دعت الوكالة الإنسانية للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى عدم نسيان محنة أربعة ملايين صومالي في أمس الحاجة لمساعدات إنسانية، بالرغم من التقدم الكبير الذي أحرز في مكافحة المجاعة. وقال منسق الشؤون الإنسانية للصومال مارك بودين في بيان صدر في نيروبي بأن الأزمة الإنسانية في الصومال تستحق من المجتمع الدولي اهتماما متواصلا بعد ستة أشهر من إعلان حالة المجاعة فى أجزاء من البلاد. وقال بودين إن الأموال التى تم تلقيها بعد إعلان حالة المجاعة كانت حاسمة في ما حققناه العام الماضي خاصة مع الوضع في الاعتبار تنبؤات الخبراء فى جويلية بأن الجنوب كله سوف يشهد تدهور الاوضاع الى المجاعة. واضاف انه خلال عدة أشهر أدت الاستجابة السريعة إلى إخراج ثلاث مقاطعات ونصف مليون شخص من حالة المجاعة، ولكننا نحتاج الى زيادة هذا الجهد لتجنب الانتشار المتواصل للجفاف والمجاعة والأزمة في البلاد. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت حالة المجاعة في ثلاث مناطق بالصومال في جويلية 2011 وناشدت مع شركائها المجتمع الدولي تقديم 1.5 مليار دولار امريكي لمواجهة الأزمة والمساعدة في إنقاذ الأرواح ومنح الصوماليين الفرصة للاعتماد على أنفسهم في المستقبل وقال بودين ان الاممالمتحدة تمكنت من إبعاد المجاعة عن 500 ألف شخص عانى معظمهم من المخاطر في العام الماضي. وأضاف أنه بالرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في مكافحة الجوع في جنوب الصومال في 2011، فإن أربعة ملايين شخص في أمس الحاجة للمساعدة في البلاد حيث تستمر المجاعة فى مهاجمة أكثر من 250 الف صومالي. وحذّر بودين من أن التقدم يمكن ضياعه بسهولة والعودة إلى الوراء ما لم تستمر المستويات العالية للمساعدات، مؤكدا على أن الأزمة في الصومال ما تزال الاكبر في العالم وسوف تتواصل حتى شهر سبتمبر وقال ان هذا يتطلب اهتمام المجتمع الدولي والتزامه وإن دعم الدول المانحة التي تتدفق مساعداتها إلى الصومال بعد إعلان المجاعة العام الماضي كان لها أثر إيجابي رائع على الوضع الإنساني. وقال ان المشروعات الإنسانية هذا العام تهدف إلى تقديم المساعدة الضرورية للملايين الاربعة الأكثر ضعفا مثل الغذاء ومياه الشرب الصالحة والمنشآت الصحية والرعاية الطبية فى الوقت الذى استخدمت فيه ما يقرب من 486 مليون دولار لمساعدة الأفراد على استعادة أسباب معيشتهم التى فقدت خلال الجفاف. واضاف بودين ان عدد الاشخاص الذين يتلقون غذاء كل شهر ارتفع ثلاثة اضعاف الى 2.6 مليون كما أن أكثر من 450 ألف طفل عولجوا من سوء التغذية الحاد. كما يذكر ان رد الفعل السريع ساعد ايضا في وقف انتشار أمراض مثل الإسهال والحصبة، ما يثبت ان الرد الآني بموارد كافية يمكن ان يكون فعالا، بالرغم من العقبات الانسانية الكبيرة التي يتم مواجهتها في الصومال.