أكد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أمس، بالجزائر العاصمة أن تراجع أسعار السوق العالمية للنفط لا ينبغي أن يكون مبعث تشاؤم وإن كان يشكل إنشغالا حقيقيا يتقاسمه الجميع . وأوضح بن صالح في كلمة له خلال اختتام الدورة الخريفية لسنة 2014 لمجلس الأمة أنه إذا كانت التقلبات الاقتصادية التي عرفتها الساحة الدولية مؤخرا قد أحدثت تراجعا في الأسعار في السوق العالمية للنفط فينبغي ألا يكون ذلك مبعث تشاؤم وإن كان هذا الوضع الجديد يشكل انشغالا حقيقيا نتقاسمه كلنا . وأضاف بأن هذا الواقع بقدر ما يؤكد على بروز مؤشرات غير مريحة لأوضاع إقتصادية صعبة ستواجه البلاد مستقبلا فإن ذلك يجب ألا يدفعنا إلى اليأس والقنوط بل يجب أن يحفزنا أكثر على مضاعفة الجهد من أجل الحفاظ على وتيرة التنمية ومواصلة سياساتنا الإستثمارية المتضمنة في البرنامج الخماسي المعتمد . كما أكد بن صالح أن هذا الواقع يدعونا في نفس الوقت إلى ترشيد إنفاقنا العام والخاص كذلك . وتابع رئيس مجلس الأمة قائلا: إننا ننظر بعين الرضى إلى التدابير التي إعتمدتها الحكومة بناء على توجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لترشيد الإنفاق العمومي دون المساس بالإستثمارات المخصصة للقطاعات الحيوية للتنمية الإجتماعية ولضبط الواردات ومحاربة كل أشكال تهريب رؤوس الأموال . ودعا بالمناسبة الى إعطاء المزيد من التشجيع للصادرات خارج المحروقات والإستغلال الأمثل للثروات الطبيعية المتاحة قصد تطوير وترقية إقتصاد متنوع وتنافسي. واعتبر بن صالح في هذا الإطار أن المطلوب في مثل هذه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية هو تفعيل الحوار بما من شأنه أن يوفر أجواء الثقة بين الشركاء الاجتماعيين ويحقق الانسجام الاجتماعي ويعزز الوحدة الوطنية، للوقوف --كما قال-- صفا واحدا في وجه كافة التحديات التي تواجه الوطن . وحسب ذات المسؤول فإن الواجب يقتضي في مثل هذه الاوضاع مجابهة الروح الانهزامية التي راحت أطراف معروفة تسعى إلى ترسيخها في أذهان المواطنين من خلال الإدعاء بأننا بلد بدون وسائل في حين أن لشعبنا وبلدنا كل المقومات التي تسمح له ببناء بلده وتقوية إقتصاده . ودعا في نفس السياق إلى العمل عل حماية وحدة البلاد، مشيرا إلى أن تعددية الرؤى في الأمور السياسية والإقتصادية يجب أن تكون مصدر ثراء لشعبنا ومبعث دفع للبلاد نحو الامام وليس مصدر شد للوراء . كما أكد في نفس الوقت بأنه من الضروري إتخاذ الإجراءات الإستباقية المطلوبة من خلال التجاوب مع المعقول من المطالب التي تطرح هنا وهناك والتي تستدعي من الوصاية دراستها وإعطائها العناية المطلوبة . وعبر رئيس مجلس الأمة أيضا عن اعتقاده بأن ما قامت به الدولة من إجراءات شجاعة في إطار التجاوب مع مطالب سكان الجنوب لدليل على أنها تتحسس مطالب أبنائها أين كان موقع إقامتهم وتعمل على توفير الحلول لها . وفي تقييمه لحصيلة عمل الدورة الخريفية للمجلس في جانبها التشريعي والرقابي ومن خلال الانشطة المكملة لها أكد بن صالح بأن هذه الحصيلة كانت كلها نشاطات تبعث على الرضى . غير أنه لفت الإنتباه إلى أهمية التجسيد العملي لما يتم الإتفاق عليه في مجال البرمجة التشريعية التي هي أهم لَبِنات العمل التكاملي بين غرفتي البرلمان والحكومة. وبخصوص القوانين المصادق عليها خلال الدورة، أوضح بن صالح بأن مشاريع القوانين التي تمت دراستها والمصادقة عليها كانت مهمة ، مبرزا بأن قانون المالية احتل مكانة مميزة في أشغال الدورة . وأشار في نفس الموضوع أن النص المذكور قد حافظ في توجهاته على وتيرة التنمية ، مشيرا إلى أنه بقصد تحقيق الشفافية حرص واضعو هذا القانون على جرد جوانب الضعف قصد إصلاحها وإقترحوا بنفس الوقت صيغ تحفيزات مالية عديدة تشجيعا للإستثمار .