الجزائر- اتسعت المجاعة في الدولة الأكثر تضررا بموجة الجفاف في منطقة القرن الإفريقي الصومال ، إلى ثلاث مناطق جديدة جنوب البلاد ، وسط مخاوف من أن تكتسح الظاهرة كل مناطق الجنوب خلال الأسابيع المقبلة نظرا لتعذر وصول مساعدات الإغاثة لآلاف المحتاجين إليها بسبب سيطرة الحركات المسلحة على مناطق كبيرة بالصومال. ويواجه الصومال ، الذي يعيش في حالة فوضى وانفلات أمني وبدون حكومة مركزية فعالة منذ الإطاحة بالرئيس السابق، محمد سياد بري، في عام 1991 مجاعة حادة اندلعت بسبب "أسوأ موجة جفاف" منذ أكثر من ستة عقود من الزمن. وما فاقم من تأثيرات المجاعة ، أعمال العنف والصراع المتواصل الذي تشهده البلاد حيث تعذر فى عديد من المرات ، وصول مساعدات الإغاثة إلى أكثر من 2.2 مليون شخص يحتاجون ،إليها بسبب سيطرة حركتا "الشباب المجاهدين" و"الحزب الإسلامي" المتمردتين، و اللتان ترفضان التفاوض مع الحكومة على مناطق كبيرة من العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد. ونظرا لكل هذه العوامل ، سقطت ثلاث مناطق جديدة في جنوب الصومال في براثن المجاعة ، وتشمل هذه المناطق موقعين تجمع فيهما مئات الآلاف من النازحين الصوماليين ، أملا في الحصول على الغذاء ما يرفع عدد المناطق المتضررة في الصومال إلى خمس مناطق حسب الأممالمتحدة. وفي هذا الشأن ، قالت رئيسة وحدة تحليل سلامة الأغذية والتغذية ، لدى الأممالمتحدة المعنية بالصومال ،غرين مولوني ،أن "المجاعة باتت قائمة"، مشيرة إلى أن المناطق الثلاث هي "ممر افقوي" وهو أكبر مخيم نزوح في العالم ومجموعات النازحين في العاصمة مقديشو في "أحياء المدينة السبعة" و"أحياء بلاد وادالى في شبيل الوسطى". وكانت الأممالمتحدة أعلنت سابقا ، حالة المجاعة في جنوب "باكول" و"شبيل السفلى" في جنوب الصومال ، نتيجة موجة الجفاف المستمرة في القرن الإفريقي. وعلى الرغم من زيادة الاهتمام بالمنطقة خلال الأسابيع الماضية ، "لا تزال جهود الإغاثة غير كافية وذلك جزئيا بسبب القيود المفروضة على تحرك فرق الإغاثة ، وصعوبة زيادة برامج المساعدات الطارئة ، وكذلك سد ثغرات التمويل ونتيجة لذلك يتوقع أن تستشرى المجاعة في كل مناطق جنوب الصومال خلال الأسابيع الستة المقبلة" ، حسب وحدة تحليل سلامة الأغذية والتغذية لدى الأممالمتحدة المعنية بالصومال. وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد حذرت أمس الأربعاء ، من أن القتال المتواصل في العاصمة الصومالية يعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها. ووفقا لبيان المفوضية ، فقد تسبب الجفاف والمجاعة في نزوح نحو مائة ألف شخص ، من العاصمة التي مزقتها الحروب إضافة إلى أكثر من 370 ألف نازح كانوا قد لجأوا إلى مقديشيو قبل الجفاف والمجاعة التي تم الإعلان عنها مؤخرا. وناشد رئيس الوزراء الصومالي، عبد الوالي محمد، الحركات المسلحة في بلاده السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين بعد تأزم الوضع في الصومال. وكان عبد الوالي محمد، قد أشاد لسرعة تجاوب الدول العربية بعد نداء الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لتقديم العون العاجل والمساعدات الإنسانية للشعب الصومالي. وفي هذا السياق، أعلنت جامعة الدول العربية أنها بصدد إعداد خارطة طريق بشأن أزمة الصومال بالتعاون والتنسيق بين الجامعة والاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، احمد بن حلي، انه تقرر خلال الأيام المقبلة عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، لاستعراض الوضع في الصومال، من أجل بحث الأوضاع الإنسانية وزيادة الدعم الإنساني للشعب الصومالي جراء معاناته من الجفاف. وتقرر بالجامعة العربية ، عقد اجتماع آخر خلال الأسبوعين المقبلين ، للمنظمات العربية المتخصصة والأممالمتحدة ، للنظر في كيفية تسريع الدعم للصومال وبقية الدول الإفريقية ، في منطقة القرن الإفريقي التي تعاني من الجفاف ، من أجل تقديم العون الإنساني لها كواجب على المجتمع الدولي والدول العربية حسب ما صرح به بن حلي. وأفاد نائب الأمين ، انه بناء على النداء الذي وجهه الأمين العام للجامعة العربية للدول الأعضاء، للإسراع في تقديم الدعم الإنساني للشعب الصومالي ، فقد أبلغتنا عدد من الدول العربية لاستعدادها لتقديم العون ، مؤكدا أن هذه المعونات كان لها التأثير الكبير على الشعب الصومالي ، تلقى على إثرها الأمين العام ، رسالة شكر و عرفان من رئيس وزراء الصومال عبد الولي محمد. للإشارة، فإن العديد من الدول قد استجابت ، للدعوات الأممية للتخفيف من حدة الأزمة وخصصت مبالغ مالية ، ومساعدات إنسانية للمحتاجين ، الذين يعانون الموت البطيء جراء ظاهرة الجفاف والجوع. وتحظى الحكومة الصومالية المؤقتة ، التي يقودها الرئيس، شيخ شريف شيخ أحمد ، بدعم المجتمع الدولي ، لكنها لاتمارس سلطتها سوى على بعض أحياء العاصمة مقديشو، بمساندة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي ، البالغ عددها نحو 7500 فرد.