6 عائلات تقتسم بناية هشة وتعيش أوضاعا مأساوية قاطنو الحي: " خطر الانهيار يتربص بنا في أية لحظة" تشبه دار"لالة عيني" وكأن الزمن عاد إلى الوراء ليجسد لنا نمط عيش عائلات جزائرية خلال عقود خلت، لكن الزمن أبى إلا أن يبقي على أساليب عيش قد إندثرت في غالب الأحيان، لكنها لازالت متواجدة بدليل تواجدها في هذا الحي العتيق، وأحوال قاطني هذا الحي التي وقفت عليها "السياسي"، تجبرنا على القول أن الصورة أبلغ في التعبير عن ألف كلمة، وقد اكتفينا بإظهار بعض الصور التي تمثل عينة لجانب من جوانب المعاناة اليومية لهؤلاء. ناشد سكان الحي وعلى رأسهم زواني محمد ،قحقاح عبد العزيز، العمري نورالدين، بركة ربيعة، جوراني قويدر، بونوة نورالدين الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للحراش، من أجل تسوية وضعيتهم وترحيلهم إلى سكنات إجتماعية لائقة، خصوصا وأن خطر الإنهيار يهددهم بين الحين والآخرجراء البنايات الهشة التي يعود تشييدها إلى الحقبة الإستعمارية، المواطن يواجه خطر إنهيار المبنى من خلال تواجنا بالمكان أدركنا حجم المعاناة اليومية التي يتكبدها جل قاطني هذا الحي، فالبناية بأكملها تكاد تنهارفي أية لحظة جراء التشققات والتصدعات التي تشكل كل ركن بها، وأول مالفت إنتباهنا وضعية السلالم التي تعاني الأمرين فبغض النظرعن الضيق الذي تنفرد به فهي لاتكاد تسمح بمرورشخص واحد هي أيضا تعاني من خطرالإنهيارخاصة الجهة الخلفية منها التي تكشف عن النوعية الرديئة للبناء، إلى جانب وضعية السقف الذي يحتوي على قسم كبيرمن التشققات التي تمتد إلى الجدران، وقد كشف السكان في هذا الصدد عن معاناتهم اليومية خلال الأيام الماطرة فعلى حد تعبيرإحدى سيدات الحي أنهن يلجئن إلى تغليف سطح الغرفة بالبلاسيك للتقليل من نسبة المياه المتسربة إلى الغرف، وتغطية الأبناء بالبلاستيك أيضا لضمان عدم تبللهم هم أيضا، وقد طالبت العائلات القاطنة بالحي من خلال" السياسي" المسؤولين المحليين بضرورة ترحيلهم العاجل إلى سكنات إجتماعية لائقة والتي طالما تلقوا وعودا بشأنها لم تجسد على أرض الواقع لحد اللحظة. "الربو والحساسية".. أمراض تفتك بالسكان وما زاد الطينة بلّة، تلك الأمراض المزمنة التي صاحبت جل أفراد الأسرهناك على غرار الربو، الحساسية، الروماتيزم إضافة إلى الأمراض الموسمية، كالإنفلونزة مثلا خصوصا وأن البيت بأكمله يتمتع بنسبة جد عالية من الرطوبة مما يضاعف من إمكانية الإصابة بالأمراض خاصة لدى الأطفال على إعتبار هشاشة بنيتهم، كما أن بعض العائلات أرتنا مختلف الشهادات الطبية التي تثبت إصابة أطفالها بأمراض مزمنة وهو ماأنهك جيوب العائلات هناك ،وقد أفصحت إحدى السيدات أن إبنتها تدرس في المطبخ في عز برودة فصل الشتاء مما يجعل الإبنة وهي تدرس ترتدي معطف وتحتمي بغطاء شتوي، من شدة برودة الطقس في سائر الأيام . العائلات مستأجرة عند الغير ما يثير الدهشة أن خمسة من العائلات القاطنة بالبناية، هي ليست المالك الفعلي لها على إعتبار أنهم يدفعون إيجار الكراء منذ وطأتهم المبنى للمرة الأولى، والأغرب من كل ذلك أن كل عائلة تحوز على غرفة صغيرة إلى جانب شبه مطبخ هو مزدوج الإستعمال مادام يستخدم مطبخا وحماما، حيث دخلنا كل غرف السكان من بينها غرفة زواني محمد التي يبلغ طولها في حدود مترين وثمانين سنتمتر أما عرضها فيبلغ متر وثمانين سنتمتر لتضم شبه الغرفة هذه ستة أفراد بأكملهم، وفي الجانب ذاته أكد لنا قاطني الحي أن أقربائهم يمتنعون عن زيارتهم بسسب الضيق، وإن حدث وأتى ضيوف لهذه العائلات فإن الأطفال سيقبعون خارجا وجل الفترات اليومية يقضيها هؤلاء الأطفال خارجا، كما أن الشباب الذين هم في عمرالزواج سحبوا الفكرة جراء أزمة السكن التي يعيشونها. مرحاض واحد لستة عائلات معاناة قاطني هذه البناية لاتنتهي عند هذا الحد بل تجاوزت كل ذلك عندما إكتشفنا أن كل القاطنين يتشاركون في مرحاض واحد، رغم أن العائلات المتواجدة بالمبنى هي غريبة عن بعضها البعض إلى جانب أن الغرف تقع الواحدة بجنب الأخرى وكأنها غرف عائلة واحدة دون الحديث عن عدد الأفراد الذي تضمه العائلة الواحدة، غسيل وأشغال منزلية أخرى تحت المظلة أيامهم متشابهة وكأنها صورة طبق الأصل عن سابقاتها، فمع مطلع كل يوم تلتقي نسوة المبنى في البهو على ضيقه وذلك لممارسة مختلف الأشغال المنزلية وعلى رأسها الغسيل، حيث أنهم يقومون بالأشغال المنزلية تحت المظلة وكأنهم خارج المنزل وليس بداخله، في شكل حياة بدائية تبعد عن العصر الحالي بزمن غابرتعدى الحدود الزمانية والمكانية للمنطقة، كشف السكان أنهم يتحملون يوميا مشاق تعبئة الدلاء وحملها من الأسفل إلى أعلى بما أن جل مطابخ السكان لاتحتوي على المياه في الحنفيات، خاصة وأن المياه تعد عنصر ضروري للطبخ، الشرب، الغسل ..مما يجبرهم على النزول إلى البهو لقضاء إحتياجاتهم من المياه وحملها إلى المطابخ. "الجرذان" .. خطرآخر يهدد السكان إستاء السكان إزاء الوضعية المزرية التي يعيشونها يوميا جنبا إلى جنب مع الجرذان داخل جل المبنى وهو مايضاعف خطر إصابة هؤلاء بأحد الأمراض، أو عضات جرذان ربما وفي الجانب ذاته تحدثت بعض النسوة على تجاربهن في إصطياد الجرذان قصد حماية وتأمين أبنائهم . زلزال عند كل مرور للقطار أوشاحنات السلع أبدى ساكنو هذا الحي إستياءهم الشديد من حالة الهلع التي يحدثها مرور القطار وكذا شاحنات نقل السلع خاصة وأن مصنع الورق بجوارهم، فعلى حد تعبير السكان أنهم يعيشون تجربة زلازل عند كل مرورللقطار الذي تبعد سكته عنهم سوى ببضع أمتار إلى جانب مصنع الورق الذي يقع بجوارهم هو أيضا حيث تهتز البناية بأكملها عند كل مرور. البناية صنّفت بعد الزلزال خطر درجة خامسة نظرا لزلزال 21ماي 2003 والذي خلف العديد من الأضرار، ونظرا للأخطار المحدقة بالسكن المذكورنتيجة تصدعه بعد معاينته من طرف المصالح المعنية بما فيها مكتب المراقبة التقنية للبناء، وحفاظا على أمن وسلامة الأشخاص والممتلكات وبما أن مركزالإستقبال المؤقت لايتسع لخيم إضافية رخص لهم مؤقتا رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوروبة تنصيب خيمة بمحاذاة المسكن المتضررإلى غاية زوال الخطر، مشيرا أن الخيمة تابعة إداريا لمركز الإستقبال المؤقت وأن هذه الخيمة لايمكن إعارتها أوإستغلالها لأغراض أخرى أو التنازل عنها ولايمكن لأي شخص أوعائلة الإنضمام إليها في أية حال من الأحوال، لكن السكان أكدوا ل" السياسي" أن بنايتهم كانت مصنفة خطر درجة خامسة بعد الزلزال مباشرة، والمصالح المعنية أقرت وجوب مغادرة الكل للمبنى والرحيل إلى خيم مؤقتة، لكن بعد فترة إنقلبت الموازين وصنفت البناية إلى خطر درجة ثالثة الذي يقتضي بترميم البناية وليس تهديمها. ctc زيارات اللجان توالت لكن؟ أكد لنا سكان الحي أن زيارات اللجان توالت إلى مقر سكناهم كما أن جل المصالح التقنية أجمعت على قدم وهشاشة البناية بأكملها إضافة إلى حالة الأسقف والجدران المتشققة التي بإمكانها الإنهيار في أية لحظة بفعل عوامل طبيعية مثلا، السلطات المحلية .. وعود بدون تنفيذ أفصح السكان أنهم سئموا من الوعود التي طالما تلقوها بشأن ترحيلهم إلى سكنات إجتماعية بين الحين والآخر لكنها ظلت مجرد وعود بددت آمالهم مع كل توزيع للسكنات، من جهتنا حاولنا الإتصال برئيس بلدية بوروبة زهير معتوق لطرح إنشغالات مواطني هذا الحي وذلك لإعطاء تفسيرات تتعلق بهذه الوضعية، لكن كانت دون جدوى؟