رافع، محمد مباركي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الأول، عن مستوى التعليم والبحث بالجامعة الجزائرية، لدى إشرافه على اختتام فعاليات الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس جامعة تلمسان، والتي احتضنتها قاعة المؤتمرات بكلية الطب، أين وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى مروجي بعض التصنيفات الصادرة عن بعض الجامعات في العالم، والتي تضع الجامعة الجزائرية خارج التصنيف، وفي أحسن الأحوال في ذيل التصنيفات، عاكسة بذلك صورة نمطية سلبية عن المستوى العالمي للجامعة الجزائرية. واعتبر مباركي أن هذه التصنيفات غالبا ما ترتكز على الإنتاج العلمي منذ نشأة هذه الجامعات التي لها قرون من النشاط، في وقت أن معدل عمر الجامعات الجزائرية لا يتعدى 30 سنة، معتبرا في هذا الشأن أنه لا يوجد هنالك أي مجال للمقارنة بين جامعات جزائرية حديثة النشأة وجامعات تعود نشأتها إلى العديد من القرون. وفي كلمة ألقاها خلال اختتام مراسم إحياء الذكرى ال 40 لإنشاء هذه المؤسسة للتعليم العالي، ذكر الوزير بالمجهودات الكبيرة المبذولة في مجال الإنجازات العلمية والمنشآت التي سمحت لجامعة تلمسان بالارتقاء إلى مصاف الجامعات الكبرى. فمن مركز جامعي كان يعد بضعة مئات من الطلبة يؤطرهم بعض العشرات من الأساتذة تحصي جامعة تلمسان حاليا أزيد من 40 ألف طالب و1600 أستاذ. وأضاف أن الدولة بذلت جهودا كبيرة منذ الاستقلال إلى حد اليوم لسد النقص في مجال المرافق الجامعية بالبلاد ، مشيرا إلى وجود 96 جامعة ومركز جامعي حاليا عبر مختلف أنحاء الوطن. يكمن شغلنا الشاغل في بلوغ تعليم نوعي لاستكمال الإصلاحات التي تخص التعليم العالي وتمكين الجامعة الجزائرية من تكوين الكفاءات التي ستساهم بدورها في التنمية الاقتصادية الوطنية وفق مباركي. وأكد أيضا أن قطاع التعليم العالي يسعى إلى تطوير البحث بإنشاء عشرات مراكز البحث عبر البلاد في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية. سمحت هذه الجهود لجامعاتنا بتحقيق قفزة نوعية مما مكن من تحسين ترتيبها، فمن المرتبة ال 3500 عالميا إنتقلت جامعة تلمسان في ظرف عام واحد إلى المركز ال 2500 حسب تصنيف وابميتريك والثالث على المستوى المغاربي، وهذا التحسن تسجله أيضا كافة الجامعات الجزائرية كما أوضح الوزير الذي أشار إلى أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة بإفريقيا بعد جنوب إفريقيا ومصر والمركز الثالث عربيا بعد المملكة العربية السعودية ومصر. وقد شهدت مراسم اختتام إحياء هذه الذكرى التي أشرف عليها الوزير بحضور السلطات المحلية لولاية تلمسان تكريم أساتذة قدامى ومتقاعدين وأساتذة تمت ترقيتهم وكذا باحثين من جامعة تلمسان تحصلوا على جوائز على المستوى الدولي. وقد قام مباركي خلال فترة الصبيحة للخميس الماضي بزيارة القطب الجامعي لحي إيمامة، حيث وضع حجر الأساس لعدة مرافق علمية مثل مراكز البحث في العلوم وهندسة المواد ومركز نقل التكنولوجيا ومنصة تقنية للتحليل الفيزيائي والكيميائي ومكتبة مركزية ومقر لرئاسة الجامعة. كما تفقد الوزير أيضا مشاريع إنجاز 1.000 مقعد بيداغوجي للعلوم الإنسانية والاجتماعية بالقطب الجديد لبوهناق (منصورة) وإقامة جامعية بطاقة 2.000 سرير و120 مسكن وقسم للصيدلة الصناعية.