نزل المئات من الطلبة الجامعيين، مجددا، إلى الشارع، في مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة، جددوا فيها دعمهم لمطالب الحراك الشعبي الداعية إلى التغيير الجذري والدعوة إلى رحيل جميع رموز النظام السابق. وما مميز الحراك الطلابي السادس والعشرين هو انضمام عدد كبير من المواطنين لمسيرة الطلبة. وجاء انضمام المواطنين بعد التهديدات العديدة من قبلهم والتي كانت تدعو إلى مرافقة الطلبة في حراكهم ال26. و تجمع الطلبة رفقة المواطنين للمرة الأولى منذ بداية الحراك الطلابي بساحة الشهداء التي أضحت المحطة الأولى لانطلاق المسيرة بعد غلق سلالم البريد المركزي من أشهر، حيث جاب المتظاهرون مختلف شوارع العاصمة المؤدية إلى البريد المركزي، ومرورا بساحة بور سعيد، مجددين من خلال مسيرتهم ال 26 تمسكهم بمساندة مطالب الحراك الشعبي الرافضة لبقايا المظلم السابق والهادفة إلى إحداث تغيير جذري ومحاربة رموز الفساد. وردد الطلبة المتظاهرون العديد من الشعارات التي ترفض بقايا النظام السابق وتدعوهم للرحيل، خاصة الوجوه المحسوبة على النظام السابق، حيث دوت شوارع العاصمة بهتافات تمثلت في السيادة للشعب و جزائر حرة ديمقراطية و الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع ، كما هتف الطلبة مطولا ضد العصابة بقولهم يا للعار العصابة تدعوا للحوار ، يا حنا يا نتوما و مراناش حابسين ، مؤكدين أيضا على مواصلة تنظيم مسيرتهم الأسبوعية إلى غاية تحقيق مطالب الحراك الشعبي. كما عكست اللافتات التي حملها الطلبة الرفض القاطع لأي حوار يتم مع أشخاص محسوبين على النظام السابق الموسوم بالفساد ونهب المال العام، مشددين على ضرورة استبعاد كل من له علاقة بالفساد والفاسدين، والدعوة إلى ضرورة إشراك كل الشرفاء والنزهاء في الإدلاء بمقترحاتها في هذه المرحلة الحساسة من أجل وضع أسس بناء حقيقية لجزائر التي لطالما حلم بها الجميع. وجدد الطلبة تمسكهم بضرورة مواصلة محاسبة الفاسدين وناهبي المال العام، مع التشديد على ضرورة استرجاع أموال الشعب لتمكين الجميع من استعادة ثقتهم في وطنهم، مشيدين في ذات السياق بدور العدالة في محاسبة المتورطين في قضايا فساد. وعلى الرغم من مساعي لجنة الحوار والوساطة في وضع أرضية جامعة يتلاقى فيها الجميع من أجل تحديد موعد انتخابي قادم تكون فيه الحرية للشعب في اختيار الرئيس الذي يرونه قادراً على قيادة دولة بحجم الجزائر وإعادة بنائها وترميمها جراء العطب الذي مسها بسبب من أصبح يطلق عليهم بمسمى العصابة ، إلا أن الطلبة الجامعيين على ما يبدو لا يثقون في لجنة كريم يونس، ويرفضونها رفضا قاطعا، بدليل ما حصل خلال اجتماع لجنة الحوار والوساطة خلال اليومين الفارطين، أين قام مجموعة من الطلبة من حركة شباب راج باقتحام الاجتماع. وما يحسب للطلبة في حراكهم هو صمودهم وتجندهم على الرغم من حرارة الطقس والعطلة الصيفية التي لم يتبقى منها إلا أيام قلائل، هذا كله من أجل المساهمة في بناء وطن جديد ووطن العدالة والمساواة، حسبهم.