شهد اللقاء التشاوري حول انشاء هيئة وطنية مستقلة مكلفة بالتحضير والتنظيم للرئاسيات القادمة، الذي دعت إليه رئاسة الجمهورية، مشاركة محتشمة للأحزاب السياسية، في وقت لم يستبعد المعهد الاستراتيجي للدراسات الشاملة، التابع لرئاسة الجمهورية، تأجيل الرئاسيات لعدة أسابيع إذا تطلب الأمر. وقالت نادية قيراط، نيابة عن المدير العام للمعهد الاستراتيجي للدراسات الشاملة، التابع لرئاسة الجمهورية، إن اللقاء التشاوري الأول الذي نظمته رئاسة الجمهورية مع الأحزاب والشخصيات وفعاليات المجتمع المدني، خلص إلى التمسك بالمسار الدستوري والانتخابي والإسراع في إجراء الرئاسيات، مع إمكانية تأجيها لعدة أسابيع إن اقتضى الامر ذلك. ورافعت قيراط لمرافقة المسار الدستوري الانتخابي بآليات الضمان، ومنها استمرار الحراك الشعبي بسلمية وتحضر وتأطيره، ورفضه للاستغلال الحزبي والتدخل الأجنبي ومرافقة الجيش الوطني الشعبي للمسار الدستوري الانتخابي باعتباره ذي انتماء نوفمبري وذي طابع جمهوري، لاسيما في ظل تعهده بتحقيق كامل المطالب المشروعة للحراك الشعبي بشكل تدريجي ودستوري مع تفادي المطالب التعجيزية، وفي اطار تعزيز الرابطة جيش-أمة ، كما شددت ممثلة المعهد الاستراتيجي للدراسات الشاملة على ضرورة تفادي الخيارات البديلة التي تخرج عن الدستور وتدخل البلاد في مرحلة انتقالية غير محددة زمنيا وبقيادة غير شرعية وغير مفوضة شعبيا وببرنامج انتقالي غير محدد يفتح الباب للصراعات والخلافات أيديولوجية وفئوية وجهوية. من جهته، أكد الأمين العام لرئاسة الجمهورية، حبة العقبي، على أهمية العمل التشاوري والجماعي في كل ما يتعلق بالقضايا الوطنية التي تحدد مستقبل البلاد، بما في ذلك انشاء هيئة وطنية للتحضير ومراقبة الانتخابات الرئاسية القادمة. وقال حبة العقبي، أن المشاركين ناقشوا بكل حرية واتفقوا على ضرورة انشاء هذه الهيئة الجامعة، مؤكدا على أهمية العمل التشاوري الجماعي في كل القضايا الوطنية والمسائل التي تحدد مستقبل البلاد بما في ذلك انشاء هذه الهيئة التي تفي بمطلب شعبنا في مجال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة. وبعد ان أبرز ان خلاصة هذه الندوة سترفع الى رئيس الدولة، أوضح أن تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة تؤدي الى بناء نظام سياسي جديد يستجيب لمختلف التطلعات المعبر عنها. وذكر نفس المسؤول، ان رئيس الدولة عبد القادر بن صالح سيواصل المشاورات مع الطبقة السياسية والشخصيات بصفة يومية، مبرزا أن لقاء الامس هو مكمل للمشاورات التي يجريها رئيس الدولة ولم يطرح فيه المشاركون مسألة تأجيل الانتخابات الرئاسية القادمة، غير أنه، يضيف العقبي، يحق للطبقة السياسية والأحزاب المشاركة في الرئاسيات طرح اهتماماتها. وفي رده عن سؤال ان كانت رئاسة الجمهورية ستتحاور مع ممثلي الحراك الشعبي، رد قائلا: الحوار سيكون مع كافة الأطراف التي تقبل به . أما الياس بوكراع، المدير العام للمعهد الاستراتيجي للدراسات الشاملة، فقال إن مراقبة الانتخابات من طرف الادارة أثبتت عدم فعاليتها إضافة إلى التشكيك في نتائجها، مرافعا لهذه الهيئة المستقلة والتي تتمتع بصلاحيات واسعة مع الحفاظ على ومرافقته بإجراءات لطمأنة الرأي العام وإعادة الثقة بين السلطة والشعب. وشدد المشاركون على ضرورة تعيين التشكيلة القيادية للجنة حسب معايير الكفاءة والسيرة والانضباط، الى جانب تعيين القضاة الأعضاء فيها من طرف المجالس القضائية وليس من طرف السلطة الوصية، وكذا مرافقتها للعملية الانتخابية من بدايتها الى نهايتها والاعلان عن النتائج. كما دعا المشاركون في هذا اللقاء الى تمكين هذه الهيئة من طلب تسخير القوة العمومية بصفة فورية في حال حدوث تجاوزات أثناء الاقتراع، واستغلال التكنولوجيات الحديثة وتمكين الإعلاميين من ممارسة مهامهم بشفافية واحترافية. وخلص الاجتماع أيضا الى ضرورة تقليص عدد استمارات الترشح للرئاسيات بهدف إضفاء جو من الشفافية وإعطاء فرص للراغبين في الترشح.