24 بلدية مصنفة في الخانة الحمراء 17 ولاية في القائمة السوداء مختصون: غياب خريطة لمخطط المدينة سبب الكارثة مع حلول فصل الشتاء، يتكرر سيناريو انهيارات التربة وحوادث الانجراف عبر ولايات الوطن، ما يهدد المواطنين والسكان بخطر الانجرافات الناتجة عن الأمطار الغزيرة. سقوط جزئي للتربة يرعب سكان المرادية شهد مؤخرا الطريق المؤدي نحو بئر مراد رايس انهيار للتربة من مرتفع، ما تسبب في قطع الطريق الرابط بين المرادية وبئر مراد رايس لساعات طوال، وخاصة أن هذا الأخير وقع في الساعات الأولى للصباح أي وقت الذروة. ومن جهته، فإن الانهيار لم يخلف لا خسائر بشرية ولا مادية سوى تسببه في عرقلة حركة السير. وفي ذات السياق، فقد أثار حالة من الخوف والهلع في أوساط المواطنين ومستعملي الطريق من تكرار الانهيار وتسببه في حوادث للأشخاص ومستعملي الطريق، بحيث يشهد هذا الطريق حركة نشطة للسيارات ومستعملي الطريق بين بئر مراد رايس و المرادية خلال أيام الأسبوع، كما أشار المواطنون، والذين أشاروا أنه لحسن الحظ أن الحادث وقع يوم عطلة الأسبوع أين تخف حركة السير عبر هذا الطريق. ومن جهته، فقد تدخلت المصالح المختصة المتمثلة في السلطات البلدية لإجلاء الأتربة المتراكمة والتي سدت الطريق وأوقفت حركة السير لغاية تخليص الطريق من التربة وتنظيفه منها، ومن جهته فإن الطريق الرابط بين بئر مراد رايس والمرادية معروف بمرتفعاته وهضباته، إذ يتواجد عشرات السكان والعائلات تسكن بمرتفعات ما تهددها بالانهيار في أي لحظة. ومع حلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار بغزارة، فإن الخطورة تزداد على السكان وخاصة أن السيول تجد ضالتها في حال ما إذا كانت الأمطار غزيرة لتتسلل بين المساكن والمنحدرات ما يجعلها تجرف معها التربة نحو الأسفل مهددة بذلك السكان. الإنجراف يهدد سكان الأبيار غير بعيد عن المرادية وبئر مراد رايس، يأتي الدور على بلدية الأبيار المجاورة، والتي لم تسلم من تهديد انهيار التربة وانجرافها، وخاصة بتلك المناطق التي تقع بمنحدر، على سبيل المثال حي الأوراس، والذي أكبر أحياء بلدية الأبيار ويتربع على كثافة سكانية هائلة، أين يتربص انهيار التربة وانجرافها بالسكان وخاصة أن البعض يقع بمنحدرات حادة وأرضيات زلقة غير معبدة ما يضاعف الخطورة عليهم أكثر مع حلول فصل الشتاء وموسم الأمطار، بحيث أن الأمطار الغزيرة تساهم في تبليل الأرضيات وجعلها أكثر هشاشة وطراوة، بحيث طالما واجه السكان صعوبات بالغة أثناء فصل الشتاء، أين يصبح التنقل شبه مستحيلا مع الانزلاق والسيول. ولا يقتصر الأمر على حي الأوراس، ليمتد أحياء مجاورة يقع غالبيتها على شبه هضبات ومرتفعات ما يجعل الأشخاص والعائلات مهددة بالجرف نحو الأسفل وخاصة أن بعض السكنات تقع بهضبات غير مهيأة وغير معبدة، لتبقى بذلك بلدية الأبيار بالعاصمة من بين البلديات المهددة بالانجراف والانهيارات تزامنا وفصل الشتاء، والذي يساهم إلى حد كبير في غلغلة الأتربة. سكان بلديتي بوزريعة وواد قريش في خطر تعرف بلدية بوزريعة بعلوها وارتفاعها، ما جعلها تصنف كمنطقة خطر، وخاصة خلال فصل الشتاء أين تصبح الأرض لزجة وعرضة للانهيار في أي لحظة وخاصة أن الكثير من المجمعات السكنية تتواجد بمنحدرات شبه حادة ما يسمح للأمطار الغزيرة من إيجاد ضالتها للانحدار نحو الأسفل، مع احتمالية جرف المنازل بمن فيها من أشخاص وعائلات. ومع حلول فصل الشتاء، تزداد الخطورة أكثر على سكان بوزريعة وخاصة ممن يقطنون المرتفعات والهضاب، أين تصبح الأرضيات لزجة وزلقة بما يكفيها لجرف السكنات، بالإضافة إلى هذا فإن مياه الأمطار تعبر عبر الممرات التي بين السكنات، محدثة بذلك سيولا جارفة، بحيث تجرف معها كل ما تجده بطريقها ما يهدد السكان بجرفهم نحو الأسفل، بحيث طالما كانت منحدرات بوزريعة عرضة للانهيار والانجراف وخاصة فصل الشتاء أين تشتد الخطورة وتبلغ ذروتها، مهددة بذلك الأشخاص والعائلات. غير بعيد عن بلدية بوزريعة، فبلدية واد قريش تعاني من ذات المشكل المتمثل في الانهيارات وانجرافات التربة باعتبارها منطقة تقع بمنحدر ومرتفعات بما فيها تلك المرتفعات الحادة والتي يصعب بلوغها أين يواجه السكان صعوبات في اجتياز والصعود نحو قمم المرتفعات، وتكمن خطورة هذه المرتفعات خلال فصل الشتاء أين يصبح التنقل عبرها أكثر خطورة مع تبلل الأرضيات وانزلاقها، أين تهدد هذه الأخيرة المنازل وخاصة تلك المنازل الهشة والتي يواجه أصحابها خطر الانهيار والانزلاق نحو الهاوية، بحيث تهدد الأمطار الطوفانية العائلات بجرفهم ومنازلهم نحو الأسفل، أين تزداد الخطورة أكثر مع تساقط الأمطار الغزيرة والتي تصبح تتصبب و تمر عبر المنازل، جارفة معها كل ما يعترض طريقها مهددة بذلك المنازل وخاصة أن غالبتها هش ويمكن للأمطار الطوفانية أن تتسبب في كوارث حقيقية وهو ما يثير رعب السكان، أين يتكرر هاجسهم وتخوفهم من حدوث الكوارث التي قد تأتي على المنازل والأشخاص معا. إنهيار التربة يهدد سكان واد الشفة هذا ولم تدم فرحة سكان البليدة، وتحديدا القاطنين بجوار الجسر الرابط بين الشفة وواد العلايڤ الذي انهار أفريل المنصرم بسبب الأمطار الطوفانية طويلا، فبعد انتظار دام 7 اشهر لاجل ترميمه واعادة صيانته، قامت مجددا المصالح المعنية وعلى راسها مديرية الأشغال العمومية لولاية البليدة والمؤسسة العمومية الإقتصادية SAPTA بمشاركة مصالح الدرك على غلق الطريق الوطني رقم 04 عند جسر وادي الشفة بشكل مؤقت خوفا من انجراف الطريق الإجتناني وحفاظا على سلامة المواطنين، وهذا بسبب كمية الامطار المتهاطلة والتي سمحت بارتفاع منسوب الوادي بشكل كبير. وللتذكير، فقد تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت شهر أفريل المنصرم على ولايات الوسط في انهيار جسر وادي الشفة الذي يقطع طريق واد العلايڤ وموزاية بولاية البليدة، انهيار الجسر تسبب فيه إرتفاع منسوب المياه ما أدى لفيضان الواد دون أن تسجل أية خسائر بشرية، وقد تسبب سقوط الجسر إلى غلق الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين البليدة والمدية. شطيبي: 17 ولاية في القائمة السوداء وفي ظل هذا الواقع الذي بات يهدد العديد من البلديات، سواء على مستوى العاصمة او على المستوى الوطني، أوضح بوعلام شطيبي، المدير العام للمنشآت بوزارة الأشغال العمومية، خلال لقاء صحفي جمعه بوسائل إعلام، أن الوزارة تعمل حاليا على إعداد دراسة شاملة للمناطق الشمالية للوطن، مشيرا في ذات السياق أن هنالك دراسات أثبتت وجود 17 ولاية سوداء مهددة بانزلاق التربة في الجزائر، على غرار ولايات تيزي وزو، ڤالمة، وسوق أهراس وغيرهم، لهذا الأمر تم إعداد دراسة من قبل المخبر الوطني لوضع خريطة خاصة بهذه المناطق التي تحدد المناطق القابلة لانزلاق التربة، وعندما يتم الانتهاء من الدراسة ستوضع في أيادي المتعاملين لإدخال المعطيات في دفتر الأشغال، خاصة التي تشرف على انجاز الطرقات السريعة فنحن ملزمون بتطبيق المعايير الدولية السليمة. بوداود: 424 بلدية في مواجهة خطر الكوارث الطبيعية ومن جهته، أوضح عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين المعماريين، في اتصال ل السياسي ، بأن هناك 424 بلدية مهددة بالانجرافات والفيضانات، منها 24 بلدية صنفت بالقائمة الحمراء وقائمة الخطر، لأنها غير خاضعة للمعايير والمقاييس المعمول بها في مجال ضمان السلامة والبناء. وأشار المتحدث، بأن هذه البلديات مهددة بالفيضانات والانجراف وانهيار التربة والسيول وما إلى غير ذلك من العوامل الطبيعية والتي يمكنها التسبب في الانهيار والانجراف، بحيث أن الخلل وراء هذا هو أن البلديات لا تضع خريطة الفيضانات والكوارث قبل الشروع في إنجاز السكنات، إذ نلاحظ فوضى في البناء أين يركز الكثيرون على البناء فحسب دون وضع خريطة بناء مسبقة والتي تشترط أن تكون بمنطقة غير زراعية ومنطقة غير هشة ومنطقة غير رطبة ذات رمال متحركة غير ثابتة، كما يشترط أن تكون الأرضيات صالحة للبناء ليأتي بعد ذلك منح السلطات البلدية رخصة البناء بعد التأكد من المعايير والأرضيات، وأشار محدثنا بأن هنالك تقنيات ومخطط بناء وملف يدرس قبل الشروع في وضع الحجر الأساس. ومن جهة أخرى، أضاف المتحدث بأن هناك عدة عوامل تساهم في الفيضانات وانجراف التربة على غرار عدم تنظيف البالوعات وتطهيرها قبل فصل الخريف، وكذلك عدم وضع مخطط المدينة من طرف السلطات، وأضاف المتحدث بأن الأشخاص لهم طرف أيضا في تعريض منازلهم لخطر الكوارث الطبيعية على غرار البناء بأماكن زراعية وأراضي غير صالحة للبناء كما في بلدية تسالة المرجة أين يوجد عشرات المنازل مهددة بالانهيار والانجراف بسبب تواجدها بمنطقة زراعية، وكذلك بمنطقة المرجة ببلدية براقي والتي هي غير صالحة تماما للبناء أين تواجهان هاتين المنطقتين خطر الانجراف والانهيار لا محالة. وأضاف المتحدث أيضا، بأن السلطات أيضا تهمل مصالح المواطن أين لا تقوم بزيارات تفقدية لمثل هكذا مناطق والقيام بتحقيقات حول الأراضي وتصنيفها حسب الصالحة للبناء من عدمها.