يعيش سكان حوش توجة، الواقع ببلدية الشبلي بولاية البليدة، أوضاعا معيشية صعبة لانعدام الكثير من المرافق الضرورية، أين يأتي الغاز في مقدمة هذه المتطلبات خاصة مع حلول فصل الشتاء البارد، حيث أضحى غيابه معضلة حقيقية زادت من حدتها انعدام المحلات عن المنطقة وبعد الأخرى، ناهيك عن صعوبة نقلها جراء الغياب التام للتهيئة. وقفت السياسي على الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها سكان حي توجة إثر الزيارة التي قادتنا إلى بلدية الشبلي، حيث يعيش المواطنون وسط نفايات مهولة وروائح كريهة ناجمة عن تجمع مياه الصرف الصحي التي تصب من المنازل، ناهيك عن انتشار الحيوانات الضالة كالكلاب التي تهدّد المتمدرسين والمارة، وما ضاعف من معاناة قاطني الحوش هو العزلة التامة التي يفرضها غياب النقل على المنطقة، ما جعل السكان يخرجون عن صمتهم ويطالبون في الكثير من المرات من السلطات المحلية بتوفير مواقف وحافلات تربطهم بوسط المدينة، غير أن مطلبهم لم يؤخذ بعين الاعتبار من طرف الجهات المعنية، حسب السكان. ومن جهة أخرى، أضاف المتحدثون أن غياب المحلات التجارية بالمنطقة يدفع بهم الى التوجه الى غاية وسط بلدية الشبلي التي تبعد عنهم بحوالي 03 كيلومترات، لاقتناء ما يحتاجونه من متطلبات يومية، فيما لا تزال معاناة التلاميذ القاطنين بحوش توجة متواصلة جراء غياب المؤسسات التربوية القريبة من هذا المجمع السكني، حيث أشار السكان إلى أن أقرب مدرسة تستغرق ساعة للوصول إليها، ما يرهق التلاميذ ويؤرق أوليائهم الذين يتخوفون من تعرضهم لحوادث المرور والمنحرفين الذين يتربصون بهم، نظرا للعزلة التي تحاصر المكان وغياب النقل المدرسي، ما يضطر الكثير من التلاميذ الى عدم الذهاب الى مدارسهم خاصة أثناء هطول الأمطار بغزارة لاستحالة السير عبر طرقات الحوش جراء تراكم الأوحال وامتلائها بالبرك المائية. وفي سياق متصل، أشار السكان إلى أن الذعر لا يفارقهم مع كل اضطراب جوي الذي يتسبّب في حدوث سيول جارفة، ناهيك عن سقوط الأشجار التي تحيط بالحوش خاصة عند هبوب الرياح العاتية، وهو ما يحدث بشكل مستمر خلال كل فصل شتاء، الوضع الذي زاد من اهتراء وتضرر الكثير من السكنات. وعلى هذا الأساس، يطالب سكان الحوش من السلطات المحلية بانتشالهم من الوضعية القاسية التي يتخبطون فيها منذ سنوات وإخراجهم من دائرة الحرمان والتهميش، وهذا بإدراج مشاريع تنموية لتحسين إطارهم المعيشي المزري.