أفاد مصدر مسؤول من داخل وزارة السياحة ل»السياسي« بأن وزير القطاع قد أمضى على إعتماد لأكثر من 400 وكالة سياحية جديدة إستعدادًا للدخول في الموسم السياحي الشتوي الذي يشهد توافد وإنزالاً مكثفا لسواح الأجانب الذين يفضلون الوجهة الجزائرية خصوصًا الصحراء الكبرى، وأوضح ذات المصدر أن اللجنة الوطنية المكلفة باعتماد وكالات السياحة والسفر قد وافقت على طلبات الترخيص بعد أن تأكدت من الإلتزام بشروط العمل داخل المجال السياحي الوطني خاصة في بعده اللوجستيكية والمعنوية. وأكد الإطار بوزارة السياحة أن غالبية الوكالات الجديدة المرخص لها قد فضلت النشاط على الوجهة الصحراوية بما أن هذه الفترة تعد فرصة سانحة ومناسبة لها لإثبات تواجدها وترسيخ أقدامها داخل الميدان السياحي بما يسمح لها من إفتكاك الإعتماد الرسمي والنهائي حسب قول مصدرنا الذي كشف أن هناك وكالات سياحية شهدت العزوف عن العمل على الساحة المغاربية والعربية وذلك بسبب الإضطربات التي يعيشها العالم العربي في الآونة الأخيرة، وهو ما يشكل اليوم فرصة للوكالات السياحية الجزائرية لتعزيز السياحة الداخلية للبلاد. وأعلن ذات المتحدث أن وزارة السياحة قررت إعادة فتح الخطين السياحيين اللذين يربطان كلا من تمنراست والاسكرام وكذا تمنراست والأهقار، وذلك بعد غلق إستمر قرابة سنتين بسبب حادثة اختطاف سياح على الحدود مع دولة المالي من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة وذلك بعد أن تمت عملية تأمين شاملة للمنطقة التي تعتبر قبلة السياح الأوروبين بالخصوص في هذا التوقيت بالذات الذي يصادف أعياد الميلاد واشتداد فصل الشتاء والبرد في القارة العجوز، حيث تشهد الجزائر إقبالا كبيرا من طرف الألمان والفرنسيين والنمساوين والإيطاليين للإستمتاع بعذرية الطبيعة والمناظر الخلابة وكذا بمناخها المعتدل. وأشار نفس المسؤول بأن وزارة السياحة في تنسيق دائم ومستمر مع مصالح الأمن الجزائرية من أجل تأمين المسلكين المذكورين سالفا عن طريق مسح شامل وكامل للمنطقة وكذا مرافقة ضيوف الجزائر في تنقلاتهم. وللتذكير فإنه تم غلق المسلكين عقب حدوث حالات إختطاف لسياح أجانب بعد رحلات سياحية عبر الاسكرام والهقار والتاسيلي وتهريبهم نحو الحدود الجنوبية للجزائر وطلب فديات من حكوماتهم الأصلية وهو ما أدى بالسلطات العمومية الجزائرية بغلق هذه المسالك السياحية بشكل مؤقت أمام السياح الأجانب. والجدير بالاشارة فإن دخول 400 وكالة سياحية للخدمة داخل قطاع السياحة الجزائرية يجعل عدد وكالات السفر يرتفع إسلى أكثر من 1500 مؤسسة ناشطة في هذا الميدان، إلا أن المتتبعين للصناعة السياحية في بلادنا يرون أن هذا العدد يبقى قليلا ومتواضعا قياسًا بقدرات وشساعة ومقدرات الجزائر السياحية، مما يتطلب تحفيزات من طرف الدائرة الوزارية لاسماعيل ميمون للراغبين في اقتحام هذا المجال الحيوي للخزينة العمومية الذي يعود عليها بفوائد مالية جد كبيرة، كما سيسمح هذا القطاع في خلق مناصب شغل داخل أوساط الشباب البطال خاصة أصحاب التخصصات وخريجي الجامعات والمعاهد الوطنية. وعليه فإن إقدام وزارة السياحة على منح تراخيص لنشاط تلك الوكالات السياحية يدخل أيضا في إطار ميكانيزمات خلق ديناميكية لتدعيم القطاع السياحي بالأيادي العاملة الشبانية التي تصبوا لمغادرة شبح البطالة بحيث من المتوقع أن تخلق هذه الوكالات السياحية الجديدة حوالي أكثر من 1000 منصب شغل لصالح الشباب.