وزّع أنصار خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيسا لفنزويلا، قانون العفو عن العسكريين لإقناعهم بتأييد انقلابه على السلطات الشرعية، فيما كان الرئيس نيكولاس مادورو يشرف على تدريبات عسكرية. وظهر مادورو على التلفزيون وهو يستعد لقيادة مناورات في قاعدة فورت باراماكاي في شمالي البلاد، وأظهرت الصور دبابات مصطفة وجنودا يطلقون العيارات النارية، فيما كان أنصار رئيس البرلمان المعارض، خوان غوايدو، يوزعون على عناصر القوات المسلحة نصّ مرسوم العفو الذي يعدهم به في حال وقوفهم إلى جانبه والتحاقهم بمعسكره الداعي للإطاحة بالرئيس المنتخب مادورو. وخطب الرئيس الشرعي مادورو أمام العسكريين قبل بدء التدريبات، وقال: كونوا ثابتين في محاربة الانقلاب، أقول ذلك لكلّ القوات المسلحة البوليفارية: وحدة قصوى، انضباط أقصى، تعاون أقصى . وقبيل ذلك، رفض الرئيس الاشتراكي مهلة الدول الأوروبية له ثمانية أيام يتعين عليه خلالها الدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة، وفي حال رفضه القيام بذلك فإن هذه الدول ستعلن اعترافها رسميا بالمعارض غوايدو رئيسا للبلاد. وفي حديث إلى قناة سي إن إن تورك ، أكد مادورو بهذا الصدد: ليس من حق أحد أن يعطينا مهلا. وفنزويلا ليست مرتبطة بأوروبا . وحذرت الولاياتالمتحدة نظام مادورو من القيام بأي عمل ترهيبي أو عنيف بحق المعارضة، أو البعثة الدبلوماسية الأمريكية في كاراكاس، مهددة برد قوي في حال حصول ذلك. من جهته، طالب البابا فرنسيس، اول امس، بحل عادل وسلمي لتجاوز الأزمة مع احترام حقوق الإنسان في فنزويلا. وفي الوقت نفسه، شارك غوايدو بقداس في كاراكاس تكريماً للمعتقلين السياسيين والمعارضين في المنفى، ولراحة نفس 29 شخصاً قتلوا خلال أسبوع من التحركات التي شهدت أيضاً توقيف 350 شخص. انشقاق ملحق عسكري وشجع انشقاق الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن، خوسيه لويس سيلفا، السبت، خوان غوايدو، على الطلب من مناصريه توزيع نسخ، مباشرة وعبر التواصل الاجتماعي، من قانون العفو الذي وعد به الموظفين الحكوميين والعسكريين في حال وقفوا إلى جانبه. ويبدو أن هدف خوان غوايدو هو خرق ولاء الجيش الداعم الرئيسي لمادورو منذ وصوله إلى الحكم في 2013. ويدرك مادورو أهمية هذا الدعم، فقد حذر العسكريين الأحد بالقول: هل أنتم انقلابيون أم تحترمون الدستور؟. لا تكونوا خونة أبداً، بل كونوا أوفياء دوماً! . لكن السلطات الشرعية في كاراكاس لا تزال تحظى بدعم الكثير من البلدان والدول المؤثرة، خصوصا من جانب روسيا التي طالبت بوضع حد لتدخل مشين وغير مخفي في شؤون دولة تتمتع بالسيادة. وتقف أيضاً في صفّها الصين وتركيا وكوبا ونيكاراغوا والمكسيك وفلسطين وسوريا. وأعرب رئيس حزب فرنسا المتمردة (يسار)، جان-لوك ميلانشون، أيضاً، عن أمله بصمود نيكولاس مادورو. وتستمر حكومة مادورو في اتهام واشنطن بالعمل في الخفاء على ما تعتبره انقلاباً. وأعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، إلا أنه يريد الحفاظ على الحدّ الأدنى من العلاقات مع واشنطن والتفاوض معها بشأن فتح مكاتب لرعاية المصالح في البلدين، حسب ما أكد مادورو مع قرب انتهاء مهلة ال72 ساعة التي منحها لطاقم السفارة الأميركية في كاراكاس لمغادرة البلاد. مفاوضات سرية كشف رئيس البرلمان الفنزويلي، المعارض، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا، أن المعارضة تتفاوض سرّا مع الجيش ومسؤولين آخرين لعزل رئيس الدولة الحالي، نيكولاس مادورو، عن السلطة. وقال غوايدو لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: نحن نجري محادثات مع المسؤولين والمدنيين والجيش.. هذا موضوع حساس للغاية ويتعلق بالأمن الشخصي، لذلك فإن هذه المفاوضات تجري في الخفاء وعلى نحو سري كامل . وحث هذا المعارض أنصاره على النزول إلى الشوارع والتظاهر في 30 جانفي والثاني من فيفري. ووفقا له، فإن الهدف من هذه الاحتجاجات هو الكفاح من أجل تلقي المساعدات الإنسانية، والنضال ضد اغتصاب السلطة ودعم الحرية وحقوق الإنسان. بدأت الاحتجاجات في فنزويلا يوم 23 جانفي الجاري. وفور تفجر هذه الاحتجاجات، أعلن غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للدولة. وقد اعترفت الولاياتالمتحدة به رئيسا مؤقتا، وبعد دقائق حذت العديد من البلدان الأخرى في فلكها. ووصف الرئيس الشرعي مادورو غريمه غوايدو بأنه دمية في يد الولاياتالمتحدة. ودعمت روسيا وبعض الدول الأخرى مادورو بصفته الرئيس الشرعي لفنزويلا.