عرفت قضية السعيد بوحجة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، تطورات خطيرة بتوجه النواب الموقعين على عريضة سحب الثقة إلى الإعلان عن شغور منصب رئيس المجلس الشعبي، حيث أعلن مكتب المجلس، في بيان صادر عقب الاجتماع الذي ترأسه النائب الحاج العايب بصفته الأكبر سنا في المجلس، حالة الشغور نتيجة لوضعية الانسداد التي تعيشها الغرفة السفلى للبرلمان منذ أسابيع إثر قرار أغلبية النواب (351 نائب) سحب الثقة من رئيس المجلس، السعيد بوحجة، ومطالبته بتقديم استقالته. ودعا أعضاء المكتب لجلسة استثنائية للمجلس الشعبي الوطني، وهو ما اعتبره خبراء في القانوني غير قانوني، فيما فجر رئيس المجموعة النيابية للحركة الشعبية الجزائرية، بربارة الشيخ، مفجأة عندما أكد أن الاسباب الحقيقية التي أدت إلى حجب الثقة عن رئيسه السعيد بوحجة ليست هي المعلن عنها في عريضة. وواصل أمس نواب من المجلس الشعبي الوطني غلق باب المجلس في وجه رئيسهم السعيد بوحجة لليوم الثاني على التوالي ليليها بعد دلك بيان مكتب المجلس يؤكد شغور منصب الرئيس. من جهة أخرى، اعترف رئيس المجموعة النيابية للحركة الشعبية الجزائرية، بربارة الشيخ، أن الاسباب الحقيقية التي أدت إلى حجب الثقة عن رئيسه السعيد بوحجة ليست هي المعلن عنها في عريضة حجب الثقة. وقال بربارة، أمس، في تصريح للصحافة، إن الأسباب التي أدت لحجب الثقة عن بوحجة تم الاتفاق معه في اليوم الأول أن تبقى حبيسة أسوار زيغود يوسف، على حد تعبيره، أما عن الأسماء المطروحة لخلافة السعيد بوحجة فأكد بربارة أن الموضوع لم يطرح بعد للنقاش، فيما تطرح عدة أسماء يتقدمها النائب الحاج العايب ومعاد بوشارب الرئيس الحالي للمجموعة النيابية لجبهة التحرير الوطني. ومن جهته، أكد توفيق طورش، رئيس لجنة المالية بالمجلس الشعبي الوطني، أن السعيد بوحجة رئيس البرلمان قدم مشروع قانون المالية 2019، للجنة المالية لمناقشته، لكن أغلب أعضاء اللجنة رفضت المشروع والذي بقي حبيس الأدراج إلى حين إنفراج الأزمة. وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعبي الوطني، عبد الحميد سي عفيف، أن القانون الداخلي للمجلس، يعطي الحق لمكتب المجلس، بإعلان حالة شغور منصب رئيس الغرفة السفلى في البرلمان. وقال سي عفيف إنهم حارصين على احترام القوانين والنظام الداخلي للمجلس، مشيرا أن المكتب لديه كل الصلاحيات القانونية الواسعة من أجل اتخاذ القرار. وأضاف المتحدث، أن المادة 123 من القانون الداخلي للمجلس، تخول للمكتب التدخل لإعلان حالة شغور منصب رئيس الغرفة السفلى للبرلمان، بما أن أغلبية النواب لا يرغبون في التعامل مع بوحجة. كما يمكن سحب الثقة منه وعدم قدرته على تسيير المؤسسة التشريعية، فيما يرى خبراء القانون ان الخطوة غير قانونية حيث اكدت المحامية نبيلة خالدي في تصريح إعلامي، أن الإعلان عن شغور منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني في هذه الحالة غير قانوني ويتنافى مع المادة 10 من القانون الداخلي الذي تؤكد ان اعلان الشغور لا تكون إلا في حالات العجز أو تنافي أو الوفاة وهي الحالات غير متوفرة في الوضع الراهن، مشيرة أن تمرير هذا الإعلان لن يكون قانونيا إلا عبر المادة 85 التي تعطي صلاحية تعديل القانون الداخلي بعد جمع توقيعات نواب. من جهة أخرى، أكد رئيس اللجنة المالية بالبرلمان أن مشروع قانون المالية يحال إلى المجلس الشعبي، عن طريق مكتبه ثم رئيسه، يحيل الملف إلى اللجنة المختصة للدراسة، وأوضح توفيق طورش، خلال استضافته في حصة قهوة وجورنان لتلفزيون النهار ، أن ظروف مشروع القانون مربوط بالتواريخ، متابعا أن مناقشة القانون في مدة 75 يوما، حيث تعطى 47 يوما للمجلس، و20 يوما لمجلس الأمة، و8 أيام للجنة المتساوية الأعضاء، إن كان اختلال بين الغرفتين. وأشار طورش، أن الحكومة أحالت المشروع يوم 2 أكتوبر، وبالتالي إلى غاية اليوم مرت 15 يوما من دراسة المشروع. وأضاف المتحدث، أن اللجنة المالية تجد صعوبة في دراسة المشروع لأن، حسبه، أن المناقشة، تكون بأغلبية أعضائها. للإشارة، هناك 5 كتل برلمانية جمدت نشاطها نظرا للخروقات الحاصلة في تسيير المجلس. وأكد نواب المعارضة رفضهم غلق بوابة المجلس الشعبي الوطني، معتبرين الخطوة التي أقدم عليها نواب الموالاة سابقة خطيرة ودوس صريح على الدستور وقوانين الجمهورية. وفي هذا الصدد، قال النائب لخضر بن خلاف عن الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء، إن ما قام به النواب اليوم هو عبارة عن تكسير لمؤسسات الدولة، رافضا المساس بالشخصيات الوطنية المشهود لها بنزاهة على غرار رئيس المجلس السعيد بوحجة الذي أثبت جدارته في تسيير شؤون المجلس مدة 15 شهرا، كما وصف بوحجة برجل الخير والمجاهد الكبير. وكما اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ما يجري في المجلس الشعبي الوطني من تصرفات غير قانونية، والتي وصلت إلى حد استعمال السلاسل و قطع الطريق و العنف اللفظي، بأنها وصمة عار في وجه نواب الموالاة واحزابهم ومن يقف وراءهم.