منحت، مؤخرا، اللجنة الوطنية المكلفة باعتماد وكالات السياحة والسفر، الضوء الأخضر لأزيد من 400 وكالة سياحية عبر كامل التراب الوطني للشروع في العمل، في انتظار منحها الاعتمادات النهائية في أقرب الآجال، وتنشط أغلب هذه الوكالات في مناطق الجنوب الكبير، حيث تنتظرها مهمة كبيرة خاصة مع دخول الموسم السياحي الشتوي والذي يتزامن وإعادة فتح بعض المسالك السياحية الصحراوية الهامة بدءا من نهار اليوم.. ومع اقتحام هذه الوكالات الحقل السياحي يرتفع عدد الوكالات الناشطة إلى أزيد من 1500 وكالة سياحية وهو رقم لا يزال بعيدا عن تلبية وتغطية السوق السياحية ببلادنا. ويشير مصدر مسؤول من وزارة السياحة إلى أن قرار منح الضوء الأخضر ل400 وكالة سياحة وسفر جديدة جاء عشية الانطلاق الرسمي للموسم السياحي الشتوي الذي يشهد سنويا إقبالا وتوافدا معتبرا ومتزايدا للسياح الأجانب الذين يفضلون الوجهة الجزائرية وتحديدا الصحراء الكبرى التي تستهوي الكثير من السياح خاصة الأوروبيين منهم والذين يشكلون 90 بالمائة من السياح الأجانب ومنهم على الخصوص الفرنسيون، الألمان والإيطاليون. وعلى اعتبار أن غالبية الوكالات المرخص لها فضلت العمل على الوجهة الصحراوية فإن هذه الفترة تعد فرصة بالنسبة لها لإثبات تواجدها وبالتالي اقتطاع الاعتماد الرسمي والنهائي حسب مصدرنا الذي أشار إلى أن الموسم الماضي شهد اختفاء عدد من الوكالات السياحية العاملة بشكل خاص بالوجهات العربية والمغاربية وذلك بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها العديد من الدول العربية وجنوب أوروبا وهو ما يشكل اليوم فرصة للوكالات العاملة محليا. ويتزامن هذا الإجراء في الوقت الذي قررت وزارة السياحة إعادة فتح الخطين السياحيين اللذين يربطان كلا من تمنراست والاسكرام وكذا تمنراست واله?ار وذلك بعد غلق استمر لقرابة السنتين بسبب حادث اختطاف سياح على الحدود مع دولة مالي من قبل جماعات إرهابية، علما أن فتح المسلكين جاء بعد عملية تأمين شاملة وخاصة باعتبارهما الوجهة المفضلة لدى السياح الأجانب خاصة في مثل هذه الفترة من السنة، حيث يسجل توافد عدد كبير من الأوروبيين خاصة القادمين من ألمانيا وفرنسا وكذا النمسا وإيطاليا لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية، وتكون فيه الصحراء الجزائرية الكبرى القبلة الأولى والوجهة المفضلة لآلاف السياح نظرا لمناظرها الطبيعية الصحراوية الخلابة وكذا لمناخها المعتدل خاصة أثناء النهار، علما أنه تم تأمين المسلكين ومسحهما من قبل عناصر الأمن المشتركة التي تضمن خلو المنطقة من أي تهديد إرهابي. للعلم فقد تم غلق المسلكين عقب تسجيل عدد من حالات اختطاف سياح أجانب بعد رحلات سياحية عبر الاسكرام والهقار والتاسلي وتهريبهم نحو الحدود الجنوبية للجزائر وطلب فديات بشأنهم مع بلدانهم الأصلية وهو ما أدى بالسلطات الجزائرية إلى اتخاذ قرارها بغلق بعض المسالك السياحية بشكل مؤقت أمام الأجانب إلى حين تأمينها على الرغم من تأثير هذا القرار على قطاع السياحة من حيث تراجع السياح الأجانب المواظبين على هذه الوجهات. وباعتماد هذا العدد المعتبر من وكالات السياحة والسفر، يرتفع العدد الإجمالي لهذه الوكالات إلى أزيد من 1500 مؤسسة ناشطة في هذا القطاع غير أن العدد يبقى متواضعا قياسا بقدرات الجزائر السياحية مما يتطلب تحفيزات أسكبر للراغبين في اقتحام هذا الحقل خاصة الشباب المتخصص وخريجي الجامعات.