اعتبرته الرياض تدخلا في شؤونها الداخلية. الرياض تصعّد! أعلنت السعودية في خطوة تصعيدية أخرى مع كندا عن وقف جميع برامج العلاج في كندا ونقل جميع مرضاها الذين يعالجون في المشافي والمصحات الكندية. ومن جانبها، قالت مصر إنها تقف مع الرياض في خلافها مع كندا وأعلنت تضامنها معها في موقفها الرافض لتدخل أوتاوا في الشؤون الداخلية للمملكة. وأشارت وزارة الخارجية المصرية في بيان على صفحتها الرسمية على فيسبوك إلى تضامن مصر مع المملكة العربية السعودية في موقفها الرافض لأي تدخل خارجي في شئونها الداخلية أو محاولة المساس بسيادتها. يأتي ذلك في وقت طالبت الولاياتالمتحدةالأمريكية كلا من المملكة العربية السعودية وكندا بضرورة التوصل إلى حل للأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي اندلعت بين البلدين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيثر نورت، إنه يجب على الجانبين حل هذه الأزمة معا بشكل دبلوماسي. ومن ناحية أخرى، قالت كندا إنها ستسعى للحصول على مساعدة الإماراتوبريطانيا لنزع فتيل الأزمة مع السعودية. وكانت الخطوط الجوية السعودية قد أوقفت رحلاتها المباشرة إلى تورنتو، كبرى مدن كندا، عقب مطالبة كندا المملكة بإطلاق سراح الناشطين المدافعين عن حقوق المرأة. كما جمدت السعودية التعاملات التجارية والاستثمارات الجديدة مع كندا وطردت سفيرها بسبب ما وصفته بالتدخل في شؤون المملكة الداخلية. ومن بين المعتقلين المدافعين عن حقوق المرأة الناشطة الحقوقية الأمريكية من أصول سعودية سمر بدوي، شقيقة المدون السعودي المعتقل في السعودية رائف بدوي. وأعربت كريستيا فريلاند، وزيرة الخارجية الكندية، عن بالغ قلقها حيال طرد السفير، مؤكدة أن كندا سوف تهب دائما لنصرة حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة وحرية التعبير في جميع أنحاء العالم. وأضافت: لن نتردد في نشر هذه القيم، ونعتقد أن هذا الحوار له أهمية بالغة في الدبلوماسية الدولية . وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قد قال في وقت سابق إن الموقف الكندي بُني على معلومات مضللة، مؤكدا أن أي شخص محتجز لدى السلطات في بلاده يخضع للقوانين السعودية التي تضمن حقوقه. وتقدمت منال الشريف، الناشطة في مجال حقوق المرأة السعودية، بالشكر لكندا التي تحدثت في هذه القضية، متسائلة عن الوقت الذي تحذو فيه دول الغرب حذو كندا. وفي تطور سلبي يشير إلى المزيد من تدهور العلاقات بين البلدين، نشر حساب رسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ، يُقال إن له صلة بالسلطات السعودية، صورة لطائرة تتجه إلى برج سي إن الشهير في تورنتو موسمة بنص يقول: من تدخل فيما لا يعنيه، لقي ما لا يرضيه . وربط مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي بين الصورة ومشهد الهجوم بالطائرات على برج التجارة العالمي في الولاياتالمتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001. وحُذف هذا الحساب، لكن الإصدارات المخزنة من تويتر لا تزال تظهره على الإنترنت.