عاد مجددا مرض الحمى القلاعية الذي يصيب المواشي والأبقار لتهديد الثروة الحيوانية في الجزائر، بعد قيام السلطات المحلية بغلق عدد من الأسواق المشتبه فيها كبؤر انتشر فيها المرض، ورغم اتخاذ وزارة الفلاحة للإجراءات اللازمة لمجابهة هذا المرض منذ بداية انتشاره السنة الماضية، إلا أنها لم تتمكن من القضاء عليه بشكل نهائي. وفي هذا السياق، قررت السلطات المحلية بولاية تيزي وزو غلق كل أسواق المواشي المنتشرة عبر بلديات الولاية البالغة عددها 11 سوقا مؤقتا طبقا للقرار الصادر عن وزارة الفلاحة ووالي الولاية، عبد الحكيم شاطر، المتعلق بالإجراءات الوقائية الاحترازية والاستعجالية. وفي قرار اتخذه رؤساء المجالس الشعبية البلدية وبإشراف من مديرية المصالح الفلاحية بتيزي وزو، أمرت بتعليق كل عمليات انتقال حيوانات أو منتوجات ذات أصل حيواني من الولايات الأخرى نحو تراب الولاية ويتضمن القرار أيضا منع تنقل الحيوانات خارج تراب الولاية أو أسواق الماشية الموجهة للذبح على مستوى المذابح البلدية، شريطة أن تكون مرفقة بشهادة طبية صحية من البيطري المعاين. وكانت مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية قد سجلت خلال شهر جويلية الماضي قبيل عيد الأضحى المبارك 180 حالة إصابة فعلية بمرض الحمى القلاعية وذلك على مستوى 10 ولايات على مستوى الوطن، واتخذت الوزارة الوصية آنذاك كل التدابير اللازمة لاحتواء والحد من هذا المرض من بين هذه التدابير حظر حركة الماشية من ولاية إلى أخرى إلى جانب تجنيد الأطباء البيطريين، ومنع استيراد المواشي حتى يتم حل هذه المشكلة، كما قامت الوزارة باستيراد أزيد من مليوني جرعة لقاح لتلقيح الماشية ضد الحمى القلاعية التي ظهرت بعدة ولايات من الوطن ومست الأبقار بالدرجة الأولى والماعز. وتسبب مرض الحمى القلاعية منذ ظهوره في الجزائر في تكبد مربي المواشي خسائر مادية فادحة بسبب انتشاء المرض الذي أدى إلى نفوق عدد كبير من الأبقار والمواشي، ويقدر أن العدوى انتشرت عبر أزيد من 16 ولاية منذ ظهور المرض. وتعتبر الحمى القلاعية مرض يصيب الحيوانات ولا يصيب البشر، وهو يختلف عن مرض اليد والقدم والفم الذي يصيب الإنسان ومع ذلك يوصى بعدم تناول لحوم الحيوانات المصابة بالحمى القلاعية.