تتواصل مظاهر الاحتفالات بالسنة الأمازيغية 2969 عبر ربوع مناطق الوطن، أين سطرت مختلف الولايات برنامجا ثريا تخللته مظاهر الاحتفالات المتنوعة التي تعكس الثقافة والهوية الأمازيغية عبر عروض فنية وثقافية ومهرجانات، وهو ما شهدته العديد من ولايات الوطن. ساحة البريد المركزي تحتضن نشاطات الاحتفال ب يناير شهدت ولاية الجزائر، على غرار باقي ولايات الوطن، احتفالات ضخمة بعيد السنة الأمازيغية 2969 المصادف ل12 جانفي من كل سنة، إذ تحولت شوارع قلب العاصمة وتحديدا ساحة البريد المركزي إلى مهرجان كبير للفرق الفلكلورية التي مثلت مختلف الولايات، ومعارض لحرفيي الملابس التقليدية ولوحات فنية وحلي ومصنوعات فخارية، خاصة تلك التي ترمز إلى يناير وإلى كل ما هو أمازيغي وذات هوية أمازيغية، وسط حضور جماهيري مميز لمختلف شرائح المجتمع لأجل الفرجة والمتعة معا، بحيث جابت القوافل شوارع العاصمة في شكل استعراضات للفرق الفلكلورية والتي قدمت عروضا فنية لطبوع أمازيغية مختلفة. وقد اكتظت كبرى شوارع العاصمة بالمواطنين الذين لم يفوتوا فرصة التقاط صور ومقاطع فيديو للاستعراضات الفلكلورية واللباس الأمازيغي الأصيل الذي يعكس الهوية الأمازيغية. بن غبريط تشارك تلاميذ المدارس الاحتفال ب يناير أشرفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، مساء يوم الخميس بمدرسة الغزالي بالمرادية، الجزائر العاصمة، على الاحتفال الرسمي لقطاع التربية الوطنية بعيد رأس السنة الامازيغية 2969 يناير المصادف ليوم 12 جانفي من كل سنة، والذي تم إقراره يوم 27 ديسمبر 2017 من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، كعطلة رسمية مدفوعة الأجر، إذ ذكر خلال تهنئته الشعب الجزائري بحلول السنة الجديدة 2018، أن هذا الإجراء على غرار كل الإجراءات التي اتخذت سابقا لصالح هويتنا الوطنية بمقوماتها الثلاث الإسلامية والعربية والأمازيغية كفيل بتعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين، في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي. هذا وقد سطرت وزارة التربية الوطنية برنامجا وطنيا للاحتفال ب يناير 2969 داخل المؤسسات التربوية في كل ولايات الوطن، تضمن مايلي: - المجال البيداغوجي: تقديم درس حول المناسبة، يتناول القيم الاجتماعية والاقتصادية للذكرى، مع إبراز قيمة الأرض والحفاظ على البيئة في الموروث التاريخي والحضاري الأمازيغي. ويمكن الاستئناس في ذلك بالبطاقات البيداغوجية المرفقة في المجال الثقافي والفني، حيث تم تنظيم أنشطة ثقافية وفنية كالمسرحيات والأوبريت والأناشيد، وعرض أفلام وثائقية وإقامة معارض للصور والرسومات والمقالات وأطباق تقليدية خاصة بالمناسبة، من أجل التعرف على الموروث التاريخي والأنثروبولوجي من خلال العادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة. وتجدر الإشارة إلى حرص وزارة التربية الوطنية الدائم على الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري وتعزيز البعد الجزائر يأتي داخل المنظومة التربوية. قدماء الكشافة يحتفلون بالمناسبة في الوادي وبالوادي، شاركت المحافظة الولائية لقدماء الكشافة الاسلامية الجزائرية بولاية الوادي في مراسم الاحتفال باليوم الوطني لرأس السنة الأمازيغية والذي اشرف عليه والي ولاية الوادي، عبد القادر بن رفقة، السلطات المحلية والعسكرية والأمنية والاسرة الثورية وفعاليات المجتمع المدني بالولاية. وقد مثل المحافظة المحافظ الوطني للجنوب الشرقي ومحافظ ولاية الوادي، علي بوخشبة، رفقة مسؤول خدمة وتنمية المجتمع، عبد الباسط كرثيو، ورئيسة قسم الزهرات، القائدة نبيلة هزلة. وقد احتضنت دار الثقافة الامين العمودي الاحتفال والذي شمل معارض للباس التقليدي ومسابقة للاكلة الشعبية والحلويات وعدة عروض فنية لاقت استحسان الحضور. بالمناسبة، هاته السنة شهدت مشاركة كبيرة وتفاعل ملحوظ للمواطنين، كما تم تقديم عدة عروض للاناشيد ورقص تقليدي. كما شاركت كل الافواج الكشفية، رفقة السلطات المحلية للبلديات، عبر ربوع الولاية في احياء هاته المناسبة الوطنية. أسبوع التراث الأمازيغي يلقى الإقبال بالشلف هذا وقد شهدت فعاليات أسبوع التراث الأمازيغي، التي انطلقت من بلدية بني حواء بالشلف، مشاركة واسعة لمختلف الهيئات وفعاليات المجتمع المدني، وسط اقبال ملفت للقاطنة المحلية. وجرت مراسم افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، التي احتضنتها القاعة المتعددة الرياضات ببني حواء (90 كم عن مركز الولاية) وتندرج في إطار احياء رأس السنة الأمازيغية 2969، بحضور والي الولاية، مصطفى صادق، والسلطات العسكرية والمدنية، إلى جانب جمع غفير من المواطنين وعدد من فعاليات المجتمع المدني من داخل وخارج الولاية. وصرّحت مديرة الثقافة، فاطمة بكّارة، أن هذا النشاط الذي يهدف بالأساس للحفاظ على الهوية الأمازيغية وابرازها لدى الأجيال الجديدة شهد مشاركة، فضلا عن مصالحها والجمعيات الناشطة في المجال، مختلف القطاعات على غرار الشباب والرياضة، التكوين والتعليم المهنيين، السياحة والصناعة التقليدية، وكذا أجهزة دعم التشغيل. وأردفت ذات المسؤولة بالقول أن أسبوع التراث الأمازيغي أضحى محطة لتثمين الموروث الثقافي المادي واللامادي المتعلق بالهوية الأمازيغية واكتشاف التنوع الذي تزخر به الجزائر، خاصة في ظل الإقبال الكبير لمختلف فئات المجتمع على نشاطات ومعارض هذه التظاهرة. من جانبه، ثمّن رئيس جمعية تيفاوين الثقافية، سفيان عراوبية، المشاركة الواسعة لمختلف الهيئات والجمعيات في احياء هذا النشاط الثقافي الذي شهد، حسبه، توافدا لافتا للمواطنين من كل مناطق ولاية الشلف رغم الظروف المناخية الباردة، مما ينم عن وعي لديهم بضرورة المشاركة في إحياء والحفاظ على عادات وتقاليد تمت بصلة لهويتهم وثقافتهم. ويشارك بهذه الفعاليات، استنادا لذات المصدر، جمعيات وفرق من خارج الولاية على غرار الفرقة الموسيقية الأمل من سيدي غيلاس، جمعية الوفاء للتضامن الوطني من تيبازة، والفنان بوعلام بوقاسم من تيزي وزو، هذا فضلا عن جمعيات محلية وشعراء من مختلف أرجاء ولاية الشلف. وتم بالمناسبة تنظيم معرض للأطباق والحلويات التي تحضّر غداة ليلة يناير ، الألبسة والأزياء التقليدية التي ترمز للهوية الأمازيغية، إلى جانب أجنحة لحرفيين في صناعة الحلي والتحف الفنية وكذا مؤسسات مصغرة منشأة في إطار أجهزة دعم التشغيل ومختصة في الصناعات التقليدية. واستحسن عدد من الوافدين تنظيم مثل هذه النشاطات التي تتيح لهم التعرف على عادات وتقاليد بقية مناطق الوطن في الاحتفال بمناسبة يناير ، فيما اعتبر جمال أن مظاهر الاحتفال على اختلافها هي ثراء وتعدد ثقافي لابد من ترسيخه لدى الأجيال القادمة للحفاظ على التراث والهوية الجزائرية الحقّة. بومرداس تحتضن ملتقى الأدب الأمازيغي وببومرداس، تحتضن الولاية يومي 14 و15 جانفي الجاري أشغال الملتقى الوطني الثاني للأدب الأمازيغي حول الشعر الامازيغي: بين التقليدي والحديث ، في إطار إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2969، حسبما أفاد به مدير الثقافة. وأوضح قوديد عبد العالي، على هامش إنطلاق فعاليات إحياء مناسبة يناير ، أن هذه التظاهرة الثقافية والأدبية التي تنظم للسنة الثانية على الوالي بالولاية، تقام بدار الثقافة رشيد ميموني بالتعاون والتنسيق مع مديرية الثقافة والمحافظة السامية للأمازيعية وإتحاد الكتاب الجزائريين. وتتضمن الفعالية، حسب البرنامج المسطر، ندوات متنوعة ومحاضرات ينشطها نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين من مختلف جامعات وولايات الوطن، تعالج رمزية يناير وأبعاده الاجتماعية والثقافية لدى السكان والتعريف بالهوية الأمازيغية للمنطقة، وأهم ما يميزها من عادات وتقاليد وجهود الدولة في إعادة الاعتبار للغة الأمازيغة والتاريخ الأمازيغي في منطقة بومرداس وتاريخ وطقوس ومكانة الأمازيغية في الدستور الجزائري والبيت التقليدي الأمازيغي. وبموازاة ذلك، تساهم الجمعيات الثقافية عبر الولاية بفعالية كبيرة في إحياء هذه التظاهرة من خلال تسطير وتقديم برامج ثقافية وفنية احتفالية ثرية ومتنوعة عبر قرى وبلديات الولاية. ومن بين أهم الجمعيات البارزة بأنشطتها في هذا المجال، جمعية تافات بقرية تيزا ببلدية عمال التي سطرت برنامجا متنوعا يتضمن، حسب رئيسها بولجنات مختار، قافلة حول اللباس التقليدي الأمازيغي ومعارض تبرز الموروث الشعبي التقليدي والصناعة التقليدية والحرفية وسباق عدو ولائي واستعراضات رياضية في الفنون القتالية، إلى جانب عرض وإبراز لعينات من أهم المنتجات الفلاحية الريفية والأطباق التقليدية المحلية ولوحات فنية تشكيلية وعروض موسيقية وقصائد شعرية وتنظيم ندوات ومحاضرات تتناول تاريخ يناير ، بالإضافة إلى تنظيم جولة سياحية بأعالي جبال جراح بغرض الترويج وتشجيع السياحة الجبلية.