لم تتمكن وزارة النقل هذه السنة أيضا من ضبط فوضى النقل عشية العيد، أمام غياب الرقابة في مثل هذه المناسبات، حيث وجد الناقلون الخواص بين الولايات سواء بالنسبة للحافلات أو سيارات الأجرة ضالتهم من خلال رفع الأسعار بطريقة جنونية، امام تأكدهم من أن المسافرين العائدين إلى منازلهم ليلة العيد لا خيار أمامهم سوى القبول بها. حيث وجد المسافرون أنفسهم بين الانتظار ساعات طويلة بالشبابيك وسط جو مشحون بالفوضى للمسافرين بالحافلات بعد ان تحول إعادة بيع التذاكر إلى تجارة مربحة، وبين جشع سائقي سيارات الاجرة، فيما تحول القطار إلى الحل الأنسب بالنسبة للكثير منهم. تدفق كبير وفوضى بمحطات النقل.. أمام ارتفاع جنوني للتسعيرة وخلال الجولة التي قادت «السياسي» إلى محطات النقل، وقفنا بمحطة خروبة على التدفق الهائل للأعداد الكبيرة للمسافرين العاملين بمختلف المؤسسات والهيئات، حيث يبقى هدف المسافرين الوصول إلى البيت وإلى وجهتهم من اجل قضاء أجواء العيد بين احضان العائلة والأحباب بعد شهر رمضان بعيدين عن هذه الاجواء الرائعة وهذا ما أكده لنا سفيان الذي وجدناه متوجها إلى بيته في خنشلة ينتظر أن يشتري تذكرة ويتوجه إلى منزل العائلة، غير أن ضغط الفوضى بهذه المحطة حول اليوم الأخير من شهر رمضان وليلة العيد بالنسبة لهؤلاء إلى كابوس لا ينتهي إلا بركوب الحافلة التي سجلت الكثير منها تأخرات في مواعيد الانطلاق. طوابير من الإنتظار وحالة من القلق والتوتر ووقفت «السياسي» خلال جولتها بمحطة خروبة على الفوضى الحاصلة، إذ اكتظت محطة الحافلات بالمسافرين وخصوصا على مستوى الخطوط البعيدة سواء من العاصمة نحو تبسة وقسنطينة وأم البواقي والطارف وعنابة وسطيفووهران وغرداية وغيرها من الخطوط البرية التي تجذب إليها عشية الأعياد الآلاف من المسافرين خاصة العاملين، هذه المعاناة كشف عنها عدد منهم الذين أكدوا على أن هذه المشكلة تطرح باستمرار عشية الأعياد، فالكثيرون يرون أن نكهة العيد لا تكتمل إلا في كنف الأسرة والعائلة، حيث ينتهز الكثير ممن يقيمون خارج العاصمة الفرصة للقاء الأقارب في مناسبة دينية تلم شمل العائلة، وهو ما يستغله أصحاب سيارات النقل برفع التسعيرة في مثل هذه المناسبات على حساب المواطن، بل ويفرضون قانونهم ومنطقهم في غياب الرقابة. وهنا يقول أحد الناقلين إن سعر تذكرة السفر من الجزائر العاصمة إلى بعض الولايات وصلت إلى الضعف، مما يعطل الحركة خلال أيام العيد، وأمام نقص وسائل النقل، يبقى «الكلونديستان» الحل الذي لا يرحم، أي أن الناقلين غير الشرعيين ينتهزون الفرصة خلال أيام العيد ليوفروا وسائل النقل ويفرضون منطقهم في الأسعار، وهي غالبا ما تكون مرتفعة، وعاينت «السياسي» صبيحة يوم الأربعاء حالة فوضى عارمة في المحطة، وتكدس المئات من المسافرين البسطاء داخل المحطة وخارجها تائهين ومصدومين نتيجة الارتفاع الصاروخي للأثمان والتي تجاوزت في الكثير من الأحيان نسبة مائة في المائة، وخاصة بالنسبة للعديد من الوجهات البعيدة والتي تلقى اقبالا في مثل هذه المناسبات، هذه الأثمان الصاروخية كانت سببا في احتجاج وشكوى العديد من المسافرين وخاصة المصاحبين لأسرهم، وفي الوقت الذي قبل العديد من المسافرين بالأثمان المعروضة رغبة في الوصول إلى مدنهم، فضّل آخرون التوجه إلى محطات القطار في حين فضّل آخرون البحث في محيط المحطة عن «الكلونديستان» العارضين لخدماتهم في الوقت الذي اختار بعض المسافرين الجلوس في انتظار الذي سيأتي ولن يأتي. المسافر يتساءل عن سبب المعاناة المتكررة.. فمتى الحل وأين اختفت الوزارة؟ هذه المعاناة المتكررة كشف عنها عدد من المسافرين الذين أكدوا لنا أن هذه المشكلة تطرح باستمرار عشية الأعياد، فالكثيرون يرون أن نكهة العيد لا تتم إلا في كنف الأسرة والعائلة، خصوصا بالنسبة لعيد الفطر حيث ينتهز الكثيرون ممن يقيمون خارج العاصمة الفرصة للقاء أفراد العائلة وفي هذا الخصوص قال لنا محمد مسافر نحو مدينة سطيف بان الاكتظاظ والفوضى الذي تشهده محطة النقل ليلة العيد مشهد يتكرر كل سنة "ما يجعلنا نتعب كثيرا ونجد صعوبة كبيرة في التنقل، إذ أننا نبقى أكثر من 5 ساعات تحت أشعة الشمس في انتظار الحافلة". من جهة أخرى، وبمجرد أن تطأ قدماك المكان المخصص للحافلات حتى تصطدم بأفواج المسافرين. فيما يستنجد آخرون بالقطار وهذا ما أكده لنا جمال الذي يقطن بولاية وهران والذي يعمل في العاصمة وكان بصدد السفر لقضاء ايام العيد رفقة العائلة، بان محطات النقل بين الولايات لم تعد تقدم تلك الخدمات خاصة في المناسبات نتيجة الإكتظاظ الكبير والطوابير الطويلة من أجل اقتناء التذكرة، وحتى على مستوى سيارات الأجرة، "لهذا استنجدت بقطار لأنه الأسرع ومريح نوعا عن باقي وسائل النقل"، وإتفق كل من التقيناهم بان القطار يبقى الحل الأنسب في مثل هذه المناسبات. وامام كل هذا، يتساءل المسافرون أين تختفي تعليمات وزارة النقل في المناسبات والأعياد؟ وكيف يتم تنظيم القطاع العمومي بتوفير النقل، فيما يعاني قطاع النقل الخاص الذي يمثل الشريحة الأكبر في فوضى، في ظل إنعدام الرقابة خاصة في مثل هذه المناسبات؟.