اختتمت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها من المنتجين المستقلين ومن بينهم روسيا اجتماعهم أمس بالجزائر دون توصية رسمية بأي زيادة إضافية في الإمدادات، ما يمثل بحسب خبراء اقتصاديين خطوة كبيرة في طريق الحفاظ على توازن السوق و كذلك تعزيز الثقة بين الدول المنتجة من داخل و خارج أوبك، و التي وجهت بحسبهم صفعة قوية للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي وجه قبل أيام تحذيرات من استمرار ارتفاع أسعار الذهب الاسود. وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي ونظيره الكويتي بخيت الرشيدي للصحفيين إن المنتجين اتفقوا على ضرورة التركيز على الوصول إلى نسبة الامتثال بنسبة 100 بالمائة لتخفيضات الإنتاج. وقبيل الاجتماع، استبعد خمسة مصادر من أوبك ومنتجي النفط المستقلين، أن توصي اللجنة المشتركة التي تضم وزراء من المنظمة والدول غير الأعضاء المتحالفة معها في اجتماعها بزيادة جديدة في إنتاج الخام فوق تلك المتفق عليها في جوان . كما استبعدت المصادر أن تتفق اللجنة على كيفية توزيع الزيادة البالغة مليون برميل يوميا تقررت في آخر اجتماع بين منتجي أوبك والمستقلين في جوان . و قال خبراء في القطاع عن هذا القرار يمثل خطوة كبيرة في طريق الحفاظ على توازن السوق و كذلك تعزيز الثقة بين الدول المنتجة من داخل و خارج أوبك. و ابرز الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول إن قرار عدم اقرار زيادات في انتاج النفط ياتي في صالح الدول المنتجة للبترول، و يعني بحسبه وجود ارادة قوية للمضي في طريق تحقيق الاستقرار في السوق العالمية و تحقيق سعر مناسب للكل. و اضاف مبتول في تصريحات تلفزيونية امس إن مخرجات اجتماع اوبك+ تؤكد على ثقة كل الاطراف في الجزائر التي تم التوقيع بها قبل سنتين على اتفاق تاريخي لخفض الانتاج ، فيما توقع أن تستقر اسعار النفط في حدود 70 دولارا للبرميل لغاية السنة المقبلة. أويحيى: الجزائر متمسكة بحق الإستفادة من سعر عادل للبترول وأكّد الوزير الأول أحمد أويحيى امس ، على تمسّك الجزائر بحقّ البلدان المنتجة للبترول من سعر عادل للنّفط. وعبّر أويحيى خلال الإجتماع العاشر للّجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق خفض الإنتاج النفطي، عن سعادته بالقرار الذي خلص له الإجتماع دون الإقرار بزيادة الإنتاج، وكذا بالقرارات الّتي تساهم في سعر عادل للبترول في السّوق الدولية. كما عبّر عن سعادة الجزائر بتكريم رئيس الجمهورية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي ساهم بشكل كبير. حيث أعطى نتائج ملموسة أفضت إلى هذه الديناميكية التي حرص عليها إلى غاية اتفاق 28 سبتمبر 2016. الذي أحيا هذا اللقاء الثاني في 2018، واعتبره تكريم مستحق من البلدان الأعضاء وغير الأعضاء في الأوبك للرئيس. باركيندو يدعو إلى مواصلة الجهود لتحقيق استقرار السوق من جهته، أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد سنوسي باركيندو أن الجهود المبذولة من طرف الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك مكنت من إعادة الاستقرار للسوق والذي كان يعرف قبل 2016 تقهقرا من حيث الأسعار، داعيا إلى مواصلة الحوار حول تقلبات السوق من اجل الحفاظ على توازنه. وقال الأمين العام للأوبك -خلال جلسة افتتاح أشغال الاجتماع العاشر للجنة الوزارية لمتابعة اتفاق خفض إنتاج النفط لدول اوبك وخارج اوبك- أن الجهود الشجاعة التي بذلها الجميع ستكون فاصلا في تاريخ الصناعة البترولية ونقطة حاسمة في تاريخنا كدول منتجة للنفط . ودعا الأمين العام إلى الاستمرار في ترقية عملية تبادل المعلومات ومواصلة الحوار حول تقلبات السوق من أجل الحفاظ على توازن السوق، مشيرا إلى أن دول الأوبك وخارج أوبك تواجه عدة تحديات في هذا المجال. وأوضح نفس المسؤول أن هذا العمل يتم بشكل جماعي في إطار عمل فريق وليس عمل فردي من أجل تقريب وجهات النظر. وتابع باركيندو قائلا: الكل يعملون في الكواليس لمصلحة الجميع لتقريب وجهات نظر الشركاء وتحقيق التعاون . وحسب الأمين العام للاوبك فإن المنظمة تحمل إرادة مشتركة للعمل من اجل تفعيل سوق جيد وستواصل الحوار وتبني الجسور بين الصناعة والإنتاج وبين البلدان المنتجة وغير المنتجة من أجل تلبية حاجيات المستهلكين بشكل مؤمن . وحسب باركيندو فإن آفاق البترول أصبحت مرجعا يبحث عنه المقررون السياسيون والأكاديميون والإعلام والجمهور بشكل عام ، وهو ما يدفع المنظمة في هذا الاتجاه إلى توفير المعطيات فيما يتعلق بآفاق البترول 2020، والإحصائيات والأسواق الشهرية . وتعد المعطيات المتوفرة منذ 1960 إلى الآن -حسب نفس المصدر- مشاريع متوفرة تنشر بكل شفافية وتمس كل العمليات التي تقوم بها الاوبك لفائدة كل الأطراف المهتمة حيث تابع : سنواصل ترقية عملية تبادل المعلومات وسيكون هناك حوار حول تقلبات السوق . روسيا تدعو إلى شراكة بعيدة المدى بدوره دعا وزير الطاقة الروسيي ألكسندر نوفاك إلى توسيع التعاون بين الدول المنتجة للنفط في منظمة اوبك وخارجها لتحقيق استقرار بعيد المدى في السوق العالمي. وأوضح نوفاك- في كلمة ألقاها في جلسة افتتاح أشغال الاجتماع العاشر للجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق خفض الإنتاج النفطي لأعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وشركائها- بأنه مع اقتراب نهاية 2018 (تاريخ انتهاء اتفاق خفض الإنتاج) من الضروري أن نفكر مليا في توسيع شراكتنا لمواجهة التحديات الجديدة التي نواجهها اليوم ومستقبلا . واعتبر انه بالرغم من أن وضعية الأسواق النفطية أفضل حاليا بالنسبة للمستهلكين والمنتجين إلا أنه يجب علينا تجنب التحديات التي من شانها التأثير على كليهما . وأشار في هذا الإطار إلى العقوبات التي تفرضها بعض الدول والحروب التجارية سيكون لها تأثير على الاقتصاد العالمي وبالتالي على سوق النفط. وتستدعي هذه التحديات إلى إعادة النظر في مختلف أشكال التعاون القائم بين المنتجين في منظمة اوبك وخارجها وتدارسها بشكل جيد ي حسب الوزير الروسي الذي دعا في هذا الإطار إلى حماية أرضية التعاون المثمر والأدوات التي استحدثناها كي نواجه كافة التحديات بطريقة مهنية . وسيسمح استحداث آلية لشراكة طويلة المدى بين منتجي النفط إلى تحقيق تنمية مستدامة لقطاع الطاقة العالمي والاقتصاد العالمي بشكل عام . كافة الأطراف في السوق من منتجين ومستهلكين ينتظرون منا احترام تضامننا والمقاربة التي أوجدناها من اجل الحفاظ على توازن السوق العالمي على المدى البعيد حسب تصريحات نوفاك. أعضاء أوبك+ يرفضون دعوة ترامب و حرص اعضاء دول اوبك+ المجتمعين في الجزائر امس على الرد على تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، حيث ذكر وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أنه لا يستطيع التأثير على أسعار النفط، وذلك بعد يومين من مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة الأوبك بخفض أسعار الوقود. وأشار الفالح إلى أن مخزونات النفط الخام في العالم مطمئنة، لكن من المهم اتخاذ خطوات مستقبلية لضمان استقرار سوق البترول، موضحا أن هذه السوق تحتاج إلى خطوات تسبق أي تذبذبات في العرض والطلب، بهدف تحقيق توازن خلال العام المقبل. وأكد الوزير توجه المملكة السعودية لدعوة مزيد من منتجي النفط في العالم إلى الانضمام لاتفاق خفض الإنتاج أوبك + . من جهته قال وزير الطاقة والصناعة لدولة الامارات العربية المتحدة سهيل محمد المزروعي ان منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ليست منظمة سياسية ودورها يتعلق بالأحرى بتحقيق توزان السوق النفطي . و لمح المزروعي إلى المنشورات الاخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر التويتر، والتي طلب فيها من دول الأوبك رفع انتاجها واتهمها ب الدفع نحو رفع مستمر لاسعار النفط . وفي هذا الشأن، حدد الوزير الاماراتي أن الأوبك غير مكلفة بالدفع الى رفع أو خفض أسعار النفط وإنما من أجل تحقيق توازن السوق . وكان وزير النفط الإيراني، يجن زنغنه، الذي لم يحضر إجتماع الجزائر، قد صرح من بلاده، أنه يأمل بعدم تأثر القرارات التي تتخذها اللجنة الوزارية المشتركة بين منظمة البلدان المصدرة للبترول، والمنتجين المستقلين بتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص منتجي النفط، مضيفا بالقول "آمل بألا ترهب التهديدات التي أطلقها ترامب، زملائي في أوبك وتدفعهم إلى تنفيذ أوامر أمريكا.