يعيش حزب التجمع الوطني الديمقراطي أزمة داخلية غير مسبوقة بفعل تداعيات الحراك الشعبي و التصريحات الأخيرة الخطيرة التي أدلت بها قيادة الحزب الذي يعتبر القوة السياسية الثانية في البلاد،هذه الااخيرة تسببت في حدوث نزيف حاد للمناضلين و احتجاجات عارمة في عديد المكاتب الولائية للحزب،يحدث هذا في وقت تجددت فيه مساعي عزل الأمين العام احمد اويحيى . و في السياق قام منتخبون وإطارات ومناضلون في التجمع الوطني الديمقراطي بتنظيم وقفة احتجاجية وغلق المقر الولائي للحزب في باتنة، "من أجل التغيير وتحرير الحزب من دكتاتورية أحمد أويحيى المنقوص الشرعية والذي أبعد الحزب عن مبادئه السامية التي أنشئ من أجلها" بحسب ما جاء في بيان المكتب الولائي للارندي أمس. وطالب المحتجون "باستقالة أويحيى فورا وإعادة الحزب إلى مساره وأهدافه التي أنشئ من أجلها"، داعين المناضلين الذي غادروا الحزب إلى العودة إلى أحضانه ذاكرين بالاسم مصطفى ماحي. وتهدف هذه الحركة الاحتجاجية بحسب البيان إلى "مساندة الحراك الشعبي السلمي الذي تعيشه الجزائر عامة وولايتنا خاصة، لبلوغ التغيير السلمي مع المحافظة على النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة". واعتبر المحتجون أن ما يعيشه الارندي من تراجع وانكماش واستقالات بالجملة لمناضليه هو بسبب "الممارسات غير المسؤولة لأحمد أويحيى من إقصاء وتهميش للكفاءات والإطارات المخلصة وكذلك استعمال احمد أويحيى الحزب مطية لتحقيق مصالحه الشخصية ولحاشيته ". كما وجه المحتجون تهما لأويحيى منها "إدخال المال الفاسد للحزب، والسماح بتوغل الفاسدين والمفسدين داخل الحزب". بالمقابل قدم المئات من المناضلين في حزب التجمع الوطني الديمقراطي استقالة جماعية؛ رفضا لسياسات الحزب، ودعما للحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام. وقال المستقيلون، في بيان إنه نظرا للحراك الحاصل بالساحة السياسية وللتصريح الأخير لقيادة الارندي والمتنافي لمبادئ العمل السياسي وأخلاقياته، قررنا تقديم استقالتنا من الحزب متضامنين مع صوت الشعب الجزائري . وأرجع البيان، المرفق بتوقيعات المستقيلين، أسباب الاستقالة الجماعية إلى أنها جاءت كنتيجة طبيعية بعد المستجدات السياسية الأخيرة على الساحة السياسية وكاختيار في صف المواطن والتوجه الوطني . من جهة اخرى تجددت مساعي خصوم القيادة الحالية للارندي لعزل اويحيى ، حيث طالب القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي)، بلقاسم ملاح، بعقد مؤتمر استثنائي للحزب من أجل عزل الأمين العام الحالي أحمد أويحيى. وقال ملاح في تصريحات اعلامية يجب على أويحيى أن يرحل من قيادة حزب الأرندي واتهمه ب عدم الوفاء للرئيس عبد العزيز بوتفليقة . ووجه المصدر ذاته انتقادات شديدة اللهجة للوزير الاول الاسبق على خلفية التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الناطق الرسمي لحزب الأرندي، صديق شهاب. إلى ذلك فند التجمع الوطني الديمقراطي الأخبار التي أوردتها بعض المصادر الإعلامية حول ما تعلق باستقالة الأمين العام للحزب أحمد أويحيى، وقال الأرندي في بيان رسمي نشره على صفحته في الفيسبوك لقد فاجئتنا قناة تلفزيونية وطنية خاصة، تدّعي تحري مصداقية المعلومة، بنقل إشاعة مغرضة مفادها تأهب أحمد أويحيى لتقديم استقالته من على رأس التجمع الوطني الديمقراطي. وعليه، يكذّب التجمع الوطني الديمقراطي تكذيبا قاطعا صحة هذه المعلومة ويؤكد أن أحمد أويحيى مستمر في أداء مهمته التي انتخب لها بالأغلبية المطلقة عن طريق الاقتراع السري من طرف المؤتمر الخامس.