يشتكي العديد من التلاميذ وكذا الأولياء، خاصة بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، من ثقل محافظهم المدرسية بسبب كثرة الكتب والكراريس الموجودة بداخلها، والتي باتت تشكّل خطرا على صحة الأطفال، حسب المختصين، والتي يمكن ان تسبّب لهم عدة أمراض آنية او حتى على المدى البعيد وحتى تشوهات خلقية. وفي زيارة قامت بها السياسي قادتنا إلى بعض الابتدائيات بالعاصمة والتي وقفنا فيها عن قرب على هذا الوضع وعلى مدى مشقة التلاميذ في حمل محافظهم المدرسية يوميا صباحا ومساء. تلاميذ وأولياء يعبّرون عن استيائهم مع الدخول المدرسي وانطلاق الدراسة بكل المؤسسات التربوية، بدأت معاناة التلاميذ مع حمل حقائبهم المدرسية الثقيلة كل صباح، حيث باتت الحقيبة المدرسية بحملها الزائد والخاطئ في نفس الوقت مشكلة تؤرق الأولياء بسبب خطورتها على صحة ونمو الأطفال والتي قد تؤدي الى إصابتهم بالكثير من المشاكل الصحية، حيث أعرب العديد من الأولياء على استيائهم وخوفهم وقلقهم البالغ على صحة أطفالهم، اذ ابدى لنا حليم استيائه من الثقل الكبير لوزن المحافظ المدرسية بسبب العدد الكبير للكتب والتي تأخذ يوميا الى القسم ما يشكّل عبئا كبيرا على التلاميذ، حيث يقول انه ورغم عدم بُعد المدرسة عن البيت، الا ان ابنته وبسبب قصر قامتها وضعف بنيتها الجسدية، تصل الى البيت مرهقة مع آلام في ظهرها، لهذا يقول محدثنا انه لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة، وقد شاطرته عبير الرأي بالقول ان حال ابنتيها يدعو للشفقة عندما تنظر إليهما من النافذة وهما ذاهبتان الى المدرسة وتحاولان حمل حقيبتيهما بكل صعوبة، لتضيف ان هذا الوزن الزائد قد أثّر سلبا على صحتهما وهذا ما أثار قلقها. وهناك العديد من الأولياء فضّلوا شراء محافظ على شكل حقائب حتى يتيسر عليهم جرها وعدم حملها كما صادفنا في جولتنا العديد من الأطفال الذين كان باديا عليهم، وبصورة واضحة، عدم قدرتهم على حمل حقائبهم المدرسية، فمنهم من حملها على ظهره وانحنى معها، ومنهم من فضّل سحبها على الارض بعدما خارت قواه ولم يتمكّن من حملها بصورة عادية، سألنا ريان الذي يدرس في السنة الثالثة من الطور الابتدائي عن وزن محفظته وإن كان قادرا على حملها، فرد علينا بالقول انه يتعب كثيرا من حملها يوميا من البيت الى المدرسة وهذا سبّب له أوجاعا في ظهره ورقبته كلما خلد الى النوم في المساء، أما أسامة، فيقول انه وبعد معاناته في السنة الماضية من ثقل حقيبته، فضّل والده ان يشتري له هذه السنة حقيبة خاصة تحتوي على عجلات ليتمكّن من جرها على الأرض بدل حملها على أكتافه وهذا ما خفف عنه عبئ حملها. أولياء يحملون محافظ أبنائهم خوفا على صحتهم فيما فضّل بعض الأولياء، وتجنّبا لأي تأثيرات سلبية وخوفا على أبنائهم، حمل حقائب أبنائهم المدرسية بأنفسهم كما هو الحال بالنسبة لسليمة التي التقينا بها أمام باب المدرسة، حيث تقول انها تضطر يوميا لايصال ابنها الى غاية باب المدرسة صباحا من اجل تخفيف الحمل عنه والذي يدرس في السنة الثانية ابتدائي بسبب الوزن الكبير لحقيبته لتعاود الذهاب لإحضاره عند خروجه من المدرسة، اذ تقول انها حتى هي تتعب احيانا من حمل المحفظة، فما بالك بالطفل الصغير، لتضيف انها حين تتركه في بعض المرات يحمل محفظته بنفسه يظل ليلتها يعاني من أوجاع في ظهره لهذا، فهي تفضّل حملها بنفسها يوميا حفاظا على صحة ابنها، في حين ان ذهبية التي كانت بانتظار حفيديها هي ايضا امام باب الابتدائية تقول انها هي من تحمل محفظة حفيديها رغم كبر سنها ومرضها في ظل غياب والديهما بسبب العمل، حيث تقول انها سمعت في مرات كثيرة عن التأثيرات السلبية للمحافظ على العمود الفقري للطفل وعلى صحته بشكل عام ورغم انها هي الاخرى لا تقدر على ذلك، الا ان صحة حفيديها أولى. أطباء يحذّرون من مخاطرها على العمود الفقري ويرى الأطباء أن حمل الثقل الزائد في الحقيبة المدرسية قد يعرض الأطفال لآلام، هذا ما قاله لنا طبيب مختص في جراحة العظام، عبد الكريم سالم، انها تسبّب ألما في الرقبة والذراعين والكتفين والظهر وحتى القدمين، وقد تسبّب أحياناً ضغطاً على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري الذي يصبح على شكل حرف (C) مما يستلزم عملاً جراحياً ولذلك يحذّر الأطباء من حمل الأطفال لتلك الحقائب الثقيلة خاصة على أحد الكتفين، إذ إن احتمال إصابتهم بأمراض الظهر حينها قد يصل الى30 % في حين أن الاحتمال يتناقص إلى 7 % فقط في حال حملها على كلا الكتفين. كما أن حمل الحقيبة على كتف واحدة يسبّب انحناء جانبياً وقد يؤدي إلى سير الطفل بطريقة غير طبيعية ومختلة، ومن نتائج الثقل الزائد للحقيبة المدرسية، أنه يؤدي إلى استدارة الظهر إلى الأمام أو تحدّبه مما يؤثر على شكل الجسم بصفة عامة وعلى العظام والجملة الحركية بصفة خاصة. ومايخاف منه أن مضاعفات المرض قد لا تظهر بشكل آني في مرحلة الطفولة، وإنما قد تتطور مع مرور الأيام لتظهر في المستقبل على شكل تحدّب في الظهر وهو الميل بالجسم نحو أحد الجانبين. جمعية حماية المستهلك نظّمت يوما تحسيسيا حول مخاطر ثقل المحفظة وفي هذا الصدد، قامت جمعية حماية وترقية المستهلك وبيئته لولاية تيبازة بتنظيم يوم تحسيسي حول مخاطر ثقل المحفظة على أولادنا، حيث حدثنا بلعباس حمزة، رئيس الجمعية في اتصال ل السياسي عن أهم النقاط التي تطرقت إليها الجمعية خلال هذا اليوم والمتمثلة في العواقب التي قد تنجم عن حمل التلميذ للمحفظة الثقيلة والتي قد تتسبّب له بعدة أمراض تصيب العمود الفقري والذي من المحتمل ان يصاب بالإعوجاج، بالإضافة الى امراض الكتف، ويضيف محدثنا ان هذا اليوم قد شهد مداخلة للدكتور زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية العاصمة، الذي اوضح من خلالها بدقة الأمراض التي قد تصيب التلاميذ جراء ثقل محافظهم والتي اكد فيها ايضا ان الاستمرار في حمل محفظة ثقيلة يسبّب للتلميذ تشنجات عضلية في الظهر، وفي بعض الحالات، يعاني الطفل، بسبب الضغط، في الأقراص الفاصلة بين فقرات العمود الفقري. كما يصاب الأطفال الذين يحملون حقائب على كتف واحد، باعوجاج في العمود الفقري، والذي يمكن أن يكون أيضا بسبب الجلوس بطريقة غير صحية، الأمر الذي يؤدي إلى تغيرات فيزيولوجية، خاصة أن عظم الطفل طري وقابل للإعوجاج بسهولة. أريد الإشارة إلى أن تلك الأعراض تتفاقم وتتطور مع مرور السنين، والمعروف أن آلام الظهر من الأعراض الشائعة التي تتطلب استشارة الطبيب المختص في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم .