كان التسويق الإلكتروني و بشكل خاص عبر وسائط التواصل الاجتماعي مقتصرا على فئة قليلة من التجار بولاية أم البواقي، عرف مؤخرا هذا النوع من التجارة الإلكترونية انتعاشا و ذلك منذ بدء فرض تدابير الحجر الجزئي للوقاية من كوفيد-19 و ما ترتب عنه من قرارات غلق المحلات و الفضاءات التجارية.وقد دفعت هذه التدابير التجار و أصحاب المحلات على إيجاد طرق كسب و مداخيل جديدة تمثلت في إعلانات تجارية ترويجية لسلعهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي.و من بين التجار الذين اعتبروا هذه الطريقة من أنجع أساليب التسويق، مصطفى بن بوشامة، صاحب محل لبيع الملابس النسائية بوسط مدينة عين البيضاء (26 كلم شرق أم البواقي)، الذي بدا متحمسا للحديث عن الأهمية البالغة لتوظيف وسائط التواصل الاجتماعي في ترويج سلعه و التي قال بشأنها لم أكن أدرك أن وسائط التواصل الاجتماعي و الترويج للسلع عبر الفايسبوك بشكل خاص بهذه الأهمية. و أردف مصطفى : تجربتي في تجارة الملابس فتية، و قد اقتنعت أن توظيف التكنولوجيات الحديثة في التجارة أمر بالغ الأهمية خصوصا في ظل الظرف الصحي السائد و سأكمل على هذا المنوال لأن الأمر بات وقائيا و مربحا في ذات الوقت . وأضاف ذات التاجر آمل تطوير تجربة البيع عبر الإنترنت من دعامة التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى موقع قائم بذاته يستطيع الزبائن من خلاله التعرف على كل جديد بخصوص الملابس النسائية وأسعارها بالتفصيل، فضلا عن التفكير في خدمات الحجز والتوصيل وغيرها من الخدمات. وأبدى من جهته وليد، وهو تاجر مختص في بيع ملابس ولوازم الرياضة بوسط مدينة أم البواقي، نفس الرأي الذي ذهب إليه مصطفى وهو أن التسويق الإلكتروني بات جزءا من الترتيب للعملية التجارية ككل والتخطيط لها. حيث كشف وليد عن أن بداياته مع التجارة، قبل أن يتمكن من فتح محله، كانت عبر وسائط التواصل الاجتماعي التي مهدت له الطريق لتطوير تجارته ومتابعة استغلال الفايسبوك في عمله التجاري. وسليم، وهو تاجر الملابس الرجالية بحي 20 أوت 1955 بذات المدينة، عن الفعالية التي تكتسيها عملية توظيف الفايسبوك في تسويق السلع، لافتا إلى أنه قد استغل فترة عيد الفطر السابق التي شهدت ركودا في الحركية التجارية بسبب تفشي فيروس كورونا وتدابير غلق المحلات في التسويق عبر الإنترنت الأمر الذي مكنني من استقطاب زبائن من داخل الولاية ومن خارجها مع ضمان خدمة التوصيل. الفايسبوك أسرع وسيلة لاقتناء الوجبات الغذائية في ظل التدابير الصحية الجديدة و قد وجد الكثيرون بولاية أم البواقي في الفايسبوك وسيلة تسهل عليهم اقتناء وجبات غذائية و بشكل أسرع في ظل التدابير المفروضة جراء انتشار فيروس كورونا و ما ترتب عنه من غلق للمطاعم و محلات الوجبات السريعة في وقت سابق و تقديم مأكولات محمولة في الوقت الراهن.وقد لجأ العديد من أصحاب المطاعم و المحلات عبر صفحاتهم الفايسبوكية إلى عرض مأكولات متنوعة يقدم أصحابها خدماتهم على غرار نوع الأكل و حجمه، فضلا عن خدمات التوصيل التي تكون عادة مجانية أو بأسعار رمزية.و من بين من اختاروا البيع و عرض الخدمات عبر الفايسبوك برزت مريم، وهي شابة تقطن بمدينة أم البواقي و التي تتفنن في طهي أطباق بمنزلها و تصويرها و عرضها بطريقة تثير شهية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.وقد وجدت مريم عبر الفايسبوك، مثلما قالت، الطريقة الأسهل و الأسرع للوصول إلى الزبائن خصوصا و أن الأشخاص، مثلما أردفت، أكثر التصاقا بهواتفهم النقالة و تصفحا للفايسبوك خاصة منذ ظهور كوفيد-19 الذي فرض عادات جديدة. وأضافت مريم التي تشتغل مدرسة في سلك التعليم، فضلا عن تلقيها تكوينا خاصا بعنوان الغذاء الصحي لدى للرياضيين في سياق الحديث عن أهمية الفايسبوك أنها وجدت في هذه الوسيلة التواصلية فضاء تجاريا بامتياز يقتضي -حسبها- دراسة نوع المأكولات المقدمة من حيث قيمتها الغذائية واحترام شروط النظافة، بالإضافة إلى تحديد الفئات المستهدفة تجاريا كأن تكون فئة الموظفين مثلا أو طلاب جامعة مع دراسة الأسعار حتى لا يكون الأمر اعتباطيا وغير مدروس. وهو ما مكنها، كما قالت، من بيع كميات لا بأس بها من الأطباق عبر الفايسبوك. وخلصت ذات الشابة التي انطلقت في مشروع بيع الأطباق الغذائية عبر الفايسبوك منذ فترة عيد الفطر السابق كتجربة جديدة متوغلة في مختلف الصفحات الفايسبوكية الأخرى لتوسيع نشر خدماتها عبرها إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أضحت بمثابة سوق مفتوح ومتاح أمام جميع أشكال التجارة والإعلان التجاري.