شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات مظاهرات حاشدة، للتنديد بممارسات جماعة الحوثي وانقلابها على السلطات الشرعية في البلاد. ورفع المشاركون في المظاهرات لافتات وشعارات تؤكد على رفض ممارسات الجماعة ومحاولاتها المتكررة للسيطرة على مؤسسات الدولة وقراراتها بقوة السلاح واستخدامه ضد خصومها السياسيين، وطالب المتظاهرون كافة القوى السياسية الوطنية بالالتفاف حول الشرعية الدستورية وتفويت الفرصة على الجماعات التي تسعى الى جر البلاد نحو الفوضى والحرب الاهلية والعمل على احتواء تداعيات الاحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء. وأكد المتظاهرون رفضهم لاستمرار تواجد المسلحين الحوثيين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات وكذلك تدخلهم فى أنشطة ومهام موسسات الدولة المدنية والعسكرية، كما طالبوا أعضاء البرلمان برفض استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي والعمل على خدمة الوطن ومصالح شعبه. الى ذلك، دعا قائد عسكرى يمني بارز قادة الوحدات العسكرية والامنية والاطراف السياسية في البلاد الى عقد اجتماع طارىء لتدارس وضع البلاد والفراغ السياسي بعد استقالة الرئيس هادي وحكومة بحاح وحذر اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط من أن تؤدي الاحداث التي تمر بها اليمن حاليا بعد استقالة الرئيس والحكومة الى إنقسام البلد ونسيجه الاجتماعي والاقتصادي والامني. في نفس السياق، تراجعت جماعة الحوثي عن قرارها بالتوجه نحو تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد وسد الفراغ الذي تركته استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقالت الجماعة في بيان أمس، انها ستنتظر موقف البرلمان، للنظر في استقالة الرئيس هادي بموجب الدستور النافذ. لجان شعبية موالية للحكومة تسيطر على نقاط للجيش اليمني سيطرت اللجان الشعبية، مسلحون موالون للحكومة اليمنية، أمس، على نقاط عسكرية تابعة للجيش في مداخل محافظة شبوة، جنوبي اليمن، بحسب مصدر قبلي. وقال المصدر، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، إن مسلحين من اللجان الشعبية موالون للرئيس هادي وللحكومة، سيطروا أمس على النقاط التابعة للجيش على مداخل مدينة عتق، عاصمة شبوة، واستحدثوا نقاط أخرى. وأضاف، أن اجتماعاً، عقد الجمعة، ضم المحافظ وقيادات الأحزاب السياسية والحراك الجنوبي وزعماء القبائل، قرر تشكيل لجان شعبية لحفظ الامن، واستدعاء العسكريين القدماء من أبناء شبوة، مشيرا إلى أن الترتيبات تجري الآن مع محمد حسين الجماعي، قائد محور عتق، لتسليم مقاليد الأمور إلى أحد القيادات العسكرية من أبناء المحافظة، حتى تستقر أمور الدولة في صنعاء. وتابع المصدر أن الاجتماع قرر عدم تلقي أي توجيهات من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون، في ظل استقالة الرئيس والحكومة. وفي مأرب، المحاذية لمحافظة شبوة من جهة الغرب، أقر اجتماع للجنة الأمنية العليا والسلطة المحلية، برفض أي توجيهات أو أوامر من خارج المحافظة، وأنها ستعمل على تسيير أمورها، بعيدا عن أي توجيهات من أي طرف كان. وفي بيان أقر الاجتماع الذي عقد أمس في مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، رفض أي توجيهات أو أوامر من خارج المحافظة، بعد الانقلاب على الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتسيير أمورها بنفسها. وتكمن أهمية محافظتي مأرب وشبوة كونهما محافظتين تنتجان النفط والغاز، وتمثلان الحدود الفاصلة بين شطري اليمن سابقاً، فمأرب محافظة شمالية، فيما تتبع شبوة دولة جنوب اليمن، سابقاً. وكان هادي قدم استقالته، مساء الخميس الماضي، إلى رئيس البرلمان، بعد وقت قصير من استقالة حكومة خالد بحاح. وقال في نص الاستقالة: تحمّلنا مسؤولية الرئاسة، وأنتم لستم بحاجة لشرح الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية حتى يومنا هذا . وخلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، دارت اشتباكات شرسة متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحين حوثيين في عدة مواقع بصنعاء، بينها محيط منزل الرئيس هادي، انتهت بسيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة.