شكّلت طاولات شحذ السكاكين وبيعها بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها ديكورا مميزا بمختلف شوارع العاصمة، فترى المواطنين يتهافتون على أصحاب هذه المهنة التي تنتعش في مثل هذه الأيام من كل سنة، لشحذ سكاكينهم تحضيرا لذبح أضاحيهم، فيما يفضّل البعض الآخر شراء سكاكين جديدة من شأنها مساعدتهم على النحر. وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الى العديد من شوارع العاصمة، أين لاحظنا غزو طاولات شحذ السكاكين، حيث لا تكاد زاوية من أحياء المدينة إلا وتوجد بها طاولة شحذ محاط بها عدد من الأكياس التي تحمل سكاكين بمختلف أحجامها. إقبال كبير على طاولات شحذ وسن السكاكين يشهد نشاط شحذ السكاكين إنتعاشا كبيرا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذي يعتبر مناسبة مواتية للحرفيين والشباب لتحقيق مداخيل إضافية، خاصة بالأحياء والأسواق الشعبية. وقد وجد العديد من الشباب، خاصة البطالين، من هذه المهنة فرصة للعمل وإدخال بعض المصاريف التي قد تساعدهم على تخطي شبح البطالة ولو لأيام قليلة وهو ما أعرب عنه العديد من الشباب الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها لعدد من الشوارع والآسواق بالعاصمة. ويعد جمال من بين الشباب الذي اختار السوق لمزاولة حرفته الموسمية في سن السكاكين والذي عرف هو الآخر إقبالا لا بأس به من طرف المواطنين الذين اصطفوا بالدور أمامه، اذ اختار مدخل السوق مكانا له مرجعا ذلك ان مدخل السوق يعتبر مكانا إستراتيجيا بالنسبة إليه لجلب الزبان، وقد حدثنا جمال قائلا انه ومع اقترب عيد الأضحى، زاد طلب الزبائن عليه بصورة كبيرة، ليضيف انه ومع هذا، فهو يقوم بالتجول بعربته في الأحياء الشعبية لنصب عربته والعمل فيها مع سكان الأحياء خاصة وان الكثير منهم يكونون طيلة النهار بمناصب عملهم وفي المساء تتاح لهم فرصة شحذ سكاكينهم. ومن جهة أخرى، يقول عمي مرزاق، (56 سنة)، ان مهنة شحذ السكاكين بدأت بالإندثار مع مرور الزمن. وأشار المتحدث إلى أن العديد من الزبائن يلجأون لشحذ سكاكينهم في ورشات الحدادة وغيرها مما أثّر نوعا ما على الممارسين لهذا النشاط رغم أنه لا يزال يحافظ على مكانته في وسط المجتمع ويأبى الزوال. ومن جهة أخرى، تحولت خلال هذه الأيام أرصفة عدة أحياء وشوارع بالمدينة، على غرار حي المنظر الجميل بالشراڤة وغيرها من الأحياء ببلدية باش جراح إلى فضاء لعرض الباعة الشباب مختلف اللوازم المطلوبة في عيد الأضحى كمعدات شواء اللحم والفحم والسكاكين الجديدة وغيرها وهو ما أجمع عليه العديد من الشباب ممن التقت بهم السياسي خلال زيارتها للعديد من الأسواق بالعاصمة. ارتفاع أسعارها يثير استياء البعض أما بالنسبة للأسعار، فتكلفة عملية الشحذ هذه السنة عرفت بدورها ارتفاعا نسبيا ما أثار امتعاض الكثيرين، حيث تختلف الأسعار باختلاف حجم السكين، وهي تتراوح ما بين 200 دج وقد تصل إلى نحو 300 دج، بالنسبة للسواطير أو السكاكين كبيرة الحجم، ويقول أصحاب هذه الحرفة ان هذه الأسعار تعتبر أسعارا معقولة مع الإرتفاع الذي شمل كل المواد، أما الزبائن، فقد عبّر أغلبهم عن استيائهم بالقول ان عملية الشحذ لا تستحق كل هذا المبلغ، حيث يقول كمال انه اندهش من ارتفاع أسعارها، ليضيف انه لو لم تكن عملية مهمة ويجب القيام بها قبيل عيد الأضحى المبارك، لما قام بها خاصة وأنها تدخل في التحضير لعملية النحر، لتكون عملية سهلة وشرعية ولا تسبّب أي أذى أو تعذيب للأضحية.