عرفت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا خلال الأسابيع الأخيرة حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد 400 دج بعد أن كان لا يتجاوز 320دج وقبلها 240دج ويفسر التجار هذه الزيادة بنقص العرض الذي برره لنا المربون بالخسائر الكبيرة التي تحملوها خلال فصل الصيف نتيجة تدني سعر هذه المادة التي وصل ثمنها 210 دج وهي قيمة اعتبروها لا تغطي مصاريف شراء الصيصان ولا غدائهم ولا الأدوية التي يتحملون دوريا مصاريفها الإضافية نتيجة زيادة أسعارها. ناهيك عن تكاليف الرعاية الأخرى و التي تزيد خلال الفصل الحالي بسبب تراجع درجة الحرارة و الحاجة لاقتناء أجهزة تدفئة و بقايا نجارة الخشب و غيرها ، إذ اعتبر المربون حسبما صرح به لنا بعضهم قيمة 200دج للكلغ بالتجزئة و بالتالي ما لا يزيد عن 150 أو 160دج بالجملة لا تغطي المصاريف التي يتحملونها و الأكثر من ذلك أن الفترة الحالية تزيد فيها خسارة المربين نتيجة انخفاض درجة الحرارة و كان على المربين إيجاد حلول لأنفسهم لتفادي خسارة أخرى خلال نفس السنة ما دفع بهم لتقليص نشاطهم من خلال التقليل من عدد الصيصان الموجهة للتربية و التسمين و بالتالي فإن ارتفاع الأسعار كان متوقعا خاصة مع اقتراب مناسبة المولد النبوي الذي يزيد فيه الإقبال على اقتناء الدجاج من جهة أخرى برر المربون هذه الزيادة بضرورة استرجاع مصاريف تربية الصيصان و عدم الوقوع في خسارة قد تدفع بالعديد منهم لتغيير النشاط مع العلم أن الكثير منهم غيّر النشاط لمحدودية أرباحه و المغامرة بتحقيق الفائدة أو الخسارة نتيجة الظروف المحيطة ، كما اشتكى هؤلاء من غلاء الأعلاف التي تعرف دوريا زيادات حتى وصلت قيمة القنطار الواحد 5500 دج و حتى 6000 دج بزيادة تقدر ب 600 دج في كل قنطار ناهيك عن مصاريف الشحن و النقل و تكاليف الرعاية الإضافية خلال هذا الفصل فتربية الصيصان تتطلب إيلاء العناية اللازمة لدرجة الحرارة المحيطة بها إذ تتم الاستعانة بالمصابيح الحرارية للإسهام في توفير الحرارة المطلوبة، والتي يُنصح بأن تتراوح ما بين 33-35 درجة مئوية و من تم أكد المربون بأن ضبط قيمة بيع اللحوم البيضاء التي تعتبر من أكثر أنواع اللحوم طلبا عليها بالسوق يتطلب مرافقة الدولة من خلال تعويض المربين في حال الخسارة و هو ما يقع عندما يتجاوز العرض الطلب المسجل غير أن ما يحصل اليوم هو أن المربي يتحمل الخسارة لوحده فيما يلام في حال تقليصه العرض ما يساهم في رفع الأسعار . من جهة أخرى اعتبر المواطنين رفع أسعار اللحوم البيضاء أمر مثير للاستياء كون هذه المادة تعتبر اليوم البديل الوحيد بالنظر لغلاء اللحوم الحمراء التي تتجاوز 1300دج