عاد النحام الوردي بقوة هذا الموسم إلى ولايات الجنوب القسنطيني، التي تشمل باتنة وقسنطينة وخنشلة وأم البواقي وسطيف وتبسة، حسب المنسق الجهوي للشبكة الوطنية لملاحظي الطيور بالجزائر، محمد بن ساسي. وأوضح المتحدث، على هامش اليوم الدراسي الذي احتضنه قسم علوم الطبيعة والحياة بجامعة باتنة حول الطيور المهاجرة، أن هذا النوع من الطيور المهاجرة الذي عاد إلى الجهة مع عودة تساقط الأمطار لوحظ بالدرجة الأولى بالمناطق الرطبة لولايتي أم البواقي خاصة بشط زمول والملاح وباتنة بمنطقة جندلي. فمن إجمالي أكثر من 200 ألف طائر تم إحصاؤه بهذه المنطقة من الوطن، بلغ عدد طيور النحام الوردي التي حطّت بها هذا الموسم، يقول رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات لدى محافظة الغابات، عثمان بريكي، من 100 ألف إلى 150 ألف طائر. والملفت للإنتباه، يضيف المسؤول، أن نوع من النحام الوردي الجزائري بدأ في الظهور في السنوات الأخيرة بالجهة ويتمثل في نحام وردي قضى دورة حياته بهذه الجهة من العالم انطلاقا من فترة التعشيش ثم التفقيس، ليبقى بالمناطق الرطبة المتواجدة بها بعد أن وجد الظروف المناخية ملائمة له. ومن بين الطيور المهاجرة التي عادت إلى منطقة الجنوب القسنطيني في موسم 2014، حسب عدد من المختصين، يأتي البط البري المعروف بشهرمان والكروان الرمادي وأيضا البط الصفار والبط البري الخضيري وهي أصناف كانت قد هجرت الجهة منذ سنوات بسبب الجفاف وقلة تساقط الأمطار. ومن جهته، صرح البروفيسور، سي بشير عبد الكريم، وهو مختص في علم الطيور بجامعة باتنة، أن جمعية وطنية لعلماء الطيور قد أنشئت شهر أوت الماضي ويوجد مقرها بولاية أم البواقي ويسعى أعضاؤها المختصون في هذا المجال إلى تثمين هذه الثروة بالجزائر والبحث من أجل المحافظة عليها. وفي هذا الصدد، ينتظر أن تحتضن المدرسة الوطنية للغابات يوم 18 مايو الجاري يوما دراسيا حول الطيور الحراجية والغابية، كما أشارت إليه محافظة الغابات بباتنة، التي أكدت أن السنة الجارية ستشهد انطلاقة عملية إحصاء واسعة للطيور المعششة، بهدف معرفة أصناف الطيور المهاجرة التي تعشش بالجزائر.