لم يمل الملك المغربي من إطلاق تصريحات معادية، وخطابات جريحة اتجاه الجزائر، حيث يواصل في عزف نفس الأسطوانة السياسية الرديئة التي اعتاد عليها منذ أمد طويل في الذكرى ال53 سنة لما يسمى ب''المسيرة الخضراء''، بزعمه أن الجزائر هي من تقف في طريق حل القضية الصحراوية، في الوقت سئم فيه المجتمع الدولي بصفة عامة من هذه التصريحات الجوفاء، والمجتمع المغربي بصفة خاصة جراء سياسة الهروب من طرف الملك المغربي إلى الأمام اتجاه قضاياه الداخلية المصيرية التي يتخبط فيها كالفقر والجوع والأمراض، ومحاولة نظام المخزن تغطية عجزه في الاستجابة لانشغالاته بخلق عدو خارجي وهمي متمثل في البلد الجار الشقيق الجزائر لصده عن الاهتمام بقضاياه المحلية· وتأتي تصريحات الملك المغربي بعد أيام من زيارة المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس إلى المنطقة، حيث يحاول التشويش عن النتائج التي خرج بها المبعوث الأممي، الذي لمس الإرادة القوية للشعب الصحراوي في الاستقلال عن الاحتلال المغربي لأراضيه، ورغبته الجامحة في العيش في وطنه بسلام، بعيدا عن الانتهاكات المغربية التي طال أمدها· وكعادته لم يجد الملك المغربي الذي يمارس أعتى أنواع الانتهاكات الإنسانية في حق الشعب الصحراوي المسالم الذي يطالب بحقه الطبيعي في إجراء استفتاء لتقرير المصير، والذي يناضل بطرقه السلمية أمام أعين المجتمع الدولي والأممالمتحدة لم يجد من وسيلة للتخفي عن هذه الانتهاكات والخروقات الصارخة سوى مد يده إلى ما لا يعنيه، وإطالة لسانه للاعتداء بألفاظ جارحة على الجزائر التي تطالب أمام الملأ بتسوية عادلة تحت قبعة الأممالمتحدة للقضية الشعب الصحراوي الشقيق· ولا يزال المغرب يمارس سياسة تعليق فشله في إعطاء حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره على شماعة الجزائر، بل هكذا ديدنه في كل المناسبات سواء المحلية أو الدولية، ولم تخلوا حتى خرجاته الميدانية لتفقد أوضاع الشعب المغربي الشقيق من ذكر الجزائر، حتى تملكه اليأس من هذه التصريحات الجوفاء التي لم يعد حتى محمد السادس نفسه يؤمن بها، بل بات ينتظر يوما يخرج المكل المغربي بتصريحات قد تخرج الشعب المغربي من عقله يدعي أن الجزائر هي من تقف حاجزا ضد إنجاز أي مشروع من المشاريع المحلية· وإن كانت الجزائر قد أوضحت ووضعت النقاط على الأحرف بما لا يدع أي مجال للشك فيما يتعلق برؤيتها لعلاقاتها مع المغرب، على لسان المسؤول الأول عن شؤون الخارجية الجزائرية مراد مدلسي، حيث قال أن بعض القضايا العالقة مع المغرب لا تحل عن طريق والتصريحات والخطابات، ولا البهرجة في وسائل الإعلام، وإنما تحل عن طريق تحلي المغرب بإرادة سياسية جادة، تخلصه من التعنت وتمكنه من الجلوس إلى طاولة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها، لدراسة الأسباب والوسائل المتاحة للخروج بحلول تمكن شعوب المنطقة للتطلع إلى غد أفضل لا يكون فيها لا ظالما ولا مظلوما· ولم يفهم المراقبون لماذا تحشر المملكة المغربية دائما الجزائر في قضاياها الداخلية والخارجية؟، ولماذا تعلق مشاكلها وإخفاقاتها في مشجب الجزائر، حتى باتت كل مشكل يحدث في المغرب إلا واتهمت الجزائر بذلك، وقال حقوقيون أن هذا التبرير بات الحل السهل للمغرب للتنصل من مسؤولياته الخارجية، ووسيلة لإلهاء الجماهير عن المشكل الحقيقي في القضايا التي تهم المغرب والمنطقة، ولاحظ المراقبون أن كل المسؤولين المغاربة من أبسط مسؤول في البلديات إلى المسؤول الأول محمد السادس أن خطاباتهم لا تخلوا من كلمة الجزائر، سواء كان ذلك بمناسبة أو بغير مناسبة، ولا يستغرب إن خرج ذات يوم مسؤولون مغاربة يقولن بأن الجزائر هي المسؤولة عن الجفاف الذي تعيشه المملكة، أو أنها هي المسؤولة عن الفيضانات التي تجتاح أهالي المغرب، في وقت لم يسمع المراقبون أي مسؤول جزائري يتكلم عن المغرب في أي مجال كان، إلا المسؤول الأول عن الخارجية الجزائرية حسب ما هو متعامل به في العلاقات الدولية وهو وزير الخارجية مراد مدلسي·