مجمع سكني مهمل يتحوّل إلى أكبر حي قصديري الحي الدبلوماسي يواجه خطر الإنهيار مشروع الترامواي يغرق الأحياء في الحفر والأوحال 500 عائلة بحي المسجد تطالب بالترحيل تعتبر منطقة درقانة ببرج الكيفان من أكبر المناطق المتواجدة على تراب البلدية، غير أن المشاكل التي تتخبط بها أكثر من سبعة أحياء على مستواها هي أكبر بكثير، ما يستدعي التدخل العاجل للسطات المحلية من أجل تحسين ظروف السكان المعيشية، وهو ما وقفت عليه السياسي خلال الزيارة الميدانية التي قادتها لذات المنطقة التي لا زالت مجمعاتها السكنية تغرق في ظلام حالك وتجارة فوضوية خانقة، ناهيك عن تواجد أكبر حي فوضوي يحوي حوالي 500 عائلة لا زالت تنتظر دورها في الترحيل. الأحياء القصديرية تغزو درقانة خلال جولة استطلاعية قادت السياسي لمنطقة درقانة، لاحظت وجود تجمع سكني ضخم غير أنه مهمل منذ سنوات عديدة، ما أدى بالعديد من العائلات إلى الإستيلاء على أجزاء منه دون تدخل السلطات المعنية، ليتحول مع الوقت إلى مجمع سكني فوضوي يعدّ الأكبر بالمنطقة ويطلق عليه اسم حي المسجد، أين تقطن به حوالي 500 عائلة تعيش حياة ملؤها الشقاء في ظل غياب جل المرافق الضرورية، فلا ماء يصلح للشرب إلا من خلال الصهاريج أو المياه المعدنية التي يقوم السكان بشرائها من المحلات التجارية، كما أن الحي لا يحتوي على قنوات لصرف المياه المستعملة، ضف إلى هذا فإن مادة الغاز غير موجودة تماما حيث يلجأ السكان إلى اقتناء قارورات غاز البوتان، وما يزيد من سوء الأمور أن ذات الحي يتزود بالكهرباء بطريقة عشوائية حيث تتشابك الخيوط الكهربائية ببعضها البعض، مما يسبب أخطارا جسيمة بسكان الحي خاصة بهذا الفصل الذي يعرف تهاطلا كبيرا للأمطار. للعلم، فإن السياسي إلْتقت ممثل الحي المدعو عمي بلعيد الذي أكد أن حي المسجد مسجل لدى المسؤولين المعنيين، كما أن إحصاء 2007 قد شمله. وأضاف ذات المتحدث أن الإشكال المطروح هو أن السلطات المعنية لم ترسل لجان للتحقيق على مستوى هذا الحي رغم المراسلات العديدة سواء على مستوى المجلس البلدي أو الولاية ورغم تلقينا لإشعارات الوصول، إلا أن السلطات لم ترد على هذه المراسلات ليبقى مصير العائلات القاطنة بهذا الحي مجهول وهي التي كانت تمني النفس في الإستفادة من الترحيل إلى سكنات لائقة وكذا انتشالها من الظروف القاهرة التي تعيشها. الحي الدبلوماسي مهدّد بالإنهيار عبّر العديد من قاطني الحي الدبلوماسي عن تذمرهم من الوضع الكارثي لسكناتهم التي لم تعد صالحة للسكن، خاصة وأنها من نوع البناءات الجاهزة، والتي تدوم مدة صلاحيتها إلى 25 سنة، حيث أكد جل القاطنين أنهم يسكنون هذه العمارات منذ 30 سنة، أي أنهم تجاوزوا الحد القانوني للسكن مما قد يعرضهم لخطر الإنهيار في أي لحظة. وأضاف ذات المتحدثين أن سلالم العمارات قد تعرضت في العديد من المرات إلى الإنهيار دون سابق إنذار، كما أن جدرانها باتت تسرب مياه الأمطار مما شكل عليها طبقات من الرطوبة، ضف إلى هذا أن هذه الأخيرة قد سببت العديد من الأمراض المزمنة كالربو وضيق التنفس لقاطنيها، الذين عبروا عن غضبهم الشديد، مطالبين في الوقت عينه من السلطات المعنية التدخل لإنْتشالهم من هذه الوضعية الصعبة التي يتخبطون فيها منذ سنوات. التجارة الفوضوية تحاصر الأحياء بمجرد ولوجك لمدخل الحي الدبلوماسي فإن أول ما يقع ناظرك عليه هو تناثر الطاولات على الطريق وأرصفة الحي التي حولت المكان إلى سوق يومي، ورغم أنه يعود بالفائدة للسكان القاطنين بمحاذاته من حيث تلبية كلل ما يحتاجونن من الخضر والفواكه، إلا أنه في نفس الوقت يعد مصدرا للإزعاج بسبب التجار الفوضويين الذين احتلوا أجزاء كبيرة من مداخل العمارات، ضف إلى هذا فإن صوت الباعة المنادين بشكل مرتفع وكذا الشجارات التي تحدث يوميا زادت من معاناة السكان، خاصة بالنسبة الكبار السن والعجزة والمرضى والأطفال الصغار الذين لا يعرفون طعم الهدوء والسكنية. من جانب آخر، يترك السكان الفوضويين المكان مليئا بالنفايات لدى مغادرتهم مساء، وهو ما يعدّ مشكلا آخر يواجهه سكان الحي الدبلوماسي. مكتب بريدي بحجم غرفة يتواجد بالحي الدبلوماسي مكتب بريدي لكنه لا يكفي لإسْتيعاب الجموع الكبيرة التي تتوافد عليه، خاصة وأن حجمه جد صغير، ضف إلى هذا فإن به موظفان فقط، مما أدى إلى ضعف الخدمات المقدمة للمواطنين، ويذكر أن لافتته الخارجية قد تعرضت للتخريب حيث أن المرء القادم إليها للمرة الأولى لا يمكنه تحديدها أو معرفة مكانها حتى يسال عنه، للعلم فإن هذا المكتب عبارة عن محل موجود داخل عمارة من عمارات الحي الدبلوماسي. أشغال الترامواي تحوّل المنطقة إلى ورشة مفتوحة ونحن نتنقل بين أرجاء المنطقة إصطدمنا بمشهد مذهل، فأشغال مدّ خطوط الترامواي لم تعرف نهاية لها خاصة مع توقفها في الوقت الحاضر، حيث انتشرت على طول الحي الديبلوماسي أكوام من الأتربة والحفر وكذا الحواجز الإسمنتية التي أغلقت أجزاء كبيرة من الأحياء الأخرى مشكلة هاجسا بالنسبة للأطفال المتمدرسين الذين يجدون صعوبات جمة عند انتقالهم إلى مؤسساتهم التربوية بسبب تحوّل طرقات حيهم إلى أوحال ومستنقعات عند هطول الأمطار. وللإشارة، فإن أجزاء من مشروع الترامواي قد تحوّل إلى مفرغة عمومية بالإمتياز، نظرا لموازاته مع سوق الخضر والفواكه، إضافة إلى السوق الفوضوي الممتد إلى داخل الحي الدبلوماسي. خدمات صحية متدنية خلال جولة السياسي داخل الأحياء السكنية وخصوصا حي سوناطراك، لاحظت تواجد مركز صحي وحيد يقصده المرضى من جلّ الأحياء السكنية التي تجاوز عددها السبعة أحياء، حيث يعرف إقبالا كبيرا إلا أنه موازاة مع ذلك فإن الخدمات المسجلة على مستواه يمكن تصنيفها ضمن خانة السيئ جدا، كما أن غياب الطبيب في الكثير من الأحيان إضطر الكثير من المرضى بالإنتقال إلى المراكز المجاورة على غرار عين طاية وبرج البحري. للعلم، فإن منطقة درقانة لا تحوز في المجال الصحي إلا هذا المركز الذي يتوافد عليه الكثير من المرضى رغم خدماته التي تكون في أغلب الأحيان في غير تطلعات المواطنين. غياب الإنارة يفرض ظلاما حالكا خلال لقاء السياسي مع العديد من سكان منطقة درقانة على غرار أحياء كوسيدار، سوناطراك، 320 مسكن، أكد المتحدثون أن هذه الأحياء المذكورة إضافة إلى أحياء أخرى، تنعدم بها الرؤية الليلية نتيجة غياب الإنارة العمومية بها إما لعدم إصلاحها بعد إتلافها من طرف مجهولين أو عدم وجودها من الأساس، مما شجّع أصحاب السوابق على القيام بأعمالهم الإجرامية بكل حرية، كالسرقات والإعتداءات مما جعل السكان يمكثون في بيوتهم خلال الليل ولا يخرجون إلا للضرورات القصوى. الملاعب الجوارية غائبة إستاء عديد الشباب من السلطات المحلية التي لم تدرج ملاعب جوارية وفضاءات للعب داخل الأحياء السكنية على الرغم من توفر المساحات الكافية لذلك، ضف إلى هذا فإن هؤلاء الشباب يقومون باستغلال هذه الأخيرة للقيام بنشاطاتهم الرياضية نهاية الأسبوع أو أيام العطل، رغم أنها غير أن مهيئة تماما. ويذكر أن هذه الأحياء تعرف العديد من الشجارات والإعتداءات، كما تنتشر بها العديد من الآفات الإجتماعية في مقدمتها تعاطي الممنوعات والمخذرات، نظرا للفراغ الرهيب الذي يعانيه الشباب بسبب البطالة وكذا غياب الفضاءات الثقافية والترفيهية.