مع بدء العد التنازلي لعيد الاضحى المبارك تصنع طاولات شحذ السكاكين وبيعها بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها ديكورا مميزا بشوارع مدينة عنابة، حيث يتكرر هذا المشهد مع دنو هذه الشعيرة الاسلامية ،فترى المواطنون يتهافتون على أصحاب هذه المهنة التي تنتعش في مثل هذه الايام من كل سنة، لشحذ سكاكينهم تحضيرا لذبح اضاحيهم ،فيما يفضل البعض الآخر شراء سكاكين جديدة ،من شأنها مساعدتهم على النحر. حيث قامت آخر ساعة بجولة ميدانية الى شوارع مدينة عنابة ، أين لاحظنا غزو طاولات شحذ السكاكين لمختلف أحياء المدينة على غرار نهج العربي التبسي “لاري بوسكارة ، حي لاكولون ،حي الصفصاف ... “ ،حيث لا تكاد زاوية من أحياء وسط المدينة إلا وتوجد بها طاولة شحذ محاط بها عدد من الاكياس التي تحمل سكاكين بمختلف أحجامها ، وعند تقربنا من بعض الذين يحترفون مهنة الشحذ اوضحوا لنا أنهم يملكون هذه الطاولات منذ سنوات ، حيث يخرجونها للعمل مع اقتراب عيد الاضحى الذي إعتاد فيه المواطنون شحذ سكاكينهم التي يستعملونها في عملية النحر ، كما أضافوا أن هذه الايام يحقق فيها الشحاذون عائدات جيدة تساعدهم على سد تكاليف حاجياتهم ،أما عن الاسعار فكشفوا لنا ان سعر شحذ السكاكين الصغيرة لا يتجاوز 50 دج ،اما المتوسطة فيتراوح سعر شحذها ما بين 50 دج الى 100 دج ،فيما يفوق شحذ السكاكين الكبيرة 100 دج ،وفي ذات السياق أخبرنا بعض المواطنين ممن التقت بهم آخر ساعة انهم دائما يبحثون عن من يشحذ جيدا بأسعار معقولة ،من جهتهم سكان الاحياء السالفة الذكر يعانون معاناة شديدة هذه الايام خاصة منهم من تجاور سكناهم الطرقات والاسواق ، من الضجيج المزعج طوال النهار المنبعث من ألات الشحذ، معبرين لنا انهم ينتظرون بفارغ الصبر يوم العيد ليس من اجل الاضحية او غيرها ولكن من اجل انتهاء ضجيج الطاولات الذي يعيشونه هذه الايام، والذي أضر خاصة بفئة كبار السن والاطفال الصغار، وفي سياق متصل تشهد طاولات ومحلات بيع السكاكين وأدوات الشواء انتعاشا ملحوظا هذه الفترة ،تحسبا لعيد الاضحى المبارك ،كما غزا المدينة عدد من باعة الفحم الذي يعرف هو الآخر اقبالا كبيرا من طرف محبي الشواء على الجمر، هذا وتأتي مناسبة عيد الأضحى بمصاريفها التي تثقل كاهلي ذوي الدخل المحدود ،فيما تعتبر فرصة ثمينة لأشخاص أخرين لتحقيق أكبر هامش من الربح.