تحدث تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية أمنستي ، أمس، عن وضع حقوق الإنسان في الجزائر وأبرز حقائق مغلوطة، لا تعبر عن الوضع الحقيقي، حيث ركز على حرية التعبير بشكل سلبي يتنافى مع الواقع، بالرغم من الانفتاح الإعلامي الكبير الذي تعيشه الجزائر وحرية تأسيس الأحزاب ناهيك عن آلاف الجمعيات وغيرها من أشكال اتساع هوامش الحرية، ويقول المتتبعون للوضع في الجزائر أنه من الغريب جدا وصف حرية التعبير في الجزائر بالسيئة وأكبر دليل على ذلك الهامش الكبير الذي يتمتع به صحفيو الجزائر ومثقفوها، حيث نرى ونقرأ بأم أعيننا صحفا تنتقد الوضع وهي تصدر بشكل عادي، بل أحيانا تتجاوز حتى بعض الصحف ما يسمى بالدول الديمقراطية في حدة انتقادها للوضع، وفي نفس الوقت هناك صحفيون ومثقفون وسياسون يتحدثون بكل حرية عن مواقفهم وآرائهم في قنوات فضائية وهم لا يتعرضون لأي نوع من المضايقات، ويتساءل المتتبعون ما هي حرية التعبير عند هؤلاء، هل تعني الفوضى؟ هل تعني السب والشتم؟ هل تعني انهيار لقيم المجتمع؟ أم أنهم تعودوا على تسويد الوضع وأخذ تقارير مغلوطة، من قبل بعض العناصر التي تسود كل شيء في الجزائر، في إطار مخططات ومؤامرات ترمي لضرب استقرار البلاد، ويقول المتتبعون أن هذا التقرير الأخير ضرب مصداقية منظمة العفو الدولية داخليا ودوليا عرض الحائط. أثار التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية أمنستي ، والتي رسمت فيه وضعا أسودَ عن حقوق الإنسان وحرية التعبير في الجزائر قبل يومين من الانتخابات الرئاسية استغراب واستياء حقوقيين وشخصيات وطنية، تساءلت عن كيفية إعداد هذا التقرير الذي يتحدث عن وضع لا علاقة له بالواقع المعاش في الجزائر، وكأن التقرير يتحدث عن دولة أخرى، تملك صحيفتين ولا يوجد فيها أحزاب ولا جمعيات ولا هذا الزخم الإعلامي والسياسي والجمعوي الكبير، كما ركزت هذه الشخصيات على أن هذه المعطيات مستقاة من جهات; معينةو أصبحت خططها ومؤامراتها لضرب استقرار البلاد عشية الانتخابات معروفة. قسنطيني: تبرأت من المنظمة وسأراسلها لأضع النقاط على الحروف أوضح فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها، في اتصال هاتفي أجراه مع السياسي أمس، أن ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية، جاء ليصور للعالم، صورة خاطئة عن الدولة الجزائرية، من خلال معطيات مغلوطة، واعتبر ذات المتحدث، أنه كلام فارغ يهدف لتشويه سمعة الجزائر بين الأمم، مضيفا أن هذه الاتهامات الخطيرة لا أساس لها من الصحة، وأكد قسنطيني الذي تأسف مما بدر من هذا التنظيم خصوصا وأنه كان قد طالب الحكومة من قبل بفتح الحدود مع المغرب، أنه يتبرأ منه بصفة قطعية، وأشار إلى أن هذا الأخير كان من المفروض أن يدافع ويناضل من أجل حقوق الإنسان وتحسين المستوى، لكنه انحرف عن مساره، وهو ما أدى بمحدثنا إلى اتخاذ هذا القرار وبعث إرسالية يضع فيها النقاط على الحروف، ويبرز فيها مكانة الجزائر التي كانت ولا تزال بلد له مكانته بين الأمم، مردفا بالقول أنا شخصيا أتبرأ منهم، فلا قيمة لهم ولا يستحقون أن نحترمهم، ومستوانا أكبر بكثير من مستواهم . محجوبي: التقرير غطاءللتدحل الاجنبي في الشأن الجزائري من جانبها أكدت شلبية محجوبي عضو منظمة العفو الدولية، ورئيسة حزب الشبيبة والديمقراطية، أنه لولا وجود حرية التعبير لما تمكنت حركات دون تراخيص من الخروج للشارع واستهداف السلطة، ورفض ما جاء في الدستور الذي يكفل ترشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، وهذا أحسن دليل على أن ما نشر في تقرير منظمة العفو الدولية، لا أساس له من الصحة، مضيفة وأنا شخصيا أرى أن الحرية الكبيرة هي التي أدت إلى التمييع، ونشر بعض الأمور التي تمس باستقرار الوطن ولهذا أقول لما يسمى بحركة بركات.. بركات يا بركات ، بركات من اللعب بأرواح المجتمع الجزائري ، مستشهدة بالهجوم الشرس الذي تعرض له الوفد الصحفي خلال تغطيته للتجمع الشعبي للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة بولاية بجاية، والذي كانت جماعة الماك و بركات وراءه، متسائلة، هل هذه هي حرية التعبير، وهل ضرب الإعلاميين أثناء تأدية مهامهم حرية؟، وفي هذا الصدد دعت الحكومة إلى قمع مثل هذه التنظيمات غير المعتمدة رسميا، باعتبار أنها تضر الأفراد والبلاد على حد سواء، واعتبرت ذات المتحدثة أن ما جاء في التقرير الأسود، ما هو إلا غطاء للدول الأوروبية المعروفة بإثارة البلبلة قصد إعطائها فرصة وسبب كافٍ لدخول البلدان العربية خصوصا وأن الجزائر البلد الوحيد الذي بقي واقفا، وهم يسعون إلى إيجاد ثغرة لدخوله، وإرجاعنا 20 سنة للوراء. * بن حبيلس تدعو منظمة العفو للدفاع عن حقوق الإنسان بغزة والصحراء الغربية وذهبت الوزيرة السابقة، ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، التي تساءلت عن مفهوم حرية التعبير عند منظمة العفو الدولية، بعد أن أكدت أن الجزائر بلدا ديمقراطيا يسمح لأفراده بالتعبير بكل ديمقراطية، وهو ما نلمسه في الصحف، ومحتواها بالإضافة إلى خطها واتجاهها السياسي، وأوضحت ذات المسؤولة أن الجزائريين بمختلف مستوياتهم يعبرون عن آرائهم في الميدان، وهذا الأخير هو الحكم، فهناك جماعات تتظاهر مؤخرا سواء في العاصمة وإن كانت محظورة، أو في مختلف ولايات الوطن، كما أضافت بن حبيلس تقول إن حقوق الإنسان تخطو بخطوات إيجابية، وما حققته الجزائر في هذا الجانب نفتخر به، مشيرة إلى أن الشعب الجزائري، همه الوحيد الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد ، كما دعت بن حبيلس منظمة العفو الدولية، إلى رفع صوتها بالنسبة لما يجري بغزة، والصحراء الغربية والاهتمام بمعاناة العالم، والدفاع عن حقوق وكرامة الشعوب المضطهدة، عوض الترويج لإشاعات وتقارير كاذبة لا أساس لها من الصحة.