تعتبر حفاظات الأطفال في السنوات الأخيرة من المستلزمات الأساسية التي تدخل في مجال العناية بالأطفال، خاصة وأن الكثير من الأمهات أصبحت ترى فيها ضرورة حتمية لابد منها، لجهل العديد من الأمهات بالأخطار الصحية التي باتت تشكّلها الحفاظات، خاصة تلك التي تباع في الأسواق الموازية ومجهولة المصدر. ولمعرفة أخطارها، تقربت السياسي من بعض المختصين في طب الأطفال، لإبراز المشاكل الصحية التي قد تنجم عن استعمال الحفاظات. حفاظات مجهولة المصدر تغزو الأسواق تشهد الكثير من الأسواق وعلى قارعة الطريق بيع حفاظات لا تحمل أي علامة تجارية ولا حتى غلافا لحمايتها من الجراثيم، بل تباع كل قطعة على حدة، ومع كل ما تحمله من مخاطر على صحة الأطفال، إلا أنها تلقى رواجا كبيرا من قبل الأمهات والأولياء خاصة أصحاب الدخل المحدود والمعوزين نظرا لأسعارها المنخفضة مقارنة بتلك المحفوظة بأكياس خاصة التي تحمل اسم المنتج والتي تباع في الصيدليات او بالمحلات التجارية، حيث وقفنا من خلال جولتنا الاستطلاعية على مدى إقبال المواطنين على شرائها، وعن الأسباب التي دفعتهم الى ذلك، سألنا دليلة التي التقينا بها وهي بصدد شراء الحفاظات من عند احد الباعة الفوضويين والذي وجد بأحد الأرصفة مكانا لعرض سلعته، حيث تقول أن أكثر ما جذبها لشراء مثل هذه الحفاظات هو الثمن المنخفض والمعقول الذي يتلاءم مع دخلها الضعيف خاصة أنها أم لطفلين كلاهما يستعملان الحفاظات، لتضيف ان ثمن القطعة الواحدة هنا يقدر ب8 دج مقابل 20 دج للحفاظات الاخرى، اما البائع بلقاسم، فقد فسّر لنا السبب انه يبع الحفاظات بنفس سعر الجملة لأنه يشتريها من المصنع دون تعليبها ما يساهم في نقص تكلفتها. ..وأمهات تجهلن خطورتها على صحة أطفالهن ورغم جهل الكثيرين لمصدر هذه الحفاظات، نجد أغلب الأمهات المعاصرات يجدنها ضرورة حتمية لا يمكن التخلي عنها بالأخص في المراحل الأولى من العناية بالطفل، وقد تعدّدت واختلفت أنواع وماركات الحفاظات المعروضة بالأسواق في السنوات الأخيرة، والتي باتت تشكّل مصروفا إضافيا على الأولياء في ظل حتمية استخدامها وغلاء أثمانها، لكن ما بات يدعو للقلق هو تلك المخلفات السلبية التي من شأن هذه الحفاظات تركها على صحة وجسم الطفل، حسب خبراء طب الأطفال، لما تحتويه من مواد غير صحية تتسبّب في أمراض خطيرة للأطفال أثناء استعمالها وحتى أمراض تظهر على المدى البعيد، وقد جابت السياسي بعض الأسواق والصيدليات وكذا عيادة لطب الأطفال للحديث مع بعض الأمهات وأخذ رأيهن في موضوع الحفاظات والنتائج الصحية السيئة لها، حيث تقول جازية، وهي أم لرضيع ذو الستة أشهر، أنها من بين الأمهات اللواتي يعاني طفلها من حساسية جلدية جراء استعمال للحفاظات ما جعلها تغيّر نوعيتها دون جدوى حتى في حال استعمال أغلى الحفاظات المعروضة بالسوق، فطفلها بقي يعاني من حساسية والتهابات جلدية وقد فسّر لها طبيب الأطفال ذلك الى وجود مواد بلاستيكية وجيلاتينية داخلة في صنع الحفاظات وعند ملامستها لبشرة الطفل، فإنها تسبّب له هذه الأمراض، ما اضطرها الى التوقف عن استعمالها واستبدالها بتلك التقليدية والمصنوعة من مواد قطنية لطيفة على بشرة الطفل بطلب من الطبيب، في حين ان صورية، الأم العاملة، فتقول أنها رغم بروز بعض الاحمرار على جسم طفلها، إلا أنها لم تتوقف عن استعمالها بل اكتفت بشراء بعض المراهم لترطيب بشرة ابنها، لتضيف ان عملها ووقتها الضيق لا يسمحان لها بالتخلي عن الحفاظات التي خففت عنها كثيرا أعباء الاعتناء بصغيرها، اما رشيدة التي التقينا بها في عيادة لطب الأطفال والتي أتت لإجراء كشف طبي لابنتها الصغيرة صاحبة ال18 شهرا، بعدما أصيبت ابنتها بتقرحات واحمرار في البشرة بسبب الحفاظات، فتقول أنها تستعمل أكثر من أربعة حفاظات في اليوم لابنتها بسبب التسربات لرداءة الحفاظات رغم غلاء ثمنها وما زاد الطينة بلة، هو تسبّبها في مرض طفلتها. مختص في طب الأطفال: التهاب البشرة والتسلخات الجلدية من أخطارها وعن الأخطار الناجمة عن الحفاظات وآثارها السلبية على صحة الأطفال، يقول الطبيب بو الرياح عيسى، مختص في طب الأطفال ل السياسي ، ان هناك عدة حفاظات تتسبّب في عدة مضاعفات صحية بالنسبة للأطفال خاصة عندما يتعلق الأمر بحفاظات تكون مصنوعة بطرق غير مطابقة للمواصفات الصحية. وعن أهم الأعراض الناجمة عن استعمالها، يقول الدكتور بو الرياح ان الحساسية الجلدية وكذا التهاب البشرة من أكثر المشاكل الصحية التي قد تصيب الطفل، إضافة الى التسلخات والتقرحات التي إن لم تعالج يمكن ان تتطور لتصبح فطريات وبكتيريا ضارة إن لم تعالج في بداية ظهورها، وقد شدّد محدثنا على الأمهات اختيار الحفاظات ذات المصدر المعلوم والمحفوظة بطريقة جيّدة وتحتوي على تاريخ انتهاء الصلاحية، كونها تستعمل للأطفال وهم أصاحب بشرة حساسة والتي يجب ان تكون معقمة ونظيفة، مع ضرورة ان لا تتعدى فترة استعمال الحفاظة للطفل مدة 6 ساعات كحد أقصى مع تغييرها في كل مرة يقضي فيها الطفل حاجته، مع التنظيف الجيّد والذي يفضّل ان يكون بالماء والصابون وتفادي المواد الكحولية في تطهير الطفل.