استبشر سكان مدينة بوسعادة وما جاورها هطول الأمطار بعد موجة الحر التي مست ولاية المسيلة منذ بداية الشهر الجاري خيرا، غير ان هذه النعمة تحولت الى نقمة في ظرف نصف ساعة من التساقط حيث تحولت شوارع مدينة بوسعادة إلى مجارٍ وسيول من مياه الأمطار، لتكشف عيوب التنمية والتهيئة الحضرية في العديد من أحياء المدينة خاصة الشعبية منها التي غمرتها المياه في لحظات محولة المدينة بذلك الى مدينة منكوبة، حسب وصف بعض المواطنين. تذمر العديد من المواطنين القاطنين بحي شعبة بن عدل من الوضع المزري الذي الت اليه المدينة بعد تهاطل الامطار التي كشفت واقع التهيئة والتنمية بذات البلدية، حيث غرقت الشوارع في المياه التي بدت وكانها مسابح، حيث اشاروا الى أنهم يتجرعون مرارة الواقع المعاش رغم شكاويهم المتكررة منذ سنين لاجل اطلاق مشاريع تنموية ترفع الغبن عنهم. الامطار المتهاطلة كشفت عيوب التهيئة الحضرية بعديد الاحياء الشعبية على غرار حي سيدي سليمان ، الدشرة القلبية، 17 جوان، حي ميطر، حي 24 فيفري، حيث تعرف بعض المناطق غياب تام للتهيئة بنسبة تتجاوز ال80 بالمئة ويبقى الحال يراود مكانه في كل مرة بل أصبحت الأحياء المذكورة عبارة عن وعاء انتخابي حسب بعض المتذمرين الذين هرعوا بعد نزول الغيث للحفاظ على ممتلكاتهم خاصة وان السيول كادت ان تجرف معها سيارات ومركبات بحي 24 فيفري وهو الحال نفسه في جميع الأحياء التي تعتبر شوارعها عبارة عن منحدرات أصبحت مصبا لوسط المدينة تنقل الأتربة وكل ما تجده في طريقها وتحول الأماكن العمومية منها إلى أكوام من الأتربة مما يتطلب تدخل عمال البلدية في كل مرة، حيث يرى المواطنون أن الحل يمكن في إعادة النظر في مشاريع التنمية والتهيئة الحضرية وان تشمل كل أحياء المدينة دون استثناء رافضين بذلك الحلول الترقيعية في كل مرة كما طالبوا بمشاريع تهيئة شاملة للشوارع والطرقات على وجه الخصوص، فمن العار، يقول احد المواطنين، أن مسؤولينا يتغنون بمدينة بوسعادة كمدينة السياحة ولكنها لم تنل من هذا كله إلا الاسم.