في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة المصحوب أحيانا بكثرة الرطوبة، يلجأ الكثير من المواطنين للاستعمال المفرط للمكيفات الهوائية لتلطيف الجو داخل الغرف ومقرات العمل وحتى السيارات، وسط مخاطر تسببها هذه الأجهزة. ويرى في هذا الصدد بعض المواطنين، أن مخاطر المكيفات معلومة ولكن لامناص من استعمالها وهذا وفق ما يتم ضبطه على درجات حرارة معقولة. ويضيف هؤلاء، أن الجلوس لساعات طويلة أمام المكيفات الهوائية وضبطها على درجات تقل عن ال25 درجة أمر تصحبه العديد من التأثيرات الجانبية. ويرى في هذا الصدد الطبيب محمد بيصاف، أن الإكثار من استعمال المكيفات يؤدي إلى مضاعفات تصيب الجهاز التنفسي ويجب ألا يكون الفارق بين درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه أكثر من 10 درجات، فخروج الشخص من المكان البارد إلى الساخن او العكس يؤدي الى الإصابة بالصدمة الحرارية التي تؤثر على القلب. ومهما ارتفعت درجات الحرارة، ينبغي على المواطنين استعمال المكيفات الهوائية بعقلانية لأنها قد تتحول من نعمة إلى نقمة. دراسة علمية تؤكد خطورة المكيف الهوائي وفي ذات السياق، اكدت دراسة علمية حديثة أن التعرض المباشر لأجهزة تكييف الهواء يؤدي إلى أضرار صحية كبيرة، خصوصا على الجهازين العصبي والتنفسي، كما أنها تتسبب في أمراض العيون والمفاصل. وأثبتت الدراسة العلمية التي نشرتها مجلة توب سانتي ، أن التعرض المباشر لأجهزة التكييف لساعات طويلة يسبب أمراضا مختلفة في العيون والمفاصل والجهاز التنفسي، مشيرة إلى أن الهواء البارد الذي يحمل معه الرطوبة يؤدي بدوره إلى حدوث التهابات رئوية وخصوصا لمن يعانون من أمراض رئوية سابقة ومرضى الربو، كما تظهر الأبحاث أن البرودة الناجمة عن المكيفات تؤدي إلى ضيق في القصبات الهوائية سواء كان المتعرض لها نائما أو مستيقظا وأن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يؤدي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي، خاصة في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة. وأكدت الدراسة ذاتها، أن بعض أنواع الجراثيم المسببة لأمراض الجهاز التنفسي تنشط في درجات الحرارة المنخفضة التي توفرها أجهزة التكييف. وأوضح العلماء، أن التعرض المباشر لهواء المكيفات يؤدي إلى تبخر الدموع وتزداد هذه المشكلة في فصل الصيف حتى دون استخدام مكيفات، علما أن أضرار المكيفات على العين تتلخص في تسببها بأحداث حكة وشعور بوجود جسم غريب بها، كما أكدوا أن أكثر الأجزاء عرضة للتأثر بهواء المكيفات الباردة أو الساخنة هي الرقبة والظهر وذلك لغياب الطبقة الدهنية السميكة التي تحمي العضلة فيهما.