تطرق رئيس حزب الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام خلال حوار جمعه ب السياسي إلى عدة مواضيع تشغل حاليا الساحة السياسية بما فيها موقف حزبه من الرئاسيات المقبلة، موضحا بان القرار لم يحسم بعد على مستوى هياكل الحزب، مشيرا إلى أن الجزائر أمام رهانات وتحديات ومخاطر صعبة تحتاج لمشروع رؤيا لمواجهة هذه الصعاب، مضيفا من جهة أخرى أن الرئيس من حقه الترشح والمجلس الدستوري من يفصل في الأمر لكن لا ينبغى حصر الرئاسيات في شخص واحد فقط على حد قوله. ماهي قراءتك للحراك السياسي في الجزائر اليوم قبيل انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة وبعدها الانتخابات الرئاسية 2019؟ لا يمكن أن نسميه حراك سياسي بل هو مستنقع وبركة سياسية ملوثة ومتسخة وعفنة سميت ظلما بأنه نشاط وحراك سياسي وكل الألفاظ التي هي من هذا القبيل. ما موقفكم من الأزمة الأخيرة التي عاشها البرلمان والتي انتهت بانتخاب رئيس جديد وعزل السعيد بوحجة؟ لو كان لدينا نواب حقيقيين، لكان هناك المشرعين للقوانين أول الناس المعنيين بتطبيق القانون هم في الأصل البرلمانيين لأنههم من يشرعون القوانين، ولكن للأسف الشديد ما حدث هو دوس على القانون وتجاوز لكل القوانين والأعراف السياسية التي عرفها البرلمان الجزائري منذ الاستقلال إلى اليوم، حيث كان بإمكانهم اللجوء إلى تعديل النظام الداخلي للمجلس وإضافة بند في مادة انه يحق للمجلس أن يسحب الثقة من رئيسه وينتخب رئيس جديد، ولكن ما تم في البرلمان بالإضافة لكونه تجاوز لقوانين الجمهورية والدستور فانه بهدلة للجزائر في القنوات الإعلامية ولدى الرأي العالمي، أما ما تم من تغيير للرئيس فهو سياسية للأمر الواقع خارج القوانين، وخارج الشرعية والدستور وكل الأعراف وكل ما تم هو غير قانوني. حزب الجزائر الجديدة رسم لنفسه طريق ثابتة بالحديث عن حزب الجزائر الجديدة كيف ترون تموقع الحزب اليوم في الساحة السياسية الوطنية في خضم وجود أزيد من 60 تشكيلة سياسية في البلاد؟ حزب الجزائر الجديدة حزب اختار أن يرسم لنفسه طريق ثابتة بعيدا عن طريق المداحين والشياتين والشاطحين ولا طريق المعارضة التي تضع نظارات سوداء حول كل شي، أردنا أن يكون حزب ايجابي يتعاطى مع المعطيات السياسية والمشهد السياسي بواقعية سياسية، وبموضوعية في نفس الوقت وبإنصاف كل الناس، ولهذا نحن ننظر للجزائر أن هناك أمور ايجابية موجودة نثمنها، ونحافظ عليها وفيها أمور سلبية وقاتلة يجب أن نصححها بعيدا عن سوق الشياتين والمداح وعن أصحاب النظارات السوداء لكل شي في الجزائر. المبادرات السياسية مجرد خبط إعلامي لخدمة أصحابها تم خلال الأشهر الماضية طرح عدة مبادرات سياسية، هل تمت دعوة حزبكم للمشاركة فيها؟ سوق المبادرات السياسية في الجزائر منذ وقف المسار الانتخابي سنة 1992 إلى يومنا هذا طرحت العديد والكثير من المبادرات بعضها من أحزاب السلطة وبعضها من أحزاب المعارضة وبعضها من السلطة نفسها لكن كل هذه المبادرات فسلت لأنه بالنسبة لنا أي مبادرة سياسية تطرح أن لم تتفاعل معها السلطة ايجابيا لأنها الطرف الأساسي في إنجاح أي مبادرة إذ لم تتفاعل مع السلطة ايجابيا فان مآلها الفشل وهذا الشرط الأول، أ ما الشرط الثاني يتعلق بتفاعل الرأي العام مع المبادرات السياسية، فلا يمكن أن تشكل ورقة ضغط على السلطة للتجاوب مع مطالب هذه المبادرين وغير ذلك. أما بالنسبة للمبادرات المطروحة هذه الأيام، فإننا في جبهة الجزائر الجديدة لا تتعدى خبطة إعلامية يريد أصحابها أن تتكلم عنهم الجرائد والقنوات الفضائية والإذاعية لبعض الأيام لا أكثر ولا اقل فهي بالنسبة لنا مبادرات لا جدية ولا تحمل مشروع أمل للشعب الجزائري والجزائر. معظم هذه المبادرات السياسية جاءت من اجل دعم الاستمرارية ما موقفكم من العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة؟ النقاش في حد ذاته بين فريقين، فريق يرفض العهدة الخامسة ويتمحور نشاطه هو شخصنة الموضوع مع رئيس الجمهورية أو ضد رئيس الجمهورية، وأحزاب أخرى شخصت الموضوع في رئيس الجمهورية وهذا بحد ذاته هذا انحراف للنقاش على جوهره وموضوعه، ونحن كحزب كنا نأمل أن يكون النقاش حول التحديات والرهانات والعوائق والعراقيل التي تواجهها الجزائر وما هي الأفاق التي نريدها من خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة وتبلور كل الأطراف مشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية في هذا الاتجاه تسعى للإجابة على هذه النقاط الأساسية، أما أن يشخصن موضوع الرئاسيات في شخص رئيس الجمهورية بين مدعم له باسم الاستمرارية وغيره من الشعارات وبين رافض له ويريد قطع الطريق على العهدة هذا ما نعتبره تصحر سياسي وفقر وعبث سياسي في نفس الوقت. كل حزب سياسي حر في دعمه لمرشح معين ما موقفكم من قرار حركة الإصلاح بإعلان دعمها لترشح الرئيس لعهدة فيما كانت سنة 2014 تدعم المرشح علي بن فليس؟ لا تعليق لنا على موقف حزب سياسي يرى انه يزكي علي بن فليس في 2014 وبوتفليقة في 2019، هذا قرار حزبي ونحن نحترم حزب له خياراته ومببراته لاتخاذ هذا الموقف أو ذاك وهذه التعددية السياسية . كيف هي استعدادت الحزب للرئاسيات المقبلة وهل هناك إمكانية لترشحكم أو تقديم مرشح عن حزب الجزائر الجديدة؟ بالنسبة لموضوع الرئاسيات لجبهة الجزائر الجديدة، نحن الآن لا يزال هذا الموضوع غامض وتكتنفه ضبابية كبيرة والموقف المتخذ في الحزب هو رصد ومتابعة ما يحدث حول موضوع الرئاسيات وتوجهات الساحة السياسية، ورسمنا لأنفسنا أولويات ليس من ضمنها موضوع الرئاسيات، تتعلق هذه الأولويات بالمرحلة الراهنة ببناء حزب سياسي قوي يستند إلى حزب يجمع إطارات ونخبة مسيسة وكفئة، ويمتلك قاعدة صحيحة وصلبة وعريضة في نفس الوقت، لأن أولى أولويات أي حزب أن يكون حزب سياسي حقيقي بمعايير موضوعية وصحيحة ولهذا نركز على البناء الداخلي من خلال تكوين المناضلين عبر كل الولايات وأنجزنا برنامج تكويني لإطارات الحزب والمناضلين ومواصلة عملية الهيكلة وتجديدها وتقويتها. قانون المالية 2019 عبارة عن مسكنات ما رأيكم في مسودة مشروع قانون المالية 2019 والتي تم عرضها مؤخرا على مستوى البرلمان؟ في إطار اطلاعنا على مشروع قانون المالية 2019 لاحظنا انه مواصلة لنفس سياسية البريكولاج واعتماد على تدابير إجرائية آنية، نرى أنها عبارة عن مسكنات بدل التفكير في وضع ميزانية تنطلق وتبنى من اقتصاد قوي متكامل ومتنوع في انتاجاته، هذا الأمر يحررنا من اكبر مشكلة نواجهها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا وهي إشكالية التبعية الاقتصاد الجزائري لقطاع المحروقات وتبعية الموازنة العمومية وقانون المالية كل سنة للجباية البترولية ولو كان هناك سياسية حقيقية ومشروع حقيقي للميزانية أو قانون المالية الذي يجب أن يؤدي بنا إلى الخروج من التبعية لقطاع المحروقات ومن تبعية الميزانية في إراداتها ومداخيلها على الجباية النفطية والبترولية، وإذا بقينا تابعين لقطاع المحروقات وللجباية البترولية في وضع الميزانية سنبقى مربوطين بحبل المشنقة لتقلبات أسعار النفط والغاز الدولية وتضارب المضاربين في هذا السوق. ما تعليق الحزب على مبادرة ملك المغرب محمد السادس الأخيرة الذي اقترح إنشاء آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور لتسوية النزاعات بين البلدين، من اجل فتح الحدود وتجاوز الجمود في العلاقات بين البلدين؟ بالنسبة لنا إذا كان يريد الحوار مع الجزائر في قضايا ثنائية بين المغرب والجزائر فالجزائر لم تقطع أبدا رغبتها في فتح الحوار والتعاون مع المغرب وإذا كان هدفه الصحراء الغربية فالحوار يكون مع جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وحاليا هناك دعوة من الأممالمتحدة للمغرب وجبهة البوليساريو لمواصلة الحوار الثنائي بين البلدين وما عليه سوى المشاركة في هذا الاجتماع وحل المشكل مع الإخوة الصحراويين.