كشفت زخات الأمطار المتهاطلة أمس والغير المتجاوزة لعشرة ميليمترات عيوب سياسة الترقيع والبريكولاج المنتهجة من طرف السلطات المحلية المشرفة على تسيير مدينة وهران. أمطار ليست بالغزيرة ولكن مصحوبة برياح عاتية بدرجة برودة معتدلة كانت كفيلة بالوقوف على عيوب أشغال التهيئة التي أشرفت عليها المصالح المختصة بالقطاعات الحضرية الموزعة عبر كامل إقليم الولاية. فقد تسببت الأمطار التي عاشتها مدينة وهران بسد وغلق طرقات المدينة بسبب انسداد قنوات صرف المياه، التي وكعادتها مصالح البلدية لا تعمل على تهيئتها تحسبا وحلول موسم الشتاء المعروف باضطراباته الجوية المرفقة بغزارة المياه الشتوية وهبوب رياحها، فالمتجول أو الزائر لمدينة وهران أثناء سقوط الأمطار ينتابه الشعور بأنه في حي فوضوي يفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة وعجلة التنمية فيه تشهد ركوضا كبيرا، هو الحال نفسه آلت إليه الأحياء والشوارع الكبرى لمدينة وهران المعروفة بالنسيج العمراني والمجتمع المدني، فالأرصفة بلاطها مغشوش بالأساس ويتشقق لوحده وكأن مستعمله ليس الإنسان العادي بل الوحش الثخين المدمر، فكل سنة تقريبا وعندما تضخ الوزارة الوصية الغلاف المالي والمخصص سنويا للتكفل بأشغال صيانة قنوات الصرف الصحي وشبكة الطرقات المهترئة. فملايير الدينارات هي التي توجهها الوزارة الوصية للنهوض بعجلة التنمية المحلية وهي الميزانية التي تتقاسمها القطاعات الحضرية الموزعة عبر كامل إقليم الولاية. إلا أنه وما إن يحل موسم الشتاء المعروف باضراباته الجوية حتى تحل الكارثة وتنفجر السياسة الترقيعية للسلطات المحلية المشرفة على تسيير المدينة، زخات أمطار فقط تتسبب بقطع الطرقات الولائية والوطنية لسبب بسيط يتمثل في صرف مياه الأمطار المتساقطة، من السهل جدا أن يتحسب له مسؤولو البلدية قبل موسم البرد وذلك من أجل امتصاص غضب المواطن من جهة ومن جهة أخرى العمل على تفاني أشغال الصيانة والتهيئة على الاعتماد على حلول مؤقتة متبوعة بأشغال البريكولاج والترقيع التي تكشف عيوبها دوما زخات الأمطار المتساقة. ومشاكل غياب أشغال التهيئة والصيانة باتت تؤثر على قطاعات أخرى وتطرح مشاكل عديدة، فالأوحال وإن صح التعبير والتي أصبحت مدينة وهران تغرق فيها بسبب تساقط الأمطار أصبحت تطرح مشكل النقل مثلا وتجعل القائمين على القطاع يغيرون مسار خطهم بالوقف والإقلاع عشوائيا من مختلف المحطات، والحفر المتناثرة هنا وهناك والتي تتحول بفعل تساقط الأمطار إلى مستنقعات ومحيطات باتت تشل حركة المرور وتجعل مدينة بحجم وأهمية مدينة وهران تغرق في الأحوال، إذ بلغ الحد بإحدى المجمعات السكنية الفوضوية والقصديرية كشطيبو وسيدي الشحمي إلى الاستنجاد بالعوامات وتدخل أعوان وحدة الحماية المدنية لانتشال السكان من الأوحال والمستنقعات الغارقين فيها، وكلها أسباب تعود إلى إهمال وتقاعس السلطات المحلية المشرفة على تسيير مدينة وهران بالنهوض بعجلة التنمية التي تشهد ركوضا فادحا بعدة مجمعات سكنية آيلة بكثافة سكانية مرتفعة.