يشتكي المستفيدون الأوائل من سكنات «عدل» الكائن مقرّها بمنطقة تامدة، التابعة لبلدية واڤنون، من عدم إنهاء أشغال البناء الخاصة بحيّهم، خصوصاً على المستوى الخارجي، علماً بأنّهم قد تكفّلوا بإعادة ترميم منازلهم وإنهاء الأعطاب بها على نفقاتهم الخاصة منذ تسليم مفاتيح سكناتهم الجديدة، وذلك بعد اكتشافهم لأعمال «البريكولاج» التي قامت بها الوكالة، في حين يصعب عليهم تجاوز الوضع فيما يخصّ النقائص التي يعاني منها حيّهم على مستواه الخارجي. على الرغم من حداثة حي 461 مسكن واتّساعه، إلّا أنّه لا يتوفّر حتى على مفرغة عمومية أو حاويات قمامة من شأنها إنهاء رحلة المعاناة في البحث عن مكان معزول لرمي الأوساخ، وكذا الحدّ من الرّمي العشوائي للقمامات أمام مداخل العمارات، الأمر الذي بات يُؤرّق السكان منذ انتقالهم إلى مقر سُكناهم الجديد، معتبرين الوضع أكثر من مزرٍ، سيما مع الانتشار الواسع للحشرات الضارّة، بالاضافة إلى البعوض الذي يجبرهم في غالب الأحيان على قضاء ليالٍ بيضاء، رغم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحيطة والوقاية من مخاطر مثل هذه الحشرات، ناهيك عن تسبّبها في تشويه المظهر الجمالي للحيّ. وفي سياق آخر، وردّاً على الاعتصام الذي باشر به سكان الحي الجديد منذ شهر تقريباً، فإن الاستفادة من خدمات الغاز الطبيعي أصبحت وشيكة والعائق الوحيد والرئيسي في مثل هذا التأخّر راجع لتماطل المقاولين في أعمالهم وعدم جدّيّتهم في استكمال الأشغال، إذ عبّر لنا في ذات السياق جمع من السكّان بنفس الحيّ، عن أسفهم من التأخر الكبير الذي سجّله المشروع في أشغاله الخاصة بالتهيئة على المستوى الخارجي، خصوصا ما يتعلّق بالإنارة العمومية، تزفيت الطريق الرئيسي، وكذا الربط بالغاز الطبيعي قبل حلول فصل الشتاء. وللإشارة، فإن مقر هذه السكنات يقع في مكان شبه معزول ويتوجّب على سكّانها المشي لعدة أميال من أجل اقتناء حاجاتهم المنزلية الضرورية. وفي ذات الشّأن، لاحظت «السياسي» خلال الجولة التي قادتها إلى المكان آنف الذكر افتقاره إلى المرافق الترفيهيّة والمراكز الشبانيّة على غرار مقاهي الأنترنت ودور الشباب، وهو ما فسّره التواجد الكثيف لشباب من مختلف الأعمار على شكل جماعات وهم يتسامرون تحت مداخل العمارات، مما دفع بهم إلى مناشدة الجهات المختصّة عبر «السياسي» إلى التعجيل في تهيئة الحي الجديد بالاسم فقط، سيما أنّ عدد العائلات التي تقطنه بدأ يُقارب ال200 عائلة، وذلك من أجل الحدّ من معاناتهم اليومية مع لسعات البعوض التي باتت هاجس يومياتهم الأكبر، ومن أجل ملأ فراغهم بنشاطات تثقيفيّة من شأنها المساهمة في الدفع بعجلة تنمية المنطقة نحو الأمام.