حملت النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ساتاف وزارة التربية الوطنية مسؤولية أي اضطراب يعرفه القطاع مستقبلا، مؤكدة أن الاستجابة لمطالب العمال هي السبيل الأنجع لضمان استقرار القطاع. وخلال انعقاد المجلس الوطني للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ستاف في دورة استثنائية، في جو يسوده انعدام الثقة بين الوزارة الوصية والشركاء الاجتماعيين نتيجة تنصل الوصاية من التزاماتها وعدم احترامها لميثاق أخلاقيات المهنة وفشلها في التكفل بمشاكل القطاع والاستجابة لمطالب العمال، دعت النقابة لضرورة اعتماد الحوار البناء كسبيل وحيد في حل النزاعات الجماعية واحترام الحريات النقابية التي كفلها الدستور واعتبار التضييق على النقابيين مساس بهيبة الدولة ودوس على قوانين الجمهورية. وشددت النقابة على ضرورة الإصلاح الجذري للمنظومة التربوية، وتدعيمها بمناهج عصرية تحقق الاستثمار الفعال في العنصر البشري باعتباره اللبنة الأساسية لأي تطور، كما دعت لضرورة بناء مناهج تعليمية تولد الإبداع وتواكب التطور العلمي وتستجيب لطموحات المجتمع بتكريس هويته بجميع مكوناتها الأساسية بناء على دراسات ميدانية يشرف عليها مختصون. كما أكد ذات المصر على ضرورة التراجع عن إلغاء التقاعد النسبي ودون شرط السن باعتباره مكسب لا يمكن التراجع عنه وأن إلغاءه لا مبرر له، وحث الحكومة على إيجاد الحلول الواقعية تحفظ التوازنات المالية لصندوق التقاعد، مع ضرورة إعادة النظر في سلم الأجور وبنائه على أسس تصونه من الهزات المالية والأزمات الاقتصادية ويحفظ على الدوام القدرة الشرائية للعمال والموظفين ويصون كرامتهم. من جهة أخرى، رفضت النقابة سياسة التسويف والمماطلة في معالجة الملفات العالقة وضرورة تنشيط اللجان المنصبة بهذا الخصوص، وإلا أصبحت خدعة تستعملها الوزارة لتمييع المطالب وتأجيلها لأجل غير مسمى. وفي السياق، طالبت الساتاف بتطبيق المرسوم الرئاسي 14/266 وإعادة تصنيف أساتذة التعليم الابتدائي ومشرفي التربية، حسب ما ينص عليه المرسوم، مع ضرورة الإفراج عن التصنيفات الجديدة لبعض الأسلاك والرتب الذي أعلنت عنه الوزيرة أواخر شهر أفريل الماضي، دون أن يرى طريقه إلى التطبيق إلى يومنا هذا مع تدارك الإجحاف في حق أسلاك التعليم وأعوان المصالح الاقتصادية. ونددت النقابة بتقاعس الوزارة في اتخاذ موقف واضح وحازم حول ملف الخدمات الاجتماعية، رغم الفساد الذي يطاله وسوء التسيير الذي عرفه، كما طالبت بتوسيع الاستشارة مع جميع الفاعلين بخصوص مشروع قانون العمل الجديد، وتحسين الظروف الاجتماعية للعمال المهنيين والأسلاك المشتركة وأعوان الأمن والوقاية من اجل رفع الغبن عن هذه الفئة التي تعاني التهميش لتتبوأ المكانة التي تستحقها ضمن الجماعة التربوية، إلى جانب ترقية مساعدي التربية والمساعدين الرئيسيين إلى رتبة مشرف التربية دون قيد أو شرط والتكفل بانشغالات أعوان المخابر واستحداث منح خاصة بهم لما تنطوي عليه أعمالهم من أخطار.