ينتظر أن يعرف السلك الدبلوماسي للبلاد حركة تغيرات هامة، تمس أربع عواصم عالمية من العيار الثقيل ويتعلق الأمر بكل من واشنطن، لندن، جنيف، ومدريد، بعد الحركة الجزئية الفارطة، وحسب ما علم لدى مصادر مطلعة فإن الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية سيعين سفير للجزائر بواشنطن. أكدت مصادر مطلعة ل "السياسي" أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد يستعمل صلاحياته الدستورية في إحداث حركة تغيرات هامة في سلك الدبلوماسي الخارجي للجزائر خلال الأيام القليلة القادمة، حيث ينتظر أن تشمل هذه الحركة الواسعة بعد الجزئية التي تمت في سلك السفراء والقناصلة، خمس عواصم من أوروبا وأمريكا، عمد من خلالها رئيس الجمهورية إلى اللجوء إلى شخصيات ذات حنكة سياسية أثبتت وجودها في المناصب التي تتولها حاليا، وعلى مدار العشر سنوات الفارطة أثبت رئيس الدولة اهتمامه المتنامي بصورة الجزائر الخارجية، وقدرتها على إثبات وجودها ووقوفها إلى جانب القضايا العادلة، لمحو سنوات التسعينات وتحقيق دبلوماسية أقوى وهو ما يفسر من خلال العلاقات الثنائية التي أصبحت تربطها مع عدد هام من دول العالم ومن كل القارات. وينتظر حسب ذات المصدر أن يتم تكليف الأمين العام الحالي لوزارة الشؤون الخارجية سفيرا للجزائر بالولايات المتحدةالأمريكية، وقد جاءت التوقعات بهذا الاختيار من منطلق الدور الكبير الذي لعبه هذا الأخير خاصة في الأزمة التي مست العلاقات الجزائرية المصرية، وهو ما قد يفسر على اعتبار أنه مكافأة للأمين العام لوزارة الخارجية على الجهود الكبيرة التي بذلها في القطاع منذ تعيينه قبل سنوات في العديد من القضايا، فيما لم تورد مصادرنا اسم السفير المتوقع للندن، في حين يتوقع أن يكون ذو تجارب دبلوماسية سابقة بالنظر إلى حساسية العلاقة مع السلطات البريطانية التي لم تفصل حتى الآن في تسليم الفار من العدالة الجزائرية عبد المومن خليفة من عدمه. ويحتمل أن تشمل الحركة الجديدة في سلك السفراء أيضا السيد رشيد معريف، سفير الجزائر بإيطاليا حاليا، الذي يُنتظر تحويله إلى مدريد، ليصبح سفيرا للجزائر بإسبانيا، كما يُرتقب تحويل سفيرة الجزائر بالنمسا حاليا، السيدة فروخي إلى جنيف، لتصبح سفيرة للجزائر بسويسرا التي تعد عاصمة للمال والأعمال في العالم. ويرى المتتبعون في هذه الحركة الجديدة مؤشرا حقيقيا على رغبة بوتفليقة في بعث العلاقات وتطويرها مع أبرز بلدان العالم.