تتجه أنظار عشاق المستديرة عشية الغد نحو ملعب 5 جويلية الذي سيستضيف أقوى داربي جزائري ومن أكبر المباريات في إفريقيا بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة على الساعة الرابعة وسيكون لقاء الفريقين لحساب نهائي الطبعة ال49 لكأس الجزائر لكرة القدم المقرر «نهائي الاحلام» يجمع بين فريقين كبيرين مختصين في منافسة كأس الجزائر أحرزا لوحدهما 13 لقبا. ومن المنتظر أن تشهد المباراة تنافسا كبيرا فوق أرضية الميدان بين اللاعبين الاثنين والعشرين وعرسا كبيرا في المدرجات بين أنصار الناديين العاصميين وكلهم إيمان في نيل فريقهم للتاج.
العميد من أجل تأكيد التقاليد
وانطلاقا من تصريحات لاعبيها ومسؤوليها وأنصارها فإن مولودية الجزائر مصممة على تأكيد تقاليدها أمام منافسها الأزلي ومواصلة الهيمنة على النهائيات التي تلتقي فيها مع جاره الاتحاد بمناسبة إجراء النهائي الخامس بينهما. ويحلم أشبال المدرب جمال مناد في الاقتراب أكثر من معادلة عدد الكؤوس المتحصل عليها من قبل الغريم الاتحاد الذي توج بها 7 مرات. وما زاد في عزيمة المولودية في ضرورة الظفر بالكأس إقصائها لأقوى الأندية الجزائرية في الأداور السابقة على غرار شبيبة القبائل وشباب قسنطينة ووفاق سطيف. وكي يتفادى لاعبو المولودية الضغط ولإجراء تحضير جيد, فضل المدرب جمال مناد، عزلهم والتحضير بعيدا عن أعين الأنصار فبرمج تدريبات مغلقة منذ الاثنين الماضي.
وأبدى مناد الذي يخوض النهائي الثاني له على التوالي كمدرب بعد النهائي الاول السنة الماضية مع شباب بلوزداد، تفاؤله بالتتويج قائلا «صحيح أنني خسرت نهائيين واحد مع شبيبة بجاية أمام الترجي التونسي في كأس الإتحاد العربي والثانية مع شباب بلوزداد (كأس الجزائر)، لا أريد أن أعيش خيبة ثالثة وأرغب في تحقيق الكأس مع المولودية». ولبلوغ هدفه، ينوي مدرب «العميد» إعادة نفس سيناريو مباراة وفاق سطيف التي قدم خلالها الفريق مردودا مميزا. وأمام تشكيلة ثرية بعناصر ذات خبرة, بات زملاء المهاجم مصطفى جاليت أمام خيار وحيد المتمثل في تقديم كل ما لديهم للإطاحة بفريق «سوسطارة» الذي يخطط للثأر من هزيمتي نهائي 2006 و2007.
وأوضح المدرب مناد قائلا: «في مثل هذه المواعيد لا أبالي بالفريق المنافس. ما يهمني هو فريقي فقط. أسعى كي يكون جاهزا بدنيا ومعنويا. بالنسبة لي فإن الشوط الأول أمام وفاق سطيف في نصف النهائي هو المعيار الحقيقي، وإذا لعبنا بمثل تلك الطريقة لن نخشى أحدا».
سوسطارة أمام مهمة القضاء على العقدة
من جهته، يسعى فريق اتحاد الجزائر إلى استعادة الكأس التي إفتقدها منذ 2004 عندما توج بها على حساب شبيبة القبائل. ومن خلال تنشيطه النهائي رقم 17 في تاريخه والخامسة أمام «الأخ العدو» يعول الفريق العاصمي على إهداء أنصارهم الكأس خاصة في حال إطاحتهم خلال اللقاء النهائي بالمولودية لأول مرة في التاريخ. وصوب الآن الاتحاد تفكيره نحو الكأس بعدما حقق تعادلا ثمينا في الكويت امام نادي العربي (0-0) في ذهاب نهائي كأس الإتحاد العربي للأندية إضافة إلى تعادله في البطولة الوطنية أمام شبيبة الساورة بنفس النتيجة.
وركز المدرب الفرنسي رولان كوربيس خلال تحضيرات الفريق على الإسترجاع وتفادي الارهاق الذي يعاني منه اغلبية لاعبيه بعد «ماراطون» من اللقاءات والتنقلات العديدة التي اجرتها التشكيلة بين قارتي إفريقيا وآسيا.
ومن أجل تفادي كل الاضرار، أعفى كوربيس لاعبيه من المباراة المتأخرة أمام شبيبة الساورة ضمن البطولة الوطنية السبت. وأوضح المدرب الفرنسي للنادي العاصمي قائلا «الفريق يعاني من التعب والارهاق بالمقارنة مع المولودية». ويعتمد كوربيس على تشكيلته التي تضم عناصر ذات خبرة لافتكاك الكأس الأول له في الجزائر قبل خوض نهائي العودة ضمن المنافسة العربية أمام العربي الكويتي في أحسن الظروف. ومن المنتظر أن يغيب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة علن لقاء بسبب عدم تعافيه من المرض التي تعرض له مؤخرا، ومن المنتظر أن يعوضه الوزير الأول عبد المالك سلال.