لا علاقة لنا بتنظيم الإخوان المسلمين وانقلاب السيسي على مرسي لن يدوم تأسف الأمين العام لحركة البناء الوطني أحمد الدان لغياب الحوار في الجزائر في التعامل مع مختلف القضايا، وفي لقاء مطول مع "الحوار" تطرق الدان كذلك إلى عدة قضايا تشغل الساحة الدولية.
حاوره / نورالدين ختال
* ما تعليقكم على الحراك السياسي والاتهامات المتبادلة بين السلطة والمعارضة ؟
– الحراك الموجود في الساحة السياسية يبعث على القلق، لأن الحراك الموجود في الساحة الشعبية والحراك الموجود في الطبقة السياسيةيدخل ضمن حراك عالمي، هذا الحراك العالمي نعتبره نحن هزات ارتدادية للربيع العربي الذي حرك طاقة الشعوب الكامنة، ومنها طاقة الشعب الجزائري، وأصبح المطلب الشعبي في كل القطاعات حاضرا بقوة، وتفاعل الطبقة السياسية مع هذا المطلب الشعبي أقلق السلطة وأصبحت السلطة في كثير من الأحيان تقوم بردود أفعال بدل أن تمارس الفعل المطلوب منها في الجانب التنموي أو الجانب السياسي، والطبقة السياسية أصبحت حساسة من ردود فعل بعضها البعض، لهذا فالحراك الشعبي يجب أن لا يستغل لا من السلطة ولا من المعارضة، بل يجب أن تتجاوب معه السلطة بأن تستجيب لعين صالح وتوقف الغاز الصخري كتنقيب حتى تتحصل على التقنيات الآمنة. السلطة مسؤولة على تأمين المواطن والمعارضة مسؤولة على إدارة الفعل السياسي في ظروفه الطبيعية، وهذا التدافع السياسي طبيعي، فالسلطة تدافع عن خياراتها ونحن نعتبرها مقصرة، كان المفروض على رئيس الجمهورية أن يقوم بمبادرة للإصلاح السياسي تبدأ بالحوار على الإصلاح الدستوري وتتعاطى مع الطبقة السياسية بشكل مباشر، لأنهم أبناء الوطن ويمثلون جزءا من الشعب الجزائري، وأي انتقاص من الطبقة السياسية هو انتقاص من الشعب الجزائري.
* كيف ترون المستقبل السياسي للجزائر ؟
– هذا المطلوب، وأنا أدعو للتوقف عن الدعوى لمرحلة انتقالية وننافس في السياق العادي، وتدخل الطبقة السياسية بخيارات قوية، وتدخل في تحالفات تعطي للشعب أملا في برنامج جديد، ندعو إلى التأسيس لجمهورية ثانية لأن طبيعة الزمن تفرض التحوّلات في كل الأمم، ما قبل 1954 كانت طبقة سياسية تعددية ثم جاءت الثورة طلبت من الجميع التوحد في جبهة هدفها تحرير الجزائر، ألغت كل الأحزاب أنفسها وتوحدت في جبهة على أساس أن تبني جزائر تعددية، تحقق الاستقلال لكن لم تأت بعده التعددية ودخلنا في مرحلة الحزب الواحد الذي أقام منظومة حكم لمدة 30 سنة، ثم جاءت التعددية في بيئة أسس لها الحزب الواحد. بعد هذا بدأت تظهر علامات التزوير والفساد السياسي، وظهر جيل جديد من الشباب يطمح إلى بناء جزائر ديمقراطية تعددية، يحترم كل مكونات الشعب الجزائري، هذه الجمهورية الثانية لا يصنعها الفعل الأحادي.
* من يتحمل مسؤولية هذه الأحادية، قادة الجيش أم جبهة التحرير الوطني ؟
– جبهة التحرير كحزب سياسي كان قاعدة الحكم، ونحن كسياسيين نعتبر أن الحزب السياسي يتحمل المسؤولية بشكل مباشر، عندما نتحدث عن مجلس الثورة، هذا المجلس يلغى مؤسسات تمثل الشعب لسنوات طويلة، هذه السنوات رسخت عقلية معينة سواء في الإدارة أو الجيش أو الشرطة، بعد 1976 أصبح كل من يعارض يدخل السجن، وأصبح نظاما بوليسيا وهذا الذي دفع ثمنه كل من الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، والشيخ مصطفى بالمهدي، وعشرات من الطبقة السياسية بدخولهم السجن، النضال المستمر والسلمي مطلوب.
* ما الذي يجب على النظام لتفادي ربيع عربي ؟
– على النظام أن يعيد قراءة الساحة ويستجيب لتطلعات الشعب الجزائري الذي أقام ربيعا عربيا ثم تحوّل إلى عشرية سوداء دموية، لما ثار الشباب سنة 1988 ثار ليصنع ربيعه، هذا الربيع الذي الآن بعض الدول تريد أن تصنعه، فالشعب الجزائري متقدم في قضايا التحرر وقضايا الديمقراطية، للأسف الجزائر لم يسعفها في الآونة الأخيرة شيئان أولا الضغط الدولي بعد أزمة التسعينات والإرهاب، ثانيا الفساد المالي الكبير الذي أرهق المنظومة المالية.
* هل ساهم ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة في تثبيط وتيئيس الشباب ؟
الشباب الجزائري لم يفقد الأمل لكن يتحين الفرصة، لا يحب أن يدخل الجزائر في أزمة، أما ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة أعطى حالة إحباط للطبقة السياسية وليس للشباب، وهذا الإحباط معقول لأن الترشح للعدة الثالثة بتغير الدستور هذا هو الإحباط، فتغير الدستور من أجل ترشح الرئيس هذا فعل غير سياسي، أما العهدة الرابعة هي تحصيل حاصل.
* لكن لما فتحت العهدات سنة 2008 كانت لديكم أصوات في البرلمان ؟
– البرلمان تحكمه الأغلبية، ولا يمكن أن نتحدث عن وجود 20 شخصا مقابل 140 شخص، الأغلبية كان تفرض منطقها، وبالتالي الذي يتحمل المسؤولية هي القاعدة السياسية للسلطة، بالخصوص جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي ونحن نتحمل نسبة من المسؤولية.
* ما رأيكم في ترشح بوتفليقة للعهدة الرابعة ؟
– أي رئيس ينبغي أن يحترم الدستور، فلا يعقل أن كل رئيس يعدل الدستور على هواه هذا من جهة، من جهة أخرى إذا جدد الشعب ثقته في رئيس لأكثر من عهدة حينها لا اعتراض على اختيار الشعب، لكن أن يعدل الدستور ثم يحكم رئيس تحت ضغوط كثيرة يتكئ أصحابها على مرض الرئيس، كل هذه الأمور كنا في غنى عنها، مثلا نحن لا نفهم كيف تكون الأغلبية في البرلمان لحزب والوزير الأول من حزب آخر أو لا حزب هذا شيء لا يوجد إلا في بلدنا.
* مؤخرا تكلمتم عن المشاركة هل تقصدون المشاركة في الحكومة ؟
– نحن دائما ندعو بدعوة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، كان يقول "أنا إذا كنت في الحكم سأشرك حتى التيار العلماني معي، وإذا كان التيار العلماني في السلطة أنا مستعد أن أشارك معه"، هذا المعنى الذي تدار به الدولة وليس السلطة، ضمن القاعدة التي قالها الشيخ محفوظ نحناح "الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع"، المفروض تعطى الفرصة للناس من أجل المشاركة، فالدولة تسير بالمشاركة، بينما الحكومة يرأسها صاحب الأغلبية، وأما فكر "أنا أو أنت" هو فكر متخلف، لأن الفكر المتطور هو فكر "أنا وأنت"، فالحكومة ندعو أن تكون حكومة حزب الأغلبية ويشارك معه الأحزاب الممثلة في البرلمان، فالانتخابات النزيهة هي بوابة السلطة، لأن الشرعية هي الشرعية الشعبية.
* إذا كانت السلطة تزور الانتخابات، فما الحل ؟
– لابد على الطبقة السياسية أن تناضل من أجل نزاهة الانتخاب، التزوير لا يدوم طويلا.
* لماذا أنشئ الفرع الدعوي لحركة البناء ؟
– بما أن السلطة لديها وزارة الشؤون الدينية، لهذا الحزب الذي يسعى إلى السلطة يجب أن يكون لديه ما يشبه هذه الوزارة، أي مؤسسة قائمة على شأن القيم والدين والدعوة.
* في حال ما تكتلت المعارضة الجزائرية وراء مرشح واحد هل ستشاركون في هذا التكتل ؟
– نحن ممكن أن نقترح رجلا وتشارك معنا المعارضة في تزكية هذا الرجل، فنحن جزء من المعارضة، ونحن جزء من الطبقة السياسية، نعتبر أن الحل يكمن في مناقشة بدائل أخرى، في كل الأحوال نحن سنكون مع ما ينفع الشعب الجزائري وما يحافظ على الوحدة الوطنية، وكل ما يرقي الثوابت الوطنية لن نتأخر عنه.
* ننتقل إلى القضايا الدولية، في مصر ما تعليقكم على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي ؟
– انقلاب مرسي أطلق الله سراحه، ومعه المئات من المعتقلين والمساجين والمطاردين، هو ظاهرة من ظواهر انهيار منظومة الأخلاق السياسية في العالم، مرسي كان رئيسا منتخبا شهد العالم على شرعيته، ثم تخلى عنه العالم، لأن مرسي كان له مواقف إستراتيجية متعلقة بفلسطين وكان يرفض أن تضرب غزة، ولهذا حدث عليه انقلاب غير شرعي، والاتحاد الإفريقي أدان الانقلاب، لكن هذا الانقلاب لن يدوم لأن الشعوب ترفض أن تحكم بالقهر.
* بعض الإسلاميين كشيخ الأزهر وحزب النور شاركوا مع السيسي ما تعليقكم ؟
– المسألة لا تربط بالإيديولوجيا، بل تربط بمواقف تحرر ومواقف عدم تحرر، مثلا شيخ الأزهر لا يمثل علماء الأزهر إنما يمثل رأيا داخل الأزهر، بالتالي هذه الاصطفافات تتعلق بمدى احترام الشرعية والتحرر واحترام رأي الشعب، ممكن يكون ضمنها الإسلامي وغير الإسلامي.
* لو كان الشيخ نحناح في مصر لوقف مع السيسي، لأنكم برئاسة الشيخ محفوظ نحناح وقفتم مع من أوقف المسار الانتخابي ؟
– الأمر يختلف جذريا ما حدث في الجزائر هو اختيار حماية الدولة من السقوط.
-* نفس مبرر حزب النور السلفي في مصر ؟
– في الجزائر الشيخ نحناح اختار الدولة بعد إيقاف المسار الانتخابي خرج الموضوع عن السلمية، ورأينا كيف كان المجلس الاستشاري يحاول أن يبعد الجزائر عن ثوابتها وعن قيمها، وقلنا إننا لا يجب أن نبقى أسارى في ما حدث سنة 1992، وينبغي أن نتعامل مع الواقع كما هو ونحاول أن نبحث عن موطئ قدم للديمقراطية في المرحلة الجديدة، وهذا الذي دفعنا إلى المشاركة، وساهمنا رغم أنها كانت ديمقراطية عرجاء، فكان دخولنا للمجلس الوطني الانتقالي بعد الحوار الذي جمع كل المكونات السياسية وبعد توافق داخل ندوة الحوار الوطني، أما في مصر فقد تم الانقلاب على رئيس جمهورية منتخب، بعدها وقف الشيخ محمد بديع في رابعة العدوية وقال "سلميتنا أقوى من الرصاص"، فالسلمية مع حصول الشرعية شيء قوي، لما تجد رئيس قائم يملك كل أدوات التأزيم لكنه اختار السلمية.
* ما تعليقكم على الانتخابات في نيجيريا وفوز محمد بخاري ؟
– نحن اليوم أمام انتخابات في نيجيريا وفاز بها الرئيس محمد بخاري، وقراءتنا البسيطة لفوز محمد بخاري المسلم الذي نهنئه، ونهنئ بالمناسبة الشعب النيجيري على الانتخابات الديمقراطية الحاصلة في نهاية الأسبوع الماضي، هذا يعطينا صورة لطبيعة التحولات الموجودة في المنطقة، فنيجيريا فيها إرهاب "جماعة بوكو حراك" وفيها فساد مالي وسياسي، لكن استطاع الجنرال محمد بخاري المسلم أن يتعاطى مع المعارضة ويجمع قوة حقيقية، ويدخل في انتخابات رئاسية في إطارها العادي ويفوز، ونعتقد أن هذا نمط من التغير في إفريقيا، ويمكن أن يحصل في أي مكان. في نيجيريا المعارضة تكتلت وسلمت لطرف فيها، صحيح أن بخاري جنرال سابق، لكنه تخندق مع الشعب، وخاطب المسيحيين كما خاطب المسلمين بروح من التسامح ويستطيع أن يقوم بدور في إيقاف موجة العنف التي تقودها "بوكو حرام".
* في اليمن حصل انقلاب على رئيس شرعي منتخب هو منصور هادي ما تعليقكم ؟
– نحن ضد الانقلاب العسكري الذي قاده الحوثيون، وضد عاصفة الحزم لأننا نرى أن الحل يجب أن يكون يمنيا مثل الحل في ليبيا يجب أن يكون ليبيا، عاصفة الحزم هي تصحيح لأخطاء الخليجيين الذين أخطأوا عندما لم يؤيدوا الشرعية في اليمن.
* عاصفة الحزم كانت بعد طلب وزير الخارجية اليمني والرئيس اليمني المنتخب منصور هادي ؟
– رأينا بأن الحل في اليمن يجب يكون بالحوار، والعنف الذي استخدمه الحوثيون نحن ندينه، لأن باستعمالهم العنف والسلاح والانقلاب على الرئيس يتحملون جزءا هاما من المسؤولية، وهم من أوصل اليمن إلى هذا الحد، الحوار في اليمن وصل إلى نتيجة كان بالإمكان أن يتأسس على هذه النتيجة من جديد، وقتها خرج الحوثيون من الحوار واستخدموا السلاح، وزحفوا على العاصمة، اختيارهم للسلاح كان بالضرورة سيؤدي إلى رد فعل مسلح، لهذا نحن ضد الحلول المسلحة.
* كيف تقيم السياسة الخارجية الإيرانية التي تدعم جماعة الحوثي المسلحة ؟
– إيران لديها أخطاء إستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط، منها محاولة التوسع على حساب استقرار الدول كما حصل في العراق، أما عن تصدير الثورة الإيرانية التي دعا لها خميني، فهذا التصدير يحتاج إلى مقاومة فكرية من الأماكن التي ستصدر إليها، فالثورة الإيرانية هي مذهب، أعتقد أن الأولى لدول المنطقة هو الاستقرار، أما ضرب الاستقرار على حساب التوسع هذا لا يؤدي إلى نتيجة لفائدة إيران، لدينا العراق متوتر، وسوريا متوترة، واليمن متوتر، ولبنان متوتر، فالمحيط الإقليمي لإيران متوتر، وهذا لا يخدمها، لأن علمية التوسع على حساب الاستقرار سترتد على إيران بالسلب.
– أمريكا لا تريد لسوريا أن تستقر، ولا تريد للثورة أن تنتصر، هي تريد حالة من المراوحة تضعف أحيانا ويرتفع منسوب العنف أحيانا أخرى، وأعتقد أن الفاعل الأساسي في المنطقة مازلت أمريكا والسلاح الأمريكي أكثر من أي جهة أخرى. تدمير الجيش السوري خسارة إستراتيجية، وتدمير النسيج الاجتماعي السوري خسارة للمقاومة الفلسطينية وللقضية الفلسطينية، النظام السوري سيفرض عليه حتما الاستجابة للديمقراطية، وكان بالإمكان أن يستجيب لمطالب الشعب في البداية أولى من أن تفرض عليه من أمريكا أو بالصراع المسلح، والآن النظام لا يستطيع أن يحسم المعركة والمعارضة لا تستطيع أن تحسم المعركة، وبالتالي سوريا تحتاج إلى مبادرات، ولا حل إلا الحوار.
* ما هو مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية ؟
هذا التنظيم الآن صار دولة، ليس مجرد تنظيم جهادي، مجموعة استطاعت أن تحكم أرضا ويصبح لديها جيشا وقانونا وتسير شعبا يجاوز الثلاثة ملايين ولها حدودا جغرافية، أعلنوا منطقة دولة خاصة بهم، ووجودهم أصبح حقيقية على الأرض، ستطول أم تقصر الله أعلم، هذا تطور في نمط العمل المسلح.
* ألا ترى أن طائفية النظام الإيراني ونوري المالكي تسبب في ظهور تنظيم الدولة ؟
* أنا أوافق على نظرية "رد الفعل يعاكس الفعل في الاتجاه ويساويه في القوة" ولذلك الظلم والديكتاتوريات والتمييز الطائفي جعلت ردود الفعل عنيفة، هذا التنظيم يملك القوة المسلحة والأموال ولها مؤسسات وتصرف رواتب الموظفين.
* ألا ترى أن نشر إيران للتشيع يشكل خطرا عقديا وأمنيا على الدول الإسلامية ؟
– مالك بن نبي كان يدعو للأفرو-آسيوية، لهذا وجب توحيد الأمة، وأي صراع يهدد هذه الوحدة نحن في حركة البناء الوطني نعتبره شيئا يجب أن يتوقف، لأن الخلافات تحل بالحوار لا بالعنف، نحن ندعو إلى حوار الشيعة مع السنة، الصراع المذهبي السني-الشيعي أوصى به الساسة الأمريكيون، وحاولوا جعل بؤر توتر، صحيح استجاب لهم الشيعة أو السنة، ولكن النظرة الإستراتيجية يجب أن تخرج من هذا الصراع، والتشيع قسمان تشيع سياسي وتشيع مذهبي. الأفكار لا تستطيع أن تحدها الجغرافيا والأفكار تقاوم بأفكار، قبل قرون أهل السنة المالكية في المغرب العربي دفعوا التيارات الشيعية إلى الهجرة إلى القاهرة، وأقاموا الدولة الفاطمية هناك، المطلوب من الحركة الإسلامية أن تشارك في البناء الفكري، هذا البناء الفكري يقاوم أي تدخل مذهبي آخر، إيران الآن لا تدخل المساحة الجزائرية عن طريق الأفكار، بل عن طريق رجال الأعمال والشركات وعن طريق زواج المتعة، وهنا تقوم مسؤولية الدولة أمام الشعب وأمام الله، لأنها يجب أن تصون العقيدة التي بنيت عليها الدولة الجزائرية. في إيران يوجد عدد كبير من السنة ونحن نطالب إيران بأن تسمح لهم بإقامة مساجد لأهل السنة والجماعة، وأن تعطى لهم حرية التعبير، نحن ندعو إلى حوار مع إيران، فنحن ندعو إلى التعاون المذهبي لا الصراع المذهبي.
* بالرجوع إلى الجانب التنظيمي، ما الهدف من تأسيس حركة البناء الوطني ؟
* أسسنا حزبا للتعبير عن مجموعة أفكار، هذه الأفكار تقوم أساسا على أن الجزائر بعد الاستقلال انحرفت عن بيان أول نوفمبر والأمير عبد القادر أسس الدولة الجزائرية الحديثة على أساس ديني، وقيم إسلامية، أساسنا هذا الحزب على أساس توزيع الثورة بين الأجيال في إطار التوازن، أسسنا هذا الحزب لأن تكون الجامعة شريكا للمصنع، أسسنا هذا الحزب على أساس أن نمد في إفريقيا لأنها تعتبر فضائنا الطبيعي، أسسنا هذا الحزب على أن يكون حكما راشدا.
* ما هي طبيعة علاقتكم بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، هل هي علاقة فكرية أو تنظيمية ؟
– علاقاتنا مع الجميع موجودة، الإخوان المسلمين لديهم علاقة مع الجزائر منذ الثورة التحريرية، كنا نتواصل مع الإخوان المسلمين، ولدينا علاقات مع الجميع مستمرة، فنحن أعضاء في المؤتمر القومي العربي، وأعضاء في المؤتمر القومي الإسلامي، وأعضاء في الأحزاب المغاربية، وأعضاء في الأحزاب العربية، ونسعى للارتقاء بالفعل السياسي، أما عن الإخوان المسلمين فالعلاقة ليست تنظيمية، لأن الإخوان هم منظومة فكرية، تتعاون في قضايا معينة، نحن حزب جزائري وتحكمنا القوانين الجزائرية.